وسط زحام الأخبار السياسية، أو إن شئتم الرمضانية، مر خبر أحسبه مهماً جداً، يتعلق بمشروع لوزارة الصناعة والتجارة، وهو الاكتفاء يتصنيع 400 منتج محلي تستهلكه الشركات البحرينية، وهو يمثل الاكتفاء عن استيراد هذه المنتجات من الخارج. أولاً أشكر من طرح الفكرة، فهي فكرة جميلة كان من المفترض أن نعمل بها في بداية الثمانينيات، لكن لا بأس تأخر القطار، المهم أن نبدأ اليوم ولا نتباكى على الماضي. فكرة 400 منتج بحريني الصنع وتقوم بتصنيعه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية بمواصفات عالمية لا تقل عن المنتج المستورد ويتم بيعها للشركات الكبيرة والمستهلكة لهذه المنتجات هي فكرة ممتازة للغاية، ومن خلال اطلاعي على الموضوع فقد تم توقيع العقود مع الشركات الكبيرة لشراء المنتجات البحرينية والاكتفاء بها، بدلاً من شرائها من الخارج، وأعتقد أننا وصلنا اليوم إلى 17 منتجاً من أصل 400. لسنا نبحث عن النواقص فقط، إنما من واجبنا أن نُشيد بكل فكرة جميلة تعود بالنفع على الوطن والمواطن، ولسنا أقلام نقد فقط، إنما نحن نشجع كل مشروع وطني بحريني يساهم في رفد الاقتصاد ودفع عجلة التنمية، وجعل رأس المال البحريني لا يخرج إلى الخارج. مشروع 400 منتج حتى وإن كان صغيراً، إلا أنه حلم ونأمل أن يتحقق ويكبر ويصبح 2000 منتج فيما بعد، هذا جزء من أحلامنا. كنا نحلم أن تكون لدينا مدينة (أو جزيرة مدفونة عشان ما تفهمونا غلط) من أجل إقامة مدينة علاجية طبية، بحيث يتم استقطاب المستشفيات العالمية والخليجية الكبيرة للعمل في هذه المدينة، والنفع هنا محلي للمواطن بدل السفر للعلاج بالخارج، وأيضاً لاستقطاب السياحة العلاجية، وهي سياحة كبيرة عملت عليها الأردن مثلاً. كنا نحلم بمدينة ألعاب عالمية تقام على أرض البحرين لاستقطاب السائح المحلي والسائح الخليجي والعربي، لكن ذلك لم يحدث وفعلته دول مجاورة، بينما اكتفينا بألعاب عذاري..!! أفكار كثيرة بالإمكان أن نجعلها تنفذ بالبحرين إن امتلكنا الإرادة والشراكة مع القطاع الخاص. فقد كانت هناك فكرة بعد كل التجاذبات العالمية والتهديد بالحروب وغيرها، أن نكتفي محلياً عن استيراد الأغنام والأبقار والدواجن، من أجل أن نملك قرارنا ومصيرنا، لا أن يبقى مصيرنا معلقاً بأستراليا البعيدة أوغيرها من الدول، لكن ذلك لم يحدث أيضاً، كلها مشاريع تحتاج إلى الشراكة مع القطاع الخاص البحريني وأن تقوم الدولة بتهيئة الأرضية لهذه المشاريع. نعم نريد جزراً للإسكان، لكن أيضاً لماذا لا نفكر في جزر للاكتفاء الحيواني أو الزراعي؟ لماذا لا تكون لدينا جزر من أجل مدن طبية عالمية، في دولة بها من الأخطاء الطبية ما يزيد على شعر رأس طفل ياباني..! 400 منتج بحريني التصنيع مشروع كبير ورائد ويحتاج إلى دعم منا جميعاً، مع التأكيد على مسألة الجودة، وإلا فإن الشركات لن تقبل بمنتج محلي لكنه بجودة أقل بكثير من المستورد. في قضية السجون المكيفة نقول للإخوة الكرام في وزارة الداخلية، لماذا لا تضعون في السجون مكيفات سبلت التي تمتص البكتيريا (أوووو يا كثرها في السجون)..! ولماذا لا تجلبون إفطاراً للمساجين من فندق الرتز كارلتون، ولماذا لاتعملون تلفريك ترويحي للمساجين يمر على جبل الدخان ويرجع؟.. عن ضيقة الخلق في السجن. ولماذا لا تأخذون المساجين إلى حلبة البحرين الدولية يلعبون سباق كارتينغ؟ لا حرام بصراحة، حقوق الإنسان تقول لكم ذلك، «هذا مو سجن»، هذا منتجع سياحي بحريني خمس نجوم. لازم بعد الدوري الإسباني والإنجليزي، والإيطالي، والدوري الإيراني، «بعد اشبقى، الواحد خاطره يسوي جريمة عشان يدخل عندكم، وايد حلو السجن ياجماعة ترفيه وأكل ولا تدفع كهربا، لا وايد حلو الواحد يفكر يجيكم لو سياحة جمن يوم..!!» «اللي يبي مكيفات يدفع افلوس الكهربا والمكيف وحطوه في سجن مكيف، وبكره بعد يبي دفاية والله حالة..!»