يستعد الجيش الليبي لخوض معركة وشيكة مع الميليشيات المسلحة جنوبي البلاد، لا سيما بعد أن تمكن من بسط سيطرته على مدينتي بنغازي وأجدابيا، واستعادة الهلال النفطي من قبضة ميليشيات "سرايا الدفاع عن بنغازي" التابعة للقاعدة.

فقد انطلقت كتائب تابعة للجيش الوطني الليبي باتجاه قاعدة تمنهنت الجوية جنوبي البلاد، بالتزامن مع تحرك كتيبة "شهداء الزاوية" نحو الجنوب أيضاً، وفق ما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية"، الخميس.

وشاركت كتيبة "شهداء الزاوية" في تحرير العديد من المناطق من الميليشيات المتشددة في بنغازي، وتتمركز حالياً في موقع لم يفصح عنه الجيش الليبي حتى هذه اللحظة.


في الوقت نفسه، تتمركز إحدى الكتائب التابعة للجيش الليبي، بقيادة العقيد مفتاح شقلوف، في الصحراء الليبية بالقرب من مدينة سبها جنوبي البلاد، تحضيراً للمواجهة المرتقبة مع الإرهابيين.

وقبل أيام عدة، تقدم "اللواء 12" بقيادة العميد محمد بن نايل، الذي يتخذ من منطقة "براك الشاطئ" مقرا له، باتجاه قاعدة تمنهنت، حيث اشتبك جنوده مع ميليشيات القوة الثالثة القادمة من مدينة مصراتة التي تتحصن في القاعدة الجوية.

وبالتزامن مع هذا الهجوم، نفذت طائرات تابعة للجيش الليبي غارات جوية استهدفت خلالها مواقع تمركز للميليشيات الموالية للمجلس الرئاسي في قاعدة تمنهنت.

وردت طائرة تابعة للميليشيات الموالية للمجلس الرئاسي باستهداف إحدى مقرات بن نايل في منطقة براك الشاطئ، إلا أن الغارة أخطأت الهدف.

ومع تقدم الجيش الليبي باتجاه قاعدة تمنهنت، أعلنت وزارة الدفاع التابعة للمجلس الرئاسي بقيادة المهدي البرغثي، عن انطلاق عملية عسكرية لمواجهة الجيش الليبي بالجنوب، أطلقت عليها اسم "الأمل الموعود".

وفي طريقها إلى الجنوب، ارتكبت إحدى ميليشيات "الأمل الموعود" جريمة بحق المدنيين، فقد قاموا بتصفية ثلاثة أشخاص بالقرب من مدينة سبها.

وأعلنت "سرايا الدفاع عن بنغازي"، التي تشكلت من بقايا تنظيمي القاعدة و"أنصار الشريعة" الهاربين من بنغازي وأجدابيا، عن تبعيتها للمجلس الرئاسي، واستعدادها لتلقي الأوامر منه بالتصدي لتقدم الجيش الليبي.

ويعتبر هذا أول إعلان رسمي عن تعاون واضح بين مسلحين يتبعون لتنظيمات إرهابية والمجلس الرئاسي المدعوم من المجتمع الدولي، في مؤشر جديد على أن المجلس بات طرفا في الصراع الليبي وليس حلا توافقيا.

وتخيم حاليا أجواء من الهدوء الحذر على مناطق ومدن الجنوب الليبي، وسط إرسال تعزيزات إلى هناك من قبل الجيش الليبي والميليشيات المسلحة. وتشير هذه التحركات إلى احتمال اندلاع اشتباكات بين الطرفين في أي لحظة، الأمر الذي يؤكد أن الوضع في ليبيا بعيد كل البعد عن حل قريب.