القدس المحتلة - (أ ف ب): تؤكد القائمة المشتركة للعرب داخل إسرائيل أنها ستكون القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي المقبل وسيكون لها الدور المؤثر في الحياة السياسية، إلا أنها ترفض المشاركة في أي حكومة مقبلة، بسبب التعارض الكبير بين برنامجها وبرامج اللوائح الأخرى.
ومن المتوقع أن تحل القائمة المشتركة للعرب في المرتبة الثالثة وأن تحصل على 13 مقعداً في انتخابات الكنيست العشرين اليوم، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وكانت آخر استطلاعات مسموح بها قبل الانتخابات.
وتعلن القائمة أنها ستحصل على 15 مقعداً وستسقط «اليمين الفاشي بقيادة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان».
وهي المرة الأولى التي تتقدم الأحزاب العربية بقائمة واحدة إلى انتخابات الكنيست منذ قيام إسرائيل عام 1948.
وجاء الموقف رداً على رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان الذي كان وراء مشروع قانون أقرته الكنيست بزيادة نسبة الأصوات المطلوبة لدخول الكنيست ما يعرقل وصول القوائم الصغيرة.
وخوفاً من تراجع عدد النواب العرب مع القانون الجديد اتفقت الأحزاب العربية على المشاركة بالانتخابات في قائمة واحدة «كمطلب للجمهور العربي، ولشعور العرب بالخطر على وجودهم»، حسب ما يؤكد قادة القائمة العربية.
ويترأس القائمة العربية المشتركة المحامي أيمن عودة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي يعتبر الحزب الشيوعي عمودها الفقري.
كما تضم القائمة أيضاً حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو حزب قومي، والحركة الإسلامية الجنوبية، والحركة العربية للتغيير.
وحول سبب رفض القائمة العربية الدخول في ائتلاف حكومي مع الاتحاد الصهيوني برئاسة إسحق هرتزوغ، قال المحامي أسامة السعدي الذي يرد اسمه في القائمة على المقعد رقم 12 «إن برنامج القائمة المشتركة لا يتوافق مع برنامج الاتحاد الصهيوني، فنحن ندعو لإحلال سلام عادل ولحل الدولتين، ولدولة تكون لكل مواطنيها وللعدالة الاجتماعية».
وأضاف السعدي «أن نشارك في ائتلاف وندخل في حكومة مع هرتزوغ معناه أننا سنكون ملتزمين بالتصويت على أي قرار تتخذه هذه الحكومة، فماذا سنفعل إذا قررت هذه الحكومة شن عدوان جديد على غزة؟».
وتابع «نحن لسنا في جيب احد، ولن نفعل أي شيء بدون مقابل، لن نكرر تجربتنا مع إيهود باراك عندما صوت له العرب بنسبة 95% من أصواتهم لرئاسة الحكومة ولدعم عملية السلام (...) وبعدها انهار كل شيء».
وقال السعدي أيضاً «هدفنا الأول أن نصل إلى 15 مقعداً، وأن نكون قوة ثالثة، نحن لن نقف على الحياد، سنكون قوة مؤثرة. نريد أن نرى النتائج أولاً، هل سيكون بإمكاننا تشكيل قوة مانعة؟ هل سنتمكن من جمع 60 مقعداً مع هرتزوغ وحزب ميريتس وحزب يش عتيد لنشكل قوة تمنع نتنياهو من تشكيل حكومة؟».
وتحالف حزب العمل الإسرائيلي برئاسة هرتزوغ مع حزب «هات نوعا»، أو «الحركة» برئاسة تسيبي ليفني في إطار قائمة «الاتحاد الصهيوني» الوسطية اليسارية التي تأتي في الطليعة حسب استطلاعات الرأي الأخيرة. في حين أن الوسطي يئير لابيد يترأس حزب «يش عتيد، هناك مستقبل».
وختم السعدي «إلا أن هرتزوغ نفسه يقول إنه لا يريد الاعتماد على العرب في تشكيل حكومته، ونحن نتخوف من أنه قد يرغب بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو».
من جهته يرى الباحث عاص الأطرش من مركز يافا للأبحاث ومقره مدينة الناصرة «إن الإسرائيليين لا يريدون أن يكون العرب في أي حكومة، كما إن العرب لا يستطيعوا أن يكونوا جزءاً في أي حكومة إسرائيلية لأسباب ضميرية، لأن الحكومة تأخذ قرارات حساسة تتعلق بالفلسطينيين والعرب مثل الحروب. فماذا لو أقرت الحكومة شن هجوم على قطاع غزة أو على لبنان؟».
وتابع الأطرش «إذا تشكلت حكومة وحدة وطنية بين الليكود والاتحاد الصهيوني تصبح كتلة القائمة العربية المشتركة زعيمة المعارضة في الكنيست وسيكون لها تأثيرها ووزنها في أي قرار مصيري» مضيفاً أن المعروف أن «رئيس الحكومة يدعو عادة زعيم المعارضة ليعرض عليه موضوع الحروب والقرارات المهمة قبل اتخاذها».
وأضاف الأطرش «في كل الحالات أن جود العرب الآن في كتلة واحدة في الكنيست سيعطيهم وزناً وتأثيراً أفضل بكثير مما كان لهم في السابق خصوصاً في إطار لجان الكنيست ورئاستها».
وتابع «أن وجودهم في اللجان البرلمانية مهم جداً، فهناك تحضر الموازنات، وتناقش مواضيع الأمن والسلم والوضع الاجتماعي، ووجودهم ككتلة في اللجان يتيح لهم منع نقاش أي موضوع في الكنيست أو تأجيله». وينشط أفراد القائمة والمساندين لهم في ندوات في مختلف البلدات والمدن العربية.