أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن حل مشكلات المنطقة ينبغي أن يكون من خلال الدول العربية الرئيسة، داعياً في الوقت نفسه إلى تشكيل مجموعة إنقاذ للمنطقة.
وقال: «إن إيران اعتادت أن تكون عنصراً لعدم الاستقرار وزعزعة الأمن في المنطقة باستخدامها النزاعات بالمنطقة لبسط نفوذها واستخدام ولاية الفقيه لمحاولة شراء أتباع لها حول العالم وبسط نفوذها، مؤكداً أنه لا يمكن بناء علاقات جيدة مع إيران ما لم تغير سياساتها وتتعاون بجدية مع دول المنطقة.
وفيما يخص ملف الاتحاد أكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة «أن الاتحاد الخليجي قائم بين دول التعاون فعلياً ولا ينتظر الأمر سوى إطلاق الاسم».
وقال الوزير: «إن أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقدة في البحرين كانت محطة مهمة في مسيرة العمل المشترك وخرجت بنتائج ستعطي دفعة قوية لدول المجلس باتجاه المضي قدماً بكل قوة وثبات نحو مزيد من التعاون المشترك في المجال الدفاعي والأمني، ومزيد من التكامل الاقتصادي بين دول المجلس». وتطرق الوزير إلى نتائج القمة الخليجية مع رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي وطبيعة العلاقة الخليجية البريطانية التي ركزت على مبدأ الاستقرار بالمنطقة
وأكد بكلمته في جلسة «القوى الإقليمية واستقرار الشرق الأوسط» بحوار المنامة أمس، على أهمية الشراكات الدولية وتحالفات مملكة البحرين ودول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقال «إن هذه الشراكات ستستمر وستشهد تطوراً باستمرار لأنها تحقق مصالح جميع الأطراف، ومن شأنها تعزيز دور مجلس التعاون كشريك دولي فاعل لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم».
وأضاف: «السبيل الصحيح لحل مشكلات المنطقة هو من خلال الدول العربية الرئيسة والفعالة كالمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون والمملكة الأردنية وجمهورية مصر، إضافة إلى كل دولة لديها الرغبة الحقيقية والصادقة في التعاون مع دول المنطقة من أجل نشر السلم واستتباب الأمن فيها، فربما تستطيع المساعدة لجمعنا معاً لتشكيل مجموعة لإنقاذ المنطقة..إذا أرادت إيران الانضمام للمجموعة ينبغي أن تتخلى عن سياسيتها العدائية».
وتأسف الوزير على حال سوريا والعراق التي كانت تلعب دوراً هاماً في السابق، معرباً عن أمله في عودة العراق قويًا، كونه أحد الدول الرئيسة والقوى الفاعلة في المنطقة خاصة وأن قوته ووحدته واستقراره عنصراً أساسياً في استقرار المنطقة كلها.
وانتقد الوزير الدور الذي تقوم به إيران لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وقال: «إن إيران اعتادت أن تكون عنصراً لعدم الاستقرار وزعزعة الأمن فهي تستخدم كل نزاع بالمنطقة بطريقة ممنهحة لمصلحتها وبسط نفوذها وتحاول زعزعة أمن البحرين والشقيقة السعودية وأي دولة بالمنطقة».
وأضاف الوزير أن استخدام إيران ولاية الفقيه لمحاولة شراء أتباع لها حول العالم لجعل الشيعة دائمي الولاء للقائد الأعلى وليس لبلدهم بهدف أن تكون قوى إقليمية. وقال: «إن إيران تقوم بدعم الإرهاب في المنطقة وتكوين جيوش تابعة لها في الدول العربية لزعزعة الأمن وتهديد الاستقرار»، مؤكداً أنه لا يمكن بناء علاقات جيدة مع إيران ما لم تغير من سياساتها بشكل جذري وتتعاون بكل شفافية وجدية مع دول المنطقة. وقال «إذا أردنا الوصول لتعافي المنطقة فيجب أن نعمل بشكل مترابط جداً ولا ندع فرصة تأخذ علينا..نحن لا نريد من إيران تأخذ المسار الخاطئ ونأخذ معها للمسار الخاطئ وما نقوم به جيد لنا ولإيران».
وأكد وزير الخارجية «على ضرورة أن تلعب جامعة الدول العربية دوراً في النهوض بالمنطقة والتعافي مما يدور». وقال: «يجب العمل لإنقاذ المنطقة مما يدور فيها ويجب محاربة المجموعات الإرهابية».
ورداً على سؤال عن سبب عدم الدخول في حوار مع طهران قال الوزير: «الحوار ليس مجرد كلمة بل هو أمر يتطلب الكثير ويتطلب الثقة فلا يمكن أن نجلس للحوار ويكون هناك مجموعات تلقي الأسلحة ولا يمكن أن نتحاور وقاسم سليماني جالس في بغداد، فنحن لا نريد إضاعة الوقت في الحوار معهم ولن نتحاور مع أشخاص آذانهم صامة».
وأضاف الوزير أن إيران لا تتقبل أي ترتيبات لهندسة الأمن في المنطقة وإذا رضت بذلك فنحن سنقبل بالحوار..يجب أن تقف ولاية الفقيه على حدودهم حينها سيكون لدينا ثقة ونظرة إيجابية حيال الأمر.
وعن سبب عدم وجود مشاركة إيرانية في حوار المنامة قال وزير الخارجية: «هم يرغبون في عدم الحضور هذه الفعاليات وهم اختاروا عدم الحضور لحوار المنامة».
وعن تأخر الاتحاد الخليجي قال الوزير: «إن الاتحاد قائم فعلياً فإذا نظرنا للمقومات الاقتصادية والعسكرية والأمنية سنجدها موجودة..هناك اتحاد في العمل ولم يتبق من تنفيذ الاتحاد إلا إطلاق الاسم فقط».
وأكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن التحالف العسكري موجود وقائم..لدينا قوات في حفر الباطن واتفاقيات وعمليات ومناورات مشتركة..هذا شبيه بالتحالف العسكري بالعالم إن لم يكن أكثر.
فيما أكد نائب الرئيس العراقي ورئيس الوزراء السابق إياد علاوي، على ضرورة تخير إيران بين أن تكون لاعباً إيجابياً بالمنطقة أو أن تعزل من خلال موقف إقليمي واضح. وقال: «نأمل أن نعمل سوياً لإنضاج موقف يتعلق بالأمن الإقليمي والوطني فالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومناطق أخرى».
وقال: «منذ سقوط العراق في 2003 وجد فراغ كبير فتح المجال للتدخلات وهو ما أتاح لإيران التدخل في العراق تحت مبرر حماية نفسها من أي هجوم».
وأضاف علاوي: «لست من دعاة الحرب مع إيران وغيرها بل يجب الوصول لنتائج هامة فيما يتعلق بالأمن الإقليمي فقد وصلنا لمرحلة تعب فيها الجميع نتيجة تزاحم الأحداث والفوضى التي تؤثر على كيان الدول وحان الوقت لعقد مؤتمر إقليمي ليضع النقاط على الحروف»، موضحاً أن الأمن الإقليمي يتم عبر الاجتماعات ووضع النقاط على الحروف.
وأوضح «نريد أن تضع إيران النقاط على الحروف أمام الكل بحضور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي..إيران تدخلت في عدد من الدول بشكل مباشر والمؤتمر الإقليمي مهم جداً لنكشف نوايا إيران في طرحها ويرى ذلك العالم حتى إذا عزلت تعزل من الشرق الأوسط الواسع وليس الدول العربية فقط».
وقال علاوي «إن المشاكل بالمنطقة من إرهاب وأمور اقتصادية نشأت من إيران وحان الوقت لإنشاء منصة أمنية إقليمية»، مؤكداً أنه لابد من حشد الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار لتضغط على إيران».
وفي رد على سؤال عن الحشد الشعبي قال: «إن الحشد نشأ باستجابة للمرجعية والحشد الشعبي جاهز لقبوله في الجيش والشرطة الاتحادية ونرفض أن يقوم بإنشاء جيش آخر في العراق بجانب الجيش الرسمي ورغم أن القانون مرر في البرلمان بشكل غير مقبول»، لافتاً إلى ضرورة أن يتم تعديله.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الربيع العربي وما بعده أنتج تغيرات أساسية في المنطقة ويجب التعامل معها وامتصاصها بالكامل إذا أردنا استقرار المنطقة وأوروبا والعالم.
وأضاف في مداخلته خلال الجلسة أن التغيير الذي ظهر في العام 2011 والنداء إلى زيادة الديمقراطية في المنطقة لا بد أن يتم دون تدمير الدول، مؤكداً أن هذا التغيير ضروري ليحقق تطلعات 60% من الشعوب الذين هم من الشباب، ولكن يجب أن يكون تغيير منظم مبني على النزاهة وكرامة الدول وأن يكون على مستوى وطني ويساهم في الاستقرار والازدهار.
وتابع شكري: «استطعنا في مصر استعادة التوازن ونقوم من خلال عملية ديمقراطية تلبية احتياجات شعوبنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية»، مؤكداً ضرورة التعامل بشكل جدي ضد الإرهاب الذي ينتشر.
وأوضح الوزير، أنه على الرغم من النجاحات التي تحققت في العراق إلا أننا لا نزال نرى الإرهاب يتراجع في مكان ويظهر في مكان آخر، مشيراً إلى أن الجمود المستمر في عملية السلام بفلسطين يجب أن يكون له حل إذا أردنا نشر الاستقرار في المنطقة، فلا يزال المجتمع الدولي لا يستطيع توفير الحلول.
ولفت شكري إلى أن تضامن المنطقة العربية وتماسكها يتم من خلال العمل المشترك والجامعة العربية والعلاقات الثنائية المشتركة، فكلما زاد تماسكنا كلما استطعنا تطوير استراتيجيتنا وحل مشكلاتنا واستعادة الاستقرار والأمن في المنطقة، مؤكداً أنه يجب أن نقبل التغيير ونعتبره تقدماً اجتماعياً محتماً ويجب احترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
وحول العلاقات المصرية السعودية قال «حدثت ضجة في الإعلام حول هذا الأمر.. لدينا رؤية واضحة فيما يخص أهمية العلاقات بين البلدين، فالعلاقة أعمق وأكبر، وحجم وأهمية مصر والسعودية في المنطقة يجعل أي تنوع في الآراء يتم تصعيده في الإعلام ويأخذ بعداً أكبر مما هو عليه، ولا يجب أن نبالغ ونأخذ كل ما يقال باعتباره صحيح وبالتالي يؤدي إلى المزيد من التوتر».
وعن العلاقات المصرية الإيرانية قال شكري «إن هناك علاقات دبلوماسية بين مصر وإيران قبل 25 سنة ولم نأخذ أي موقفاً آخر حول تلك العلاقات».
وأكد أن «لدينا نقاشات مستمرة مع إيران باعتبارنا أعضاء في منظمتي التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز ونستطيع التركيز في مناقشاتنا على اهتمام الدول العربية بحماية الأمن العربي والقومي»، مؤكداً رفض بلاده لأي نوع من التدخل في شؤون الدول قائلاً «إن مصر ثابتة على حماية أمنها القومي والأمن القومي للدول العربية».
وبخصوص مكافحة الإرهاب في سيناء قال أنه يسير بشكل جيد، وأضاف «نعاني من خسائر في الأرواح ولكننا سنستمر في حربنا على الإرهاب لأننا نعرف أن القتال سيؤدي إلى النجاح المطلق ويجب أن نجتث الإرهاب من هذه المنطقة.
وتابع شكري «نعرف أن هناك من يستغل هذه المنظمات لأسباب سياسية وتتلقى دعم من قبل بعض الجهات ويجب على المجتمع الدولي مواجهة تلك الأمور».
وحول إمكانية تقديم مساعدات دولية الى مصر في التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء، أشار إلى أن القوات المسلحة تستطيع القيام بتلك المهمة وأكدت قدرتها التي تعمل بها حسب المعايير المعترف بها دولياً في أرض المعركة.