أفرجت السلطات الأردنية فجر الأحد عن الجندي في حرس الحدود أحمد الدقامسة الذي قتل سبع طالبات إسرائيليات كن في رحلة عند الحدود مع الأردن عام 1997، وذلك بعد انقضاء محكوميته وسط احتفالات من أبناء عشيرته ومدينته. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات السيارات التي قام سائقوها بإطلاق أبواقها وهم يقلون الدقامسة إلى ديوان عشيرته حيث كان بانتظاره العشرات من أبناء عشيرته وعمومته. وفي اتصال هاتفي أجرته معه فرانس برس قال محمد يحيى الدقامسة وهو لواء متقاعد وأحد أبناء عموم الجندي إن "السلطات الأمنية أفرجت عن أحمد الدقامسة في تمام الساعة 01,00 من فجر الأحد "23,00 ت غ" بعد انتهاء محكوميته ليصبح إنساناً حراً طليقاً". وأضاف أن "عائلته وأفراد العشيرة كانوا بانتظاره عند إطلاق سراحه من سجن باب الهوى" الواقع في محافظة إربد على بعد 90 كلم شمال العاصمة عمان. والدقامسة سجن منذ 13 مارس 1997 بعد أن أطلق النار من سلاح رشاش على طالبات إسرائيليات كن في رحلة مدرسية في منطقة الباقورة. وقد قتل سبع منهن وجرح خمساً وإحدى المدرسات، وذلك بعد ثلاث سنوات تقريباً على توقيع الأردن معاهدة السلام مع إسرائيل. وكان الدقامسة أفاد خلال التحقيق معه أمام محكمة أمن الدولة بعد الحادث أنه تعرض للاستهزاء من قبل الطالبات عندما كان يؤدي الصلاة فما كان منه إلا أن حمل سلاحه الرشاش وأطلق النار عليهن. وكان العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال قطع زيارة قصيرة لأوروبا وقت الحادث وعاد إلى المملكة حيث دان الهجوم ثم زار لاحقاً إسرائيل لتقديم العزاء لعائلات الضحايا الإسرائيليات. ودفع الأردن كذلك تعويضات لعائلات الضحايا. من جانبه، قال شقيقه باسم الدقامسة لفرانس برس عبر الهاتف "أنا وكل واحد من أفراد العشيرة فرحتنا لا توصف بهذا اليوم". وأضاف أن "المنزل يغص بالمهنئين وهو جالس بصحة جيدة يرتدي بدلة سوداء وسط أفراد عشيرته وأهله وعائلته ووالدته التي تبلغ من العمر 78 عاماً". - استقبال المهنئين - الدقامسة "46 عاماً" أب لثلاثة أولاد ومن سكان منطقة أبدر الواقعة في لواء بني كنانة في إربد شمال المملكة وكان عمره 26 عاماً عندما حكم عليه بالسجن المؤبد. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الدقامسة وهو جالس في مضيف كبير مستقبلاً العشرات من المهنئين من أقاربه وأبناء عشيرته الذين كانوا يقبلونه ويلتقطون معه صور سيلفي. وبدا في بعض اللقطات أن شخصاً جالساً قربه كان يعرفه بأسماء المهنئين من أقاربه بسبب السنوات الطويلة التي قضاها في السجن، فيما أقام العشرات من اقاربه باحتفالات أمام الباب وهم يرقصون ويغنون رغم أن إطلاق سراحه كان في ساعة متأخرة من الليل. وتبلغ عقوبة السجن المؤبد في الأردن 25 عاماً، إلا أن المحكوم يقضي في العادة 20 عاماً كاملة حيث تعد "السنة الحكمية" تسعة أشهر وليس 12 شهراً إذا ما أخذت السلطات في الاعتبار حسن سيرة وسلوك المتهم في السجن. وكان الدقامسة الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري قد نفذ في 15 مارس 2014 إضراباً عن الطعام داخل سجنه للمطالبة بإطلاق سراحه ثم أجريت له بعد خمسة أيام عملية تمييل لشرايين القلب. وكان مجلس النواب الأردني طالب في 12 مارس 2014 الحكومة بالإفراج عن الدقامسة وذلك بعد أيام من مقتل القاضي الأردني في محكمة صلح عمان رائد زعيتر على يد الجيش الإسرائيلي. وقتل زعيتر "38 عاماً" وهو أب لطفلين ومن أصول فلسطينية يتحدر من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي على معبر اللنبي الذي يصل بين الضفة الغربية المحتلة والأردن. وأعربت إسرائيل عن أسفها لمقتل زعيتر. وفي إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام عدة خبر الإفراج عن الدقامسة، مشيرة إلى الآلام التي سببها لعائلات الضحايا. وقال هيزي كوهين والد إحدى الضحايا لموقع يديعوت إحرونوت الإخباري إن "هذا الصباح يعيدنا إلى ذلك اليوم الرهيب قبل 20 عاماً". وأضاف "يجب عليه "الدقامسة" أن يشعر بالألم الذي سببه لنا في كل لحظة من حياته". من جانبها، تساءلت كيرين كوهين شقيقة إحدى الضحايا "من يستطيع القول إنه لن يرتكب هجوماً آخر ويقتل إسرائيليين آخرين؟".