نحو أربعة عشر في المائة من حجم البيان الختامي للدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت الأسبوع الماضي في المنامة خصص للحديث عن إيران، ما يؤكد عدم الارتياح من هذه الدولة التي تتقاسم مع دول مجلس التعاون الجغرافيا لكنها تسعى إلى الهيمنة والتسيد وفرض أفكارها ولا تزال تحلم بـ «تصدير الثورة».
جاء في البيان أن المجلس الأعلى أشاد بجهود الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين لتمكنها من إحباط المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ المخططات «المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي»، وتضمن التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، ودعا إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وتحت عنوان «العلاقات مع إيران» جاء أن المجلس الأعلى أعرب عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وطالبها بالالتزام التام بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، كما أعرب عن رفضه لتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين ضد دول المجلس ومحاولة بث الفرقة وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها، وطالب إيران بالكف عن هذه الممارسات حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها.
في البيان الختامي، أكد المجلس الأعلى أيضاً على ضرورة أن تغير إيران من سياستها في المنطقة وتلتزم بالمواثيق والمعاهدات الدولية وعدم احتضان وإيواء الجماعات الإرهابية على أراضيها، بما فيها مليشيات «حزب الله» ودعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، وعدم إشعال الفتن الطائفية فيها، كما أكد على ما تضمنته الرسالة التي وجهتها الإمارات إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة والموقعة من عشر دول عربية رداً على الادعاءات الباطلة والافتراءات المزيفة التي تقدم بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، وقد عبرت الرسالة عن القلق إزاء استمرار ايران في اتباع سياسات توسعية ومواصلتها القيام بدور سلبي في المنطقة، وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية للدول العربية.
أيضاً استنكر المجلس الأعلى في هذا البيان المهم محاولات إيران الهادفة إلى تسييس فريضة الحج والإتجار بها واستغلالها للإساءة للمملكة العربية السعودية وطالب المسؤولين الإيرانيين بالكف عن مثل هذه الدعاوى والمواقف والتعاون مع الجهات الرسمية بالسعودية المسؤولة عن تنظيم موسم الحج لتمكين الحجاج الإيرانيين من أداء مناسكهم، وحمل الحكومة الإيرانية مسؤولية حرمان مواطنيها من أداء فريضة الحج العام الماضي.
أيضاً جاء في البيان أن المجلس الأعلى أعرب عن استنكاره وإدانته لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، والذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. كما خصص البيان بعض فقراته لبيان موقف مجلس التعاون من النووي الإيراني وضرورة جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة النووية، مع التأكيد على حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وضرورة معالجة المشاغل البيئية لدول المنطقة وتوقيع إيران على كافة مواثيق السلامة النووية.
تخصيص كل هذه الفقرات للحديث عن إيران مضافا إليه ورود اسمها أو إشارات عنها في الفقرات التي تناول فيها البيان ما يجري في اليمن وسوريا والعراق يعبر عن حجم الاستياء الخليجي من تصرفات ومواقف وسلوكيات إيران.