عواصم - (وكالات): تحقق السلطات التركية في احتمال ضلوع الداعية فتح الله غولن في اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، لكن الكرملين الذي أرسل محققيه إلى أنقرة حذر من الاستنتاجات المتسرعة، بينما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن مقتل السفير الروسي في أنقرة ضربة قوية لتركيا، فيما أفادت صحف تركية أن الشرطي الشاب مولود ميرت التينتاس «22 عاماً» الذي قتل السفير الروسي كان لثماني مرات في عداد الفرقة الأمنية التي تولت حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ يوليو الماضي.
وأثار اغتيال السفير أندريه كارلوف مساء الإثنين الماضي برصاص شرطي تركي شاب خلال افتتاحه معرض صور في أنقرة، صدمة في روسيا، لكن روسيا وتركيا تعهدتا رغم ذلك بتكثيف التعاون بينهما وخصوصاً في الملف السوري.
وقام الشرطي التينتاس بإطلاق 9 رصاصات على كارلوف وهتف «الله أكبر» و»لا تنسوا حلب» قبل أن يقتل برصاص الشرطة. ورغم اأواله التي بدت وكأنها تربط بين الاغتيال والوضع في سوريا، يعمل المحققون الأتراك بحسب وسائل الإعلام على فرضية ضلوع الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن في الجريمة، وهو الذي تحمله أنقرة أيضاً مسؤولية محاولة الانقلاب الفاشل منتصف يوليو الماضي.
وأول اتهام رسمي صدر عن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي أعلن أنه أبلغ نظيره الأمريكي بأن موسكو وأنقرة تعلمان بأن شبكة غولن تقف وراء الاغتيال. وقال الوزير التركي أثناء الاتصال إن «تركيا وروسيا تعرفان من يقف وراء الهجوم على السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، إنها اف اي تي او» الاسم المختصر لشبكة غولن، بحسب وكالة الأناضول. لكن الناطق باسم الكرملين شدد على أهمية انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق. وقال «يجب عدم استخلاص نتائج متسرعة طالما لم يحدد التحقيق من يقف وراء اغتيال سفيرنا».
وفي خطوة نادرة، وافقت تركيا على مشاركة خبراء روس في التحقيق أوفدتهم موسكو وشاركوا في تشريح جثة السفير اندريه كارلوف التي نقلت إلى روسيا. ولفت رئيس تحرير صحيفة «حرييت» مراد يتكين إلى أن «الروس غير راضين عن تفسيرات مثل «قاتل كارلوف هو من أتباع غولن»» مشيراً إلى أنهم «يطالبون بأدلة قوية».
وبحسب وسائل الإعلام التركية، فإن المحققين عثروا على كتب حول منظمة غولن خلال مداهمة منزل الشرطي واستعرضوا العلاقات التي أقامها الشرطي. وتحتجز السلطات التركية 13 شخصاً على ذمة التحقيق بينهم مقربون من مطلق النار الذي خدم على مدى سنتين ونصف سنة في شرطة مكافحة الشغب في أنقرة.
وبحسب كاتب في صحيفة «حرييت» فإن الشرطي كان عضواً في الفريق الأمني المكلف حماية الرئيس أردوغان 8 مرات منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي. وقال عبدالقادر سلفي الصحافي المقرب من السلطة «كان عضواً في الفريق الذي يتولى أمن الرئيس خلف حراسه الشخصيين». وإلى جانب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفى غولن أي ضلوع له فيها، غالباً ما تعتبر الحكومة التركية هذا الداعية على أنه مصدر المشاكل التي تعاني منها البلاد.
وبعد اغتيال السفير عبر غولن عن «صدمته وحزنه». ومنذ محاولة الانقلاب، تطالب أنقرة باستمرار واشنطن بتسليمها الداعية المقيم في الولايات المتحدة منذ نهاية التسعينات، في ملف يشكل مصدر توتر بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي «يجب أن نترك المحققين يقومون بعملهم» وذلك تعليقاً على اغتيال السفير الروسي مؤكداً ضرورة الاستناد إلى أدلة قبل «القيام باستنتاجات متسرعة».
ووقعت عملية الاغتيال في حي السفارات ما يثير أسئلة حول الأمن في العاصمة التركية التي سبق أن شهدت هذه السنة عدة اعتداءات أخرى إلى جانب محاولة الانقلاب في يوليو الماضي. وتنظم موسكو جنازة كارلوف اليوم في مراسم وطنية بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما أعلن المتحدث باسم الكرملين. من جهة أخرى، تعرض موقع وتطبيق هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة الهولندية «نوس» للحجب في تركيا بعد نشره صور اغتيال السفير الروسي في أنقرة.