علاقتنا بأمريكا لم تتغير ونريد اتفاقاً يحفظ مصالح المنطقة
لجان عسكرية تجتمع دورياً لبحث الاتفاق الإطاري
تحالفنا مع الشاه والآن نعاني أزمة ثقة مع إيران



كتب - حذيفة إبراهيم:
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن دول مجلس التعاون اطلعت على بنود الاتفاق الإطاري بين الولايات المتحدة وإيران، أثناء مفاوضات جنيف، من خلال مذكرات رسمية، ضمت معلومات عن تلك الاجتماعات، مشدداً على أن كافة التفاصيل لدى دول المجلس وليس هناك أي بنود سرية في الاتفاق.
وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الاتفاق من المفترض أن يتم بشكل نهائي قبل 30 يونيو الجاري، بحسب ما تم إطلاع دول المجلس عنه.
وتابع الوزير خلال مداخلته في مجلس النواب أمس للرد على استفسار عبدالحليم مراد أنه لا أحد يريد أن تكون هناك حرب، ويتم تهديد دولة جارة لها حدودها وتقع بالقرب من منطقتنا.
وأضاف «نريد اتفاقاً جيداً يحفظ مصالح دول المنطقة جميعها، وليس أن ترى دولة واحدة مصالحها مع الدول الكبرى، ولا ترى مصلحتها مع باقي دول المنطقة، فإن كان الاتفاق جيداً يبعد أي تهديد و تدخلات في المنطقة، فنحن سنوافق عليه».
وذكر أن الحوار في قمة كامب ديفيد كان صريحاً، وأبدت فيه دول مجلس التعاون وجهة نظرها حول كيف تتطلع لاتفاق جيد يخدم مصلحتها، وهو ما استمع إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بالكامل بأمن دول مجلس التعاون، وجاهزة لصد أي عدوان خارجي على تلك الدول.
وقال إن هناك لجاناً عسكرية تجتمع بشكل دوري لبحث مختلف جوانب الأمور المتعلقة بالاتفاق الإطاري بين الولايات المتحدة وإيران.
وشدد وزير الخارجية عن أن دول مجلس التعاون لم يكن لها أي دور مباشر في المفاوضات، وإنما كان لها تواصل دائم مع مجموعة 5 + 1، والجانب الإيراني، فيما يتعلق بضرورة التوصل لاتفاق جيد.
وأضاف «لم نسمع بأي شكل من الأشكال من الولايات المتحدة أو أصدقائنا الآخرين بوجود صفقة سرية، الدول التي تتحدث مع إيران هي الدول الخمس الكبرى وألمانيا، لا توجد صفقة، وإنما مخاوف فقط من البرنامج النووي الإيراني، وهي عبارة عن أزمة ثقة مع إيران، وإذا تم التوافق في ذلك الأمر ستصبح الأمور أسهل والعالم يستطيع التعامل معها».
وقال الوزير إن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لم تتغير وإنما تنمو، وهناك تعاون كبير في الجانب العسكري والاقتصادي ومكافحة الإرهاب، وهناك وفود زارت الولايات المتحدة لبحث العلاقات الاقتصادية وتطوير اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين ولم تتأثر بأي شكل من الأشكال، ولكن هناك صورة نتيجة عدم الثقة الموجودة بين الخليج وإيران وصورة أخرى تقول إن الاتفاق مع إيران هو تبادل مصالح، وهو ليس صحيحاً، ونحن مع أمريكا في تباحث وتشاور مستمر.
وشدد على أن دول مجلس التعاون تمتلك استراتيجية مشتركة، والبحرين لا تخطو أي خطوة في أي مجال إلا بالتشاور والاتفاق، مبيناً أن من يرى أو يسمع أن هناك خلافاً أو تبايناً في وجهات النظر في الاجتماعات المغلقة ما هو إلا أمر إعلامي فقط، وليس هناك موقف رسمي أو تصريح بوجود اختلاف، مشيراً إلى وجود دول لها علاقات طيبة وأخرى لديها مشاكل مع إيران، إلا أن الجميع متفق على الأمن والاستقرار في الخليج.
وحول السلاح النووي الإيراني، قال الوزير إن جميع الدول لها الحق في امتلاك النووي وليس لإيران وحدها، ولكن يجب أن تكون للاستخدام السلمي وفق اتفاقية منع انتشار التسلح النووي.
وتابع الوزير، «إيران دولة مهمة في المنطقة ونتطلع أن تقوم بكل مسؤولية بهذا الدور، ولدينا خلافات معها فيما يتعلق بالوضع في العراق وسوريا واليمن، ولا يعني ذلك، أننا نتطلع إلى استمرار الخلاف، وإنما نريد حله».
وأضاف «البحرين أكبر مثال، قبل العام 1971 كان شاه إيران يطالب بالبحرين، إلا أن البحرين وقفت آنذاك وأوصلت الموضوع لجميع دول العالم، وبعدها تبدلت العلاقة وأصبحت هناك ثقة بين البلدين، وصداقة وتحالف، ولم نخشى إيران وقتها حينما كان الشاه يبني ثالث أكبر جيش في العالم، بينما دول الخليج بالكاد تملك جيش، وشاه إيران هو من بدأ بفكرة النووي، ولنكن كانت بيننا الثقة».
وقال «كان يسمى الشاه بشرطي الخليج، ولكن كل دولة حينها تعرف أين تقف بحدودها، وكيف تتعامل مع العالم، والآن هناك ثقة مفقودة مع إيران يجب أن نتوصل لها، ومتى ما وصلنا للثقة بها ستنحل العديد من الأمور».
من جانبه، عقب عبدالحليم مراد قائلاً «الوزير أكثر حصافة، ولديه إجابات أكثر شفافية مما أدلى بها، نحن نمر بمرحلة تاريخية مفصلية في المنطقة، كون العلاقات بين دول التعاون وأمريكا تغيرت بشكل رسمي».
وأشار مراد إلى أن البحرين عرفت من «صديقها وعدوها» في أزمة 2011، إذ اكتشفت أن لكل دولة مصالحها، مبيناً أن أمريكا ضحت بتحالفاتها التاريخية لتتقرب لإيران، وتطور هذا التحالف منذ غزو العراق عام 2003، لحين وصول الأمر إلى مقاتلتهم جنباً إلى جنب في العراق حالياً.
وتابع «بحسب علمان، تم هذا الاتفاق دون علم دول الخليج أو الأعضاء أو الأصدقاء، وأعطى إيران الحق في تخصيب اليورانيوم الذي تدعي بالإعلام أنه سلمي ولكنه غير ذلك. وقال إن هذا الاتفاق يعني المزيد من التدخلات الإيرانية والأمريكية في شؤونا الداخلية، كما أنه يشجع إيران ويطلق يدها بلا حسيب أو رقيب، إذ الناس تقتل في العراق على الهوية، وتدخلات طهران وإجرامها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، متسائلاً «إن كنا نختلف في جميع تلك القضايا، فبماذا نتفق إذاً».
وطالب مراد دول مجلس التعاون بالتصدي وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة عسكرياً، والتعاون بأقصى سرعة ممكنة لإيقاف المشروع الأمريكي الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى وجود بوادر عاصفة حزم أخرى، والعالم يحترم القوي فقط.