نواصل في الجزء الثالث والأخير من المقال حديثنا عن الطرق التي يجب على المسؤولين والمدراء اتباعها من أجل تحفيز الولاء الوظيفي لدى الموظفين خاصة في أوقات الأزمات، لعل أبرزها:
ثالثاً: عزز اهتمامك الإنساني والأخلاقي، انغمس في حياة الموظفين واهتم بشؤونهم، امنحهم المرونة في تصريف التزاماتهم الشخصية والعائلية، ولكن ضمن اعتبارات معقولة، لا تدر لهم ظهرك عندما يتحدثون عن احتياجات شخصية تتطلب شيئاً من المرونة في الوقت أو ظروف العمل.
رابعاً: لا تتجاهل ما يقوله الموظفون، بل أنصت لهم ولما يقولونه عن أوضاع داخلية أو خارجية في محيط العمل، فهم أما سيضعون يدك على سبب التدهور، أو يعطونك وصفة النجاح، وأقلها سيقدرون لك اهتمامك واحترامك، وذلك له أثر كبير على تعزيز الولاء الوظيفي.
خامساً: تنازل عن متعك، لا تسافر أو تغدق على نفسك وموظفيك يتضورون جوعاً لأنهم في النهاية سيلتهمونك دون أن تعلم، ويكفي أن تمتلئ نفوسهم غضباً منك لتسرع بشكل هائل بانهيار منظمتك.
سادساً: قاتل حتى آخر قطرة عرق لديك، لا حتى آخر قطرة دم لديهم، لا تحول منظمتك إلى قفراً، تتحطم فيها معنويات موظفيك، أسبقهم إلى العمل لا إلى الدوام، فموظفيك ليسوا هم ساحة القتال بل السوق والإنجاز هو ساحة القتال، وهم سواعدك وأدواتك.
سابعاً: أبحث عن المتفاني، سلط عليه الضوء، احتفي به، قدم له الدعم والمكافآت المعنوية، اجعله يتأبط ذراعك الأيمن وأنتظر أن يستنسخه الآخرون، التقط أول إشارة وأخلق بيئة متفانية، وهو ما تريده تعظيم الجهود دون زيادة التكاليف للخروج من الأزمة.
ثامناً: ابحث عن المبدع، اجعله يتأبط ذراعك الأيسر، فهو من سيقدم لك الحلول المبدعة، التي تستطيع من خلالها منظمتك التسريع في تجاوز الأزمة، مع المتفانين سيصبح لك قدرة هائلة على تجاوز الأزمة.
تاسعاً: ازرع الأمل بالجهد كي تحصد المال بالعمل، فالموظفون لن يعطوك أفضل ما لديهم من جهد إذا لم يروا القادم المشرق، لذلك اخلق انتصارات صغيرة، واحتفِ بها، واجعلها علامة ودلالات على الطريق، كن ذكياً ومتماسكاً ومتفائلاً مهما كان الوضع مزرياً.
عاشراً: تخلص من القمل! ماذا يفعل القمل؟ أنه يتغذى على دمائك، وهناك بعض الموظفين الذين يعشقون بث الإحباط بين الموظفين لأسبابهم النفسية الخاصة، بعد أن تكون قد فعلت ما ذكرناه أعلاه، جرد حسامك وتخلص منهم، لن يبكي عليهم أحد، ولن تهتز لهم معنويات الآخرين، ولكن افعلها وأنت قد أمسكتهم بالجرم المشهود.
مدرائنا بحاجة لأن يكونوا قاده لأن يكونوا أكثر إبداعا وإدراكاً لعناصر النجاح الحقيقية، والتي تقبع على رأسها الروح المعنوية للموظفين شركاء النجاح الأصليين. إن الخروج من الأزمة ليس بالأمر الصعب أو المعقد وأهم عنصر فيه هو الاحتفاظ بالروح المعنوية للموظفين شركاء النجاح عالية.
* مستشار ومطور أعمال وقدرات بشرية