فريد أحمد حسن
قطرة وقت
«لدراز».. هكذا ينطق أهل البحرين اسم قرية الدراز، هكذا ينطقونه طوال حياتهم، هكذا ينطقه كل أطيافهم، واقفين كانوا أم قاعدين، راضين عن بعضهم البعض أم زعلانين، أما إن سمعه المعنيون بنطق مختلف فيعرفون على الفور إن الناطق به ليس بحرينياً أو خليجياً أو أنه يريد بنطقه الخاطئ تعمد التحريف، وهو في الحالتين لا يكون إلا مذيعاً بالسوسة...
يعرب البعض عن دهشته واستغرابه من مواقفي التي يعتبرها حادة ولا يتردد في اتهامي بأنها مع السلطة وضد الناس، فهذا البعض يفترض أن انتمائي إلى أحد المذهبين الكريمين يفرض عليّ أفكاراً وسلوكيات محددة، وبالتالي ينبغي مني تنفيذ كل ما يخطط له «كبار الطائفة» ويأمرون به وإلا اعتبرني خارجاً عن الملّة.سبق أن أشرت في أكثر من مقال أن انتمائي...
هكذا كتب أحدهم بعد تسلمه إحضارية لزيارة مركز الشرطة لسؤاله عن بعض الأمور، وهو أمر عادي في كل الأحوال أن يتسلم المواطن أو المقيم مثل هذه الورقة؛ وهي عبارة عن إشعار دعوة للحضور إلى جهة رسمية تريد أن تستفسر عن أمر ما. المستدعى كتب الآتي: (أكثر من 47 منظمة إقليمية ودولية وحكومات تتصل بي لتسألني عن الإحضارية التي قدمت لي للتحقيق. أشكركم...
من أطرف ما نشره أحد المحسوبين على أولئك المضرين بالوطن تغريدة عبر التويتر تقول «العنف خطأ، والانجرار إليه خطأ. لا بد من أن تكون السلمية من أهم مرتكزات حركة حقوق الإنسان في العالم، واللاعنف يجب أن يصبح ثقافة تتناقلها الأجيال». أما الطرافة في هذا الكلام الجميل الذي لا يختلف عليه أحد فهو أن الداعين إليه هم الذين يمارسون العنف...
الحاصل الآن على أرض الواقع هو أن المجموعة التي اختارت البقاء في الخارج تستغل كل ما هو متاح من تكنولوجيا حديثة متطورة ووسائل التواصل الاجتماعي، وكل ما تصل إليه عقولهم من قصص وأحاديث ذات علاقة بالدين، وعلى الخصوص المتطرفة منها لشحن البسطاء في الداخل ودفعهم للخروج إلى الشوارع والتظاهر وتحمّل كل ما قد يأتيهم من آلام ومشكلات نتيجة...
المثل العربي الشهير «اتقِ الحليم إذا غضب» كلام بليغ يعتمد المتناقضات، إذ إن الحليم لا يعرف الغضب لكنه إن فاض به الكيل غضب إلا أن غضبته لا تكون عادية، على الأقل لأنه لم يعرف الغضب من قبل وليست له علاقة سابقة به. ويبدو أن الحال في البحرين ستفضي إلى اللحظة التي يغضب فيها حكيم البحرين خليفة بن سلمان المعروف بحلمه وقدرته على امتصاص غضب...
كنت قد كتبت في مقالات سابقة عن أن الهدف من كثرة المسيرات والتجمعات والتركيز على المنطقة التجارية في المنامة هدفه ضرب الاقتصاد تمهيداً لإسقاط النظام، وهكذا كتب آخرون. حينها انبرى عناصر من جمعية الوفاق على وجه الخصوص ونفوا هذا الأمر، وقالوا إنهم حريصون على بقاء اقتصاد البحرين قوياً وإنه من غير المعقول أن يسعى أحد إلى تدمير البلاد...
أمران ينبغي التركيز عليهما في هذه الفترة من عمر الوطن؛ الأول هو الاتفاق على أن كل ما حدث منذ 14 فبراير 2011 إلى اليوم إنما أريد منه الإصلاح وتحقيق مكاسب للمواطنين كافة تساعد على الارتقاء بحياتهم، وبالتالي التوقف عن ترديد شعار إسقاط النظام، والثاني هو الاتفاق على التهدئة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الجديدة التي ستأخذنا إلى حيث...
في سنوات قديمة كان البعض «يتشيطر» ويرفع في عزاء عاشوراء شيلات تتضمن «نغزات» على الحكومة، وكان هذا البعض يتفاخر بأنه يفعل ذلك خاصة أنه يشعر في داخله بشيء من «الذكاوة» كون شيلاته تحمل معنيين، وبالتالي فإنه ليس بالضرورة أن يكون قد قصد ما فهمته الحكومة! بينما كان ينظر إليه آخرون على أنه بطل ومتميز وشجاع لأنه تمكن من توجيه النقد...
قرار وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة «وقف جميع المسيرات والتجمعات وعدم السماح بتنظيم أي فعالية إلا بعد استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار بهدف حفظ الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي ومنع أشكال التطرف»، قرار مهم وعملي وإن جاء متأخراً، فهذا القرار انتظره المواطنون طويلاً، وبعضهم عاتب وزارة الداخلية على...
الأسبوع الماضي، شن مريدو حسن مشيمع -الذي يقضي عقوبة السجن بحكم محكمة- حملة «تويترية» قوية بهدف الضغط على السلطة للإفراج عنه بحجة عودة مرض السرطان إليه، فما وصلهم من أخبار عنه في هذا الخصوص جعلهم قلقين عليه، ووجدوا أن عليهم أن يفعلوا شيئاً ما تجاهه. صاحَبت تلك الحملة عمليات ميدانية تمثلت في إغلاق بعض الشوارع وإشعال النار في...
ما يحدث اليوم في البحرين هو أن الأطراف ذوي العلاقة كافة يصرّون على مواصلة الأسلوب ذاته الذي ينتهجونه، ما يعني أن احتمالية الالتقاء معدومة وبالتالي مسألة الوصول إلى حل للمشكلة التي صارت فيها البلاد صارت حتى في نظر أشد المتفائلين مسألة غير واردة على الأقل في الوقت الراهن. الحكومة تقول إن الذي دفعها للشد على بعض القرى، وأبرزها...