من الطبيعي عندما ينتقل المرء من مكان الى آخر تنتقل معه تلقائياً سلوكياته، عاداته، تقاليده، سواء كانت ذات طابع عام أو خاص، وتتوسع ممارسة تلك الممارسات أو تضمحل، بحسب تقبل مكانه الجديد لهذه الأمور من عدمها. وفي كل الأحوال عليك أن تتقبل الواقع بكل ودّ وإن كنت لا تتفق معه وإنما تحاول الاندماج كي تعيش بسلام.
ولكن كثرة الضغوط تجعلك تسأل نفسك.. إلى متى؟
البداية كانت الصرخة بوجه «يوم الحب» اليوم الذي تسود فيه لغة الورد الأحمر بين المحبين. كان الرد حاسماً إنه يوم منبوذ وبدعة أجنبية، وغير ذلك من الأحاديث المعروفة للجميع. وعندما رددنا أن الحب ليس فقط لغة العاشقين، كان الجواب، في هذا يمكننا إعادة النظر مع قليل من التفكير، ولانزال نكرر ونعيد أنه، أينما وُجد الحب انتشر معه السلام!!
ولا يمكنني أن أغض السمع عن التعليقات التي تتمثل بالنهي عن الاحتفاء بيوم مولد خير البشر، يوم من كان مولده كالنور السرمدي على مر الزمان، يوم مولد من نقلنا من عصر الجاهلية الحمقاء ليكتب على جباهنا أننا خير أمة أخرجت للناس، يوم ولادة من بكى على فراقه الطير والحجر والبشر، وقد صنف ضمن البدع أن نحتفل بمولد نبي الله محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأن نكتفي بإجازة صامتة على أن تعج المجمعات بالزائرين.
وتلا كل ما سبق الاستنكار والتجريم لتبادل التهاني والتبريكات بيوم مولد نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام. والمعروف بذكرى الميلاد المجيد أي الكريسماس. وإنه لا بد أن نكون لهذه الأمور من العازفين حتى وإن كانت الكلمة سوف تخلق جسراً من المودة بين المرسلين. كيف كل هذا ونحن كمسلمين نؤمن بجميع الرسل غير مفرقين ونحن لهم لا بد أن نكون مصدقين محبين؟!
فما هو المفروض منا بالضبط؟! نريد أن يعم السلام في كل مكان وفي المقابل نُنهى عن تداول الكلمة الطيبة!!
والآن أليس من الأجدر يا أصحاب الأصوات المعترضة دوماً أن نرسو على بر ونعرف بجد ما هي البدعة وما هو المبتدع؟!
وفي الختام ورغم امتعاض البعض من تبادل المعايدات، لا يسعني إلا أن أهنئ الجميع بحلول السنة الجديدة آملة من الله عز وجل أن تكون سنة خير وأمن وأمان على الأمة جميعاً.