حاورتها - سلسبيل وليد:
قالت الممثلة مريم زيمان، إنها تفضل العمل في السينما على التلفزيون والمسرح «لأنها باقية في ذاكرة المجتمع»، موضحة أنها تعشق الأفلام التي تحمل معاني عميقة وقراءات ما بين السطور.
وأضافت زيمان في حوار مع «الوطن»، أن الممثلين والمخرجين والكتاب يهاجرون من البحرين لدول الخليج الأخرى بحثاً عن عمل وأدوار، قبل أن تتابع «عندما يجدون عملاً هنا لا بد أن تعود الطيور المهاجرة إلى أوطانها».



- ما الذي شجعك للتمثيل في فيلم «الشجرة النائمة»؟
نحن نرى أناساً معوقين لكن لا نشعر بمعاناة أهلهم وذويهم، يحملون ابنهم ويعتنون به من أبسط الأمور لأكبرها، والفيلم يحكي حكاية بحرينية واقعية وهذا ما أحببني بالدور.
عند استلامي للنص لا أقرأ دوري فقط وإنما أرى العمل كاملاً، وشخصيتي في الفيلم امرأة طيبة تحب مساعدة الناس وتقف معهم، حركية وحيوية، وهذا من طباع نساء الماضي، وهو دور للمرأة المتدينة.
- ما طبيعة دورك في الفيلم؟
دوري في «الشجرة النائمة» شخصية مهمة في العمل ومؤثرة أيضاً، فلا أحد يراني وينساني، أشعر بأني لم أعط بصمة، ودوري في الشجرة كان مؤثراً، وإن كان قصيراً، ولم يكن من بداية الفيلم للنهاية، أنا إلى اليوم لم أمثل عملاً لست مقتنعة به.
- ما الشخصية التي تفضلين أداءها في جميع أعمالك؟
أميل للأعمال المركبة كي أثبت طاقتي وأشعر بالانتعاش وبأني أمثل، حيث إن هذه الأعمال تعطي عمقاً ومعاني للشخصية وما وراء السطور وليس بشكل سطحي.
سبق أن مثلت أدوار لنساء كبار في السن بعمر 60 و70 عاماً، مع أن عمري كان لا يتجاوز العشرين، لا يهمني العمر وإنما الرسالة التي يوصلها الدور.. لا يهمني أن يكون دوري أضع «ميك آب» أو لا، مشوهة أم لا، الأهم أكون فعالة ومؤثرة وأترك بصمة لدى المشاهد.. كما إني لا أبحث عن أدوار الاستعراض، أبحث عن العمل والشخصية المؤثرة والفعالة والتي تجعلني في قلق.
- ما الذي رأيته في كتابات فريد رمضان.. خصوصاً أنها ليست المرة الأولى لتعاملك معه؟
دائماً فريد رمضان يكتب قصصاً وأفلاماً واقعية، أنا أعشق الأفلام الواقعية لأنها تحكي قصة يمكن أن تمس قلب الجمهور بشكل ما، وأنا سبق وعملت في فيلم لنفس الكاتب «حكاية بحرينية»، كان عملاً مميزاً ومن أفضل الأعمال التي قدمتها ودور الشخصية جميل ومركب به أحاسيس ومشاعر مرتبطة مع بعضها البعض.
عملت أيضاً معه في فيلم «البشارة» من إخراج محمد بوعلي، الكاتب فريد رمضان يتميز بالواقعية في سرد قصصه وأفلامه، وهو من الكتاب الذين أؤمن بالعمل معهم.
- ما دورك في تشجيع المبتدئين على العمل الفني؟
بالطبع فأنا أشجع المخرجين والشباب وأقف معهم، فأنا أريد أن يكون هناك جيل جديد، لأن دورنا أن نمد يدنا للأجيال الجديدة كما وجدنا من مد يده لمساعدتنا.
حتى تكون هناك استمرارية يجب أن أساعد المخرج والكاتب كي يستمروا، سبق أن عملت مع مبتدئين بلا مقابل، والأهم أن يكون العمل ممتازاً وأن أثق بالمخرج.
عملت في السابق مع شباب «مبادرة نسيم»، كانوا من أروع ما يمكن، عندهم رسالة يقدمونها عن المعوق، وكيف يتأقلم مع المجتمع.. أحببت الفكرة وأحببت الشباب لأنهم طموحون وذكروني بأيامي الماضية، أما إذا لم يعجبني الدور فأنسحب وأرفض وأنتقد نقداً بناء وليس لاذعاً حتى يصحح من أخطائه ويستمر ولا يتوقف.
- كيف كانت بداياتك مع المسرح؟
درست في المعهد العالي للفنون في الكويت وحصلت على بكالوريوس التمثيل والإخراج، شعرت أن لدي موهبة، كنا نأتي إلى البحرين وعملنا على مسرح الخريجين، حيث كنا نقدم مسرحية كل صيف باللغة العربية الفصحى.
المسرح من أصعب الفنون، وأنا بدأت بالصعب، وأي فنان يريد أن يدخل المجال الفني يبدأ من المسرح لأنها أول مواجهة مع الجمهور وحفظ السيناريو أيضاً، كما إن أبسط دور مهم للبطل وهو عمل جماعي نكمل بعضنا بعضاً، وكل شيء بسيط ومهم حتى الديكور، ونحن نواجه جمهوراً بانفعالاته ونشعر بردات فعله بنفس اللحظة، بعكس التلفزيون فلا تصلنا ردة الفعل إلا بعد أشهر من العرض.
- ما الأعمال الأخرى التي شاركت بها؟
عملت في دوبلاج منها سنان ونحول، وتعلمت كيفية أداء الدبلاج، ففي بعض الأحيان يعطينا شخصيتين والصوت يجب أن يكون مختلفاً تماماً ومع الممارسة تعلمنا.
- ماذا تفضلين أن تعطي المشاهد؟
أنا أحترم المشاهد، ويجب أن أقدم له مادة جميلة تنطوي على هدف، لأنه يتعب نفسه حتى يأتي المسرح أو يرانا في السينما أو التلفزيون، ونحن يجب أن نقدم له مادة جميلة.
المشاهد يتنوع بين المثقف والواعي والإنسان البسيط والطفل، فيجب أن أوصل المعلومة بإحساس الفن الراقي، ونحترم المشاهد ونقدم مادة جيدة، فالمشاهد يستحق العناء والجهد ويستحق أن نجلس 3 أشهر «بروفات» من أجله.
- أيهما تفضلين المسرح أم التلفزيون أم السينما؟
أفضل السينما لأنها باقية.. المسرح يتطلب التزاماً ويأخذ وقتاً طويلاً جداً، سابقاً كنت أستطيع، أما في الوقت الحالي التزاماتي زادت، والتلفزيون نأخذ في التصوير أشهراً، وننتقل من مكان لغيره ويعرض المسلسل ومن ثم يعاد ويمكن أن ينسى.
لكن السينما باقية وهي ذاكرة المجتمع، وإلى الآن نحن نشاهد أفلام الأسود والأبيض فالسينما ذاكرة، على سبيل المثال فيلم «حكاية بحرينية» يحكي قصة البحرين بفترة السبعينات، ومن يرى الفيلم يشاهد البحرين آنذاك.
- ما الهدف من عرض الأفلام؟
الأفلام تتنقل بين المهرجانات العالمية، فنحن ننقل ثقافتنا للخارج بفيلم مدته ساعة ونصف، ينتقل لمهرجانات العالم، وعلى سبيل المثال فيلم «فن الجربة» يعد بصمة نقلت فن البحرين وشخصية طيبة وحنونة تعطف على الأم وتساعد ربة البيت وهذه الشخصية موجودة بمجتمعاتنا.
تعامل الزوج وزوجته بـ«الشجرة النائمة»، وهي بنت يمكن أن تعطي ولكنها نائمة لا تتحرك، فكيف يتعايش المجتمع معها، نحن ننقل جزءاً من ثقافتنا ومن بلدنا للدول الأخرى.
- ما هواياتك المفضلة بعيداً عن الفن؟
أنا أحب الزراعة جداً، وأسلي نفسي فيها، أشتري زرعة وأحفر وأسقيها وأتابعها، وإذا نمت وأينعت وأزهرت أشعر بالسعادة، فأنا أملأ المنزل بالزرع من الداخل والخارج.
إذا بدأت الاهتمام بالزرع أنسى نفسي لساعات، فأنا أشعر بأنه شيء حي يبادلني الإحساس والشعور، أعتني به يعطيني الحياة، كذلك أحب الطبخ كثيراً، فأنا مدبرة منزل ممتازة أنسى نفسي في المطبخ لساعات وأحب الأعمال المنزلية.
وكذلك أحب أن أشاهد الأفلام، فأنا أشاهد باليوم من 3 إلى 4 أفلام سينمائية، فجعلت البيت كله يعيش معي مشاهدة الأفلام، فيندمج زوجي وأبنائي معي.
- هل يميل أبناؤك للفن؟
ابني الأكبر بدر مدرس موسيقى، وأعتقد أنه أخذ جزءاً من مجال العائلة وهوايتها، فقد درس الموسيقى في الكويت.. أما ابنتي نورة متخصصة تسويق وتعمل بوزارة التربية والتعليم، وابني الأصغر هاشم في الثالث ثانوي.. أبنائي لديهم الحس الفني ولكن ليس لديهم أي ميول في الفن، ولو كانت لديهم أي ميول سأقف إلى جانبهم وأدعمهم.
- ما نصيحتك للذين يميلون لدخول الفن؟
يجب أن تكون لديهم موهبة أولاً ومن ثم الدراسة والثقافة والاطلاع، وأن يكثفوا من القراءة ويكون لديهم حصيلة معلومات عامة، وأن يروا قضايا الناس ومشاكلهم، ويجب على الفنان ألا تغره الأضواء، فإذا كنت مبدعاً ستأتيك الأضواء.
- هل الفن مصدر للرزق؟
نعم الفن مصدر للرزق ولكن ليس في البحرين، بدليل أني موظفة بتلفزيون البحرين منذ 33 عاماً، فإذا أحببت عمل قدمته وشاركت به، وإذا لم أحبب أتركه، ولو كان الفن «يأكل عيش» لاستمريت به وتركت العمل.
- هل كان التمثيل ضمن رغبتك في الدراسة؟
كنت في الأساس أود دراسة الموسيقى وامتحنوني، كان بيننا عدد كبير من الرجال والنساء وكنت أعزف الغيتار وتم قبولي وكنت الوحيدة من النساء وبعثوا أوراقي إلى مصر وظل اسمي معلقاً في معهد الموسيقي وأتاني القبول متأخراً، لأن أوراقي علقت لـ3 أشهر فتواصلت مع مصر ولكن انتهت الفترة.
كنت جداً خائفة من التمثيل بأن لا يقبلوني، ولكن تم قبولي فلحقت بأخي سلمان، ومن ثم لحق بنا أخي وأختي الآخران، ومن الذين درسوني سعد أردش وسناء شافع وأحمد عبدالحليم من خيرة المخرجين الكبار، وكان في دفعتي آنذاك عبدالله ملك وسناء يونس ومحمد المنصور.
- ما سبب هجرة الكتاب والممثلين لخارج البحرين؟
لدينا كتاب ومخرجون وممثلون وينتشرون في الخليج، ولكن لا يوجد إنتاج كثير في البحرين، وإذا وجد فإن الطيور المهاجرة ستعود، ولكن قلة الإنتاج تجعلهم يتجهون للخليج.
لا نشاهد مسلسلاً كويتياً إلا به ممثلون بحرينيون، وشيء جميل أن نرى أبناءنا ينتشرون في الخارج، ولدي أمل كبير أن القادم في البحرين سيكون أفضل بكثير من السابق.
- هل تفضلين العمل مع من لديهم خبرة في الإنتاج أم المبتدئين؟
يهمني أن أعمل مع شخص لديه إبداع ويكون مؤدياً جيداً ويترجم النص بشكل جيد، فإذا اشتغلت مع ضعيف سيضعفني وإذا كان قوياً يقويني، فلا تهمني الخبرة أو العمر، الأهم أن يؤدي أداء جيداً ونرفع العمل سوياً.
- ماهي أعمالك القادمة؟
«يقولون تحيا» فيلم تلفزيوني يعرض قريباً للكاتب فريد رمضان والمخرج محمد علي درويش.