هلوسات الأبواق الإيرانية تجاه السعودية لا تهدأ، ولا نعرف زمناً مر على المنطقة من دون أن تكون هناك تصريحات معادية للشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، وهدفهم في ذلك حياكة المؤامرات ضدها، ومحاولة إشغالها عن دعم المسلمين بالعالم وتأمين أمن منطقة الخليج العربي، فحقدهم الدفين لا يهدأ، والكل يعلم أن إيران سيجن جنونها ولن تتوقف حتى تنشر مخططاتها الصفوية في المنطقة، وهدفها في ذلك هدم أركان الإسلام حتى وإن طالت ركن الحج!
بدعة إيران خلال السنتين الماضيتين التركيز على استهداف موسم الحج، ومحاولة إشغال السعودية عن الترتيبات الأمنية المشددة لحماية حجاج بيت الله الحرام، خاصة من تدابير إجرام إيران وإرهابها، الذي لم يراعِ حرمة الأرض الطيبة المباركة، ولا فرائض الله، ومبدأ طهران في ذلك افتعال أزمة وكوارث على أرض دولة مسلمة تكون إيران مصدرها من خلف الكواليس ثم إطلاق أبواقها الإعلامية ضد المملكة، وتدويل القضية ولفت أنظار العالم، والصراخ يكون على قدر الإجرام «إجرام إيران!».
المدعو خامنئي عندما أطلق تصريحاته ولمن يتابع عدائية إيران في المنطقة ومطلع على سلسلة مخططاتها وإرهابها سيعتقد وهو يقرأ كلامه مندهشاً ومذهولاً أنه يقصد دولته إيران، وقد يؤكد على كثير من الجمل والمقاطع التي تكشف جرائم إيران حتى يصدم في نهاية الأمر، أن الرجل قد قال قولاً صحيحاً ولكنه خاب في ذكر الاسم المنشور، فدولته تمارس الاستبداد والديكتاتورية وتحجر على الرأي المخالف لها، ويبدو أن الرجل يخاف أن يجد نفسه معلقاً على أحد مشانقها فأفضى بكل ما في خاطره عنها وقد كان واضحاً أن عقله الباطن يتحدث عن إيران!
منطقياً يا خامنئي، من دعا إلى الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام غيركم؟ وأنتم تنفذون خطة قتل الحجاج وإشاعة الفوضى خلال موسم الحج في حادثة تدافع مشعر منى، لتكون مسمار جحا في وضع شروط تسييس الحج من جانبكم؟ من رفض الموافقة على الالتزام بينكم وبين السعودية بعدها؟ لا يوجد ضلال كمثل الذي تمارسونه وأنتم تودون تغيير وجهة الحج، بل واستغلال ظروف حادثة التدافع التي افتعلتموها في طرح شروط سياسية وإدخال مراسم وطقوساً خارجة عن مناسك الحج تخدم سياسة تصدير الثورة الخمينية واستغلال موسم الحج.
لا يوجد غيركم يوهم نفسه بأن جريمته في قتل الحجاج ستفتح باب تدويل الحج، حتى يكون هناك تدخل خارجي في شؤون المسلمين، وجميعنا رأينا كيف أن التدخل الخارجي زعزع أمن واستقرار الدول الإسلامية، بل وغير الكثير من أنظمتها الإسلامية ونشر فيها أديان ومذاهب، سيطرت على حكمها، وانتم تدركون أكثر منا، ماذا حدث في تلك الدول وكيف هدم الإسلام الصحيح واستبدل بآخر!
أنتم تدركون أنه لا توجد دولة تحالفت مع شياطين الأنس لهدم الإسلام غير إيران، وهي في ذلك تحاول تضليل المسلمين عن مناهج الإسلام الصحيحة والتحالف مع من يستبدله ويسعى لتغييره.
من غيركم أوجد أضحوكة الدعوة إلى تسييس الحج؟ يبدو أن دعوات تغيير وجهة الحج لم تكفيكم فأردتم نسف موسم الحج بالكامل عل وعسى تنتهون من نسف أحد أركان الإسلام الخمسة، كما يبدو أن إقبال ملايين الحجاج من كل أرجاء العالم على أرض التوحيد، المملكة العربية السعودية، ونجاحها الكبير في كل عام في إدارته والذي تعجز عنه كثير من الدول يربككم ويثير غيظكم، فأضحيتم كما الشيطان عندما يقلب وجهه في التراب، وهو يجد دعواته ووسوساته لم تفلح في إشغال المسلمين وصدهم عن عبادة الله! الشيطان يبكي يوم رجمه، وشياطين إيران يبكون قهراً وحسرة يوم رجمت مخططاتهم وتم إحباطها بإنجاح الحج!
هكذا حال الأقزام أمام النجاح، ليس لهم إلا الاستعراض بالكلام ومحاولات الاستفزاز، وخامنئي يدرك أنه قزم إيراني أمام السعودية وقوتها ونفوذها في العالم والمنطقة العربية والإسلامية، ولتأكيد ذلك أكثر فلينظر حوله، من دعم تخاريفه التي أطلقها مؤخراً مقابل عدد الذين أدانوا واستنكروا وقادوا حملات تدعو إلى طرد إيران من منظمة التعاون الإسلامي!
لقد رجمت السعودية تصريحات خامنئي، وحطمت أوهامه وهددت طموحاته، بالنجاح الكبير لموسم الحج هذه السنة، دون أية مشاكل، وذلك أبلغ رد وأقوى ضربة قاضية نحوه، ونحو بلده إيران، التي لم يلتفت لدعواتها أحد، ونحن على يقين أن هذا المسلسل لن تنتهي فصوله، فالحاقدون على الإسلام باقون منذ أن ظهر نور الإسلام وأشرق على أرض هذه المنطقة.
ختاماً، السعودية منبع الإسلام وإيران منبع هدم الإسلام!