عواصم - (وكالات): أعلن مسؤولون عسكريون يمنيون أن معارك ضارية اندلعت بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفائهم قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على الحدود مع السعودية رغم هدنة مدتها 3 أيام من المقرر أن تكون قد انتهت أمس، بينما اتهم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية الحوثيين بانتهاك وقف إطلاق النار ألف مرة تقريبا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة بشن هجمات بقذائف المورتر وهجمات مسلحة على طول حدود اليمن مع السعودية وفي عدة محافظات يمنية. وقال العميد الركن أحمد عسيري قائد اللواء الرابع بالجيش السعودي على الحدود في نجران إن قواته تتصدى لهجوم بري متواصل من جانب الحوثيين. وأضاف أن خرق الهدنة لم يكن من جانب القوات السعودية لكن من الجانب الآخر مشيراً إلى استمرار التصدي للحوثيين. وأوضح أنه على مدى اليومين الأخيرين شن الحوثيون هجمات مكثفة وأن القوات السعودية مازالت تتصدى لهم.
وأظهر شريط مصور جانباً من القصف الذي نفذه الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية على منطقة البقع في مديرية كتاف شمال شرق محافظة صعدة، والذي انـتهى بالسيطرة عليها ودحر ميليشيات الحوثي فيها. وتنوعت خروقات ميليشيات الحوثي والمخلوع للهدنة بين قصف مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأحياء سكنية وتقييد حركة وتنقلات المواطنين ومداهمة منازل معارضيهم وغلق الطرق أمام دخول المعونات الإنسانية أو مواد الإغاثية إلى المناطق المؤيدة للشرعية، فضلا عن حملات الاعتقال والخطف لعشرات. وأضاف مصدر عسكري أن طائرات قوات التحالف التي تقودها السعودية لدعم الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي قصفت منصات لإطلاق الصواريخ تابعة للمتمردين شرق صنعاء.
وتأتي الغارات الجوية بعد اعتراض صواريخ باتريوت لصاروخين اطلقهما المتمردون فوق مأرب، شرق العاصمة التي يسيطرون عليها.
وكشف أمس عن مقتل عدد من قيادات جماعة الحوثي في مناطق متفرقة من اليمن في اشتباكات وقصف جوي لطيران التحالف، كما أُعلنت تصفية أحدهم بأيدي عناصر من الجماعة المتمردة لأسباب مالية.
وأفادت مصادر يمنية بمقتل عضو لجنة المشاورات في الكويت عن الحوثيين حسن هاشم الشرفي خلال اشتباكات شمال غرب اليمن عند المنطقة الحدودية مع السعودية. وقال الناطق باسم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف عبدالله الأشرف إن القيادي الحوثي فايز القطواني وعدداً من مرافقيه قتلوا في غارة لطيران التحالف بمنطقة بن شهاب الواقعة بين مديريتي المتون والزاهر في المحافظة.
ومساء أمس الأول ذكر مركز الجوف الإعلامي التابع للمقاومة أن عدداً من ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح قتلوا في محاولة التسلل إلى بعض مواقع الجيش والمقاومة في منطقة الساقية بالمحافظة، مضيفاً أن «أفراد الجيش والمقاومة تمكنوا أيضاً من إحراق عربة عسكرية تابعة للحوثيين في المنطقة نفسها».
كما قتل القيادي الحوثي أحمد محمد علي سفيان مشرف ميليشيا الحوثي في مديرية النادرة في محافظة إب، على يد مسلحين يعتقد أنهم حوثيون من صعدة، في حادث يرجح أنه يأتي في سياق خلافات مالية بين نافذين في المليشيا.
وقتل 9 متمردين و4 من الجنود الموالين للحكومة الشرعية في اشتباكات على المشارف الغربية لبلدة ميدي الشمالية الغربية القريبة من الحدود السعودية وساحل البحر الأحمر. واندلع القتال عندما تقدمت قوات باتجاه ميدي في محاولة لاستعادتها.
والهدنة هي السادسة منذ تدخل قوات التحالف التي تقودها السعودية في مارس العام الماضي لدعم الحكومة الشرعية بعد سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من البلد. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد قال إن وقف إطلاق النار «هش لكن يتم الالتزام به إلى حد كبير»، داعياً جميع الأطراف «إلى ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد، والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار مدة 72 ساعة».وأضاف ولد الشيخ أحمد في بيان أنه يجري اتصالات مع الطرفين في محاولة لتمديد وقف إطلاق النار من أجل «إيجاد بيئة مواتية لسلام دائم» في اليمن. والتقى مساء أمس الأول نائب الرئيس علي محسن الأحمر في الرياض، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية.
وقال الأحمر إن القوات الحكومية «تمارس ضبط النفس» وشدد على أن هناك أوامر بـ«الالتزام بالهدنة واحترام جهود الأمم المتحدة». لكنه اتهم المتمردين بارتكاب 449 خرقاً في غضون 24 ساعة بعد سريان وقف إطلاق النار. من ناحية أخرى قتل 5 يشتبه بأنهم من مسلحي القاعدة من بينهم زعيم محلي في غارة بطائرة أمريكية بدون طيار في محافظة مأرب شرق صنعاء، بحسب مسؤول امني. وكان المسلحون في عربة استهدفت في منطقة وادي عبيدة. والثلاثاء الماضي، قتل 8 يشتبه انهم من مسلحي القاعدة في غارة مشابهة لطائرة دون طيار جنوب اليمن.