?40 من سكان المملكة مصابون بـ «الحساسية».. وطبيعة الحياة تتصدر المشكلاتكتبت- نور القاسمي:
كشف رئيس مركز صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة للطلب الجزيئي البروفيسور المعز عمر البخيت عن نظرية جديدة توصلت إليها بحوث الطب الحديث تقوم على أن «كثرة التطعيمات واللقاحات تضعف الجهاز المناعي للجسم وقد تسبب السرطانات»، قبل أن يؤكد قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء الطبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة أن «جرعات التطعيم التي يتعرض لها الجهاز المناعي في الإنسان منذ صغره قد تفقد الجهاز المناعي وظيفته الأساس».
وقال البخيت، في تصريح لـ«الوطن»، إن «العلماء أطلقوا نظرية حديثة بشأن قلة مناعة الجسم تذهب إلى أن التطعيمات المعطاة للأطفال والكبار تسبب نظافة الجهاز المناعي للإنسان وبالتالي عدم تعرفه على الميكروبات الدخيلة الجديدة عليه، ما يجعله لا يحارب أي فيروسات جديدة، فيضعف نسبياً في محاربة الجراثيم والميكروبات في الأمراض».
وأضاف أن «التكنولوجيا الحديثة أدت إلى اكتشاف أنواع جديدة من الفيروسات تزيد أعداد الأمراض نادرة الوجود والمزمنة كالسرطان»، مؤكداً أن «أكثر الأنواع شيوعاً لدى الذكور سرطان الرئة الذي يعتبر التدخين من أهم مسبباته، فيما يعد سرطان الثدي الأكثر انتشاراً بين النساء».
وأشار بخيت إلى أن «الأسباب الرئيسة لزيادة أمراض السرطانات في عصرنا الحالي تنقسم إلى أربعة أسباب، أبرزها العوامل البيئية والتلوث البيئي الذي يؤثر على جينات الإنسان المسؤولة عن جهاز المناعة، وفي حالة تأثيره عليها يؤثر ذلك على كفاءة دفاعها ضد الجراثيم فبالتالي تقل مناعة الجسم».
وقال إن «التلوث التكنولوجي يؤثر بشكل كبير على التركيب الطبيعي في الجسم وعوامله الجينية، خصوصاً أننا نتعرض لإشعاعات عديدة في مختلف الأجهزة المحيطة بنا، كاستخدام الأجهزة الذكية والتعرض لها، السفر بالطائرات، التعرض لأجهزة الحاسوب، مشاهدة التلفاز وسماع الراديو، مكيفات الهواء، الأجهزة الكهربائية والآلات الميكانيكية»، مؤكداً أن «هذه الإشعاعات ضعيفة جداً ولكن محصلتها في النهاية تؤثر على الجسم».
وتابع أن « كثرة التطعيمات تضعف الجهاز المناعي للإنسان، رغم أنها تحمي الجسم من أمراض معينة، إلا أنها تخلف آثاراً سلبية على المدى البعيد وضعفاً شديداً في جهاز المناعة»، موضحاً أن «الحل لا يمكن في إيقاف التطعيمات عن الأطفال بل في معالجتها وتقليل نسبتها وتقليل الإنسان نفسه تعرضه للأسباب الأخرى».
وأردف بخيــت أن «أحـــد الأسبــــاب المؤدية لمرض السرطان يكمن في نمط حياة الفرد، ومتمثل في نوعية طعامه وحياته وكثرة ضغوطاته، والأمراض المزمنة فيه كالسكر والضغط والكلسترول والسمنة».
و نصح بخيت بـ»الكشف الدوري، واستشارة الطبيب في حال ملاحظة أي أمر مريب أو الشعور بأي عرض، لأن من أهم أسباب العلاج هو اكتشاف هذا المرض في بداياته».
وتصنف الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ملوثات الهواء الطلق كمواد مسرطنة للإنسان.
وكان البروفيسور المعزعمر بخيت توصل لأول مادة بروتينية تعمل كحلقة وصل بين الجهاز العصبي وجهاز المناعة يتم إفرازها بواسطة خلايا المناعة في الطحال بعد تلقي إشارة عصبية نتيجة لتحدٍ مناعي «immune challenge». وقبل هذا الاكتشاف لم يوجد جزيء أو مجموعة جزيئات تربط الجهاز العصبي وجهاز المناعة نتيجة إشارة عصبية بعد أي إشارة مناعية، واكتشف الجين الخاص بها ما يساعد على فهم آلية عمل جهاز المناعة الطبيعي، وهذا المركب سيفتح باب الأمل لإيجاد علاج لأمراض فقد المناعة «الإيدز»، وسيكشف الحالات التي يتسبب من خلالها جهاز المناعة في أمراض ناتجة عن زيادة نشاطه مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة.
«الثدي والقولون»
من جهته، أكد قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء الطبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة أن «جرعات التطعيم التي يتعرض لها الجهاز المناعي في الإنسان منذ صغره قد تفقد الجهاز المناعي وظيفته الأساسية، مما تجعله بلا عمل أساسي معتمداً هو على ما يعطى إليه من جرعات تطعيم لتحارب هي الفايروسات والبكتيريا».
وقال إن «ظهور المواد الحيوية والتطعيمات جاء مؤخراً في الطب الحديث، وعند ظهوره أسند الجهاز المناعي في جسم الإنسان مهمة مقاومة الأمراض لها ومقتصراً على نوعية الأمراض التي تحميها التطعيمات فقط دون غيرها، وأصبح الجهاز المناعي شديد التحسس حيال الفايروسات والجراثيم والبكتيريا من حوله».
وأضاف أن «تعرض الأطفال إلى مضادات حيوية في عمر مبكر، تقتل الجراثيم والمايكروبات الموجودة أصلاً في جهازه المناعي لتحصن جسمه وتحميه من الفايروسات الداخلية، لكنها بالمقابل تجعله معرضاً لأي نوع من الجراثيم والفايروسات الجديدة في الهواء والأطعمة، وقد تعرضه لحساسية أو مرض ما».
وأشار إلى أن «نسب مرضى الحساسية قبل فترة أقل بكثير منها الآن»، مبيناً أنه «عند مطلع الثمانينات كانت نسبة مرضى الحساسية في المملكة أقل من 20%، لترتفع في فترة التسعينات الى 25% وفي الألفين الى 30% لتصل الآن إلى حوالي 40%».
وأكد أن «الحكومة وقوة الدفاع حريصة أشد الحرص للتعرف على أسباب ارتفاع نسب الأمراض في الآونة الأخيرة رغم كل ما تتيحه من حياة طبية جيدة للمواطنين والمقيمين»، موضحاً أن «هذه الاسئلة لا يستطيع أحد إجابتها أو إيجاد أي تفسيرات لها دون بحث علمي وأسس ومتغيرات علمية يرتكز عليها».
وأضاف أن «قوة الدفاع حرصت ضمن التوجيهات السامية لجلالة الملك المفدى ومتابعة وزير شؤون الدولة لوزارة الدفاع على إنشاء مركز متكامل للأبحاث ضمن المركز الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك حمد، مخصصين له القسم الأكبر من العناية والاهتمام والحيز أيضاً بغرض الإجابة على أسئلة «لماذا» والإجابة عن الاستفسارات المطروحة وموضحاً إياها لمواطنين والمقيمين والأطباء».
و أشار إلى أن «مركز الأبحاث في طور الإنشاء، وتم تزويده سلفاً بعشرين عالماً متخصصاً بمجال الأبحاث، لدراسة نواحٍ صحية عدة نجهلها حالياً وأهمها، أسباب ارتفاع نسب سرطان الثدي عند الإناث، وأسباب أمراض سرطان القولون، أو مسببات السرطان الفعلية وطرق تجنبها التي قد نجهلها اليوم».