في أول رد رسمي من لبنان تجاه المبادرة الكويتية لحل الأزمة اللبنانية - الخليجية، أبلغ الرئيس ميشال عون وزير الخارجية الدكتور الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح خلال استقباله في قصر بعبدا، ترحيب لبنان بأي تحرك عربي لإعادة العلاقات بين لبنان ودول الخليج.

لكن المصيبة أن الرد المؤكد لا يصدر من عون ولا من بعبدا، بل من حزب نصرالله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية عبر شاشة بلازما منصوبة في موقف سيارات تحيط بها الألوان الصفراء.

أهم ما تحمله المبادرة على لسان وزير الخارجية اللبناني هو رسالة محبة من الكويت البلد المحبوب والمحترم من قبل معظم الأطراف اللبنانية لأن الكويت تعشق لبنان وتريد عودته سويسرا الشرق، ولا تحمل أي شروط بل هي لمصلحة لبنان والعرب وهي مدعومة عربياً ودولياً. لكونها تبحث في كيفية تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية، وللأسف هذا كلام مرسل عام. فأول طعن في المبادرة أنها لم توجه لحزب الله بل للشرعية اللبنانية، وثاني طعن من أبواق حزب الله هو تكتم وزير الخارجية الكويتي على تفاصيل المبادرة التي تقدم بها للأطراف السياسية في لبنان وهذا غير مبرر ويثير الشكوك حول جدواها كما يقولون متناسين أن الدبلوماسية الراقية تتطلب الكتمان، ولم تنجح الدبلوماسية الكويتية من قبل نفس الوزير في الأزمة الخليجية الشائكة إلا بعد التكتم على خطوات المصالحة حتى أعلنها في نهاية العام الماضي قبل القمة بيومين.

كما أضافت أبواق أخرى أن الكويت تريد تسجيل حضورها خليجياً في الملف اللبناني والتقرب من السعودية، لكنها تتجنب في نفس الوقت توتر علاقتها بإيران الداعم الرئيس لحزب الله الذي لديه نفوذ قويّ في الكويت. ولا نعلم كيف نتقرب أكثر لاية دولة خليجية إذا كان رجالنا ورجالهم يعمودون تقاربهم بالدم على الجبهة اليمنية، ولا نعلم كيف فسروا أن لإيران وحزب الله نفوذاً قوياً ونحن نلقي بصبيانهم الإرهابيين من خلية العبدلي أو سواها في السجون الكويتية؟

بالعجمي الفصيح

ثمة رغبة خليجية أن يستعيد لبنان مجده كدولة «ماركة» غالية وأنيقة بدل دولة «مارقة» مغلفة بعلم أصفر لا تعترف بالشرعية الدولية.