القدس المحتلة - (وكالات): سيكلف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو رسمياً بتشكيل حكومة جديدة وسط جو من التوترات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول غياب أفق للسلام مع الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين المرشح الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة في وقت لاحق.
ولم تكشف الرئاسة الإسرائيلية عن اسم المرشح ولكن يبدو نتنياهو الأوفر حظاً بعد انتصاره الكبير في الانتخابات التشريعية في 17 مارس الجاري على خصومه في يسار الوسط، بالإضافة إلى أنه ضمن أغلبية برلمانية من 67 نائباً من اليمين من أصل 120 في البرلمان. ويحكم نتنياهو إسرائيل منذ عام 2009، وسيقوم بتشكيل الحكومة المقبلة لولاية ثالثة على التوالي، والرابعة إذا أضيفت فترة ترؤسه الحكومة بين عامي 1996 و1999. وفي النظام الإسرائيلي ليس بالضرورة أن يشكل زعيم اللائحة التي تأتي في الصدارة الحكومة بل شخصية نيابية قادرة على تشكيل ائتلاف مع الكتل الأخرى في البرلمان، بما أن أي حزب أو تكتل لن يكون قادراً على الحصول على الغالبية المطلقة.
وحاز حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو على 30 مقعداً بينما حاز الاتحاد الصهيوني المنافس لنتنياهو بزعامة هرتزوغ على 24 مقعداً. ويتوقع أن يحظى نتنياهو بدعم 5 أحزاب أخرى غير «الليكود»، بينها الحزبان القوميان، «البيت اليهودي»، و»إسرائيل بيتنا»، والحزبان المتشددان «شاس» و»اللائحة الموحدة للتوراة» وحزب اليمين الوسط الجديد «كلنا». وأثارت تصريحات نتنياهو الذي أعلن خلال حملته الانتخابية أنه يرفض قيام دولة فلسطينية، غضب البيت الأبيض الذي ينادي بحل الدولتين. وفشلت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أبريل 2014.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حرص على توضيح تصريحاته بعد انتهاء الانتخابات التشريعية، فإن أوباما يعتبر أن ما جرى يكشف التباين الكبير بين واشنطن وتل أبيب حول هذا الملف.
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن خلافه مع نتنياهو حول عملية السلام في الشرق الأوسط هو حول مسائل جوهرية وليس خلافاً شخصياً.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في البيت الأبيض «تربطني علاقة عمل برئيس الوزراء» الإسرائيلي، موضحاً «أنه يمثل مصالح بلاده في الشكل الذي يراه ضرورياً وأقوم بالأمر نفسه. القضية لا تتعلق بعلاقة مسؤول بمسؤول».
وأضاف «نعتقد أن حل الدولتين هو الأفضل بالنسبة إلى أمن إسرائيل وتطلعات الفلسطينيين والاستقرار الإقليمي. هذا هو رأينا ورئيس الوزراء نتنياهو لديه مقاربة مختلفة».
من ناحية أخرى، أورد موقع صحيفة يديعوت احرونوت «واي نت» الإخباري الإسرائيلي أن الحكومة المنتهية ولايتها قامت بتعليق خطة بناء مئات الوحدات الاستيطانية في حي جبل أبو غنيم «هار حوما» الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة لحساسية المشروع، في جو يسوده التوتر مع واشنطن.
من جهة أخرى، بدأ رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله زيارة لقطاع غزة لاستئناف جلسات المصالحة الفلسطينية عبر عقد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية.