في خضم المباريات الساخنة بين كبار إنجلترا في البريميرليغ الذي يشبه القطار السريع والمندفع نحو نقطة الوصول، من يستطيع أن يصعد إليه نجح، ومن لا يستطيع فسيجد نفسه على قارعة الطريق.

في ظل هذا التسابق الحامي خصوصاً في مقدمة الدوري بين الكبار، نجد أن هناك فريقاً « يتسلل» إلى القمة بهدوء تام ودون صخب أو ضغط إعلامي، ربما هذا الفريق ليس في ثراء البلوز أو السيتي، وليس بعراقة ليفربول والمان وأرسنال، ولكنه منافس قوي لا يبالي بمن هو خلفه وينظر بعين الافتراس لمن هو أمامه.. نعم إنه توتنهام.



هذا المارد الأبيض القادم من شمال لندن يحتل المركز الثاني خلف المتصدر تشيلسي، وتمكن بكل هدوء من تقليص الفارق مع المتصدر إلى أربع نقاط فقط، بعدما كان الفارق تسعة نقاط قبل نحو شهر أو أكثر بقليل. توتنهام تمكن من الصعود في سلم ترتيب الدوري بقوة، مستغلاً هدوء الإعلام الذي أبعده عن الضغوطات التي تتعرض لها الأندية الكبيرة، وربما لأنه لا يصنف ضمن الفرق «الجماهيرية» في إنجلترا والعالم، فدائماً ماتكون «العين» مبتعدة عن «السبيرز» الذي فاز في تسع مباريات متتالية قبل أن يوقفه المارد الأحمر الليفر في الأنفيلد قبل نحو شهر، ولم تؤثر عليه نتيجة تلك المباراة ولم تحبطه، بل قام سريعاً لينفض غبار الخسارة ويحقق الانتصارات المتتالية مجدداً، مستغلاً كما قلنا سلفاً ابتعاد الإعلام عنه.

ويجب ألا ننسى دور المدرب الأرجنتيني «ماوريسيو بوكيتينو» الذي نجح منذ استلامه قيادة الفريق في بناء فريق مكتمل الصفوف، أعاد من خلاله توتنهام للواجهة، ويمتاز المدرب بفكر تكتيكي خارق، حيث يعتمد على الضغط العالي ضد الخصم، واتباعه أسلوب الكرة الشاملة الممتعة، بالإضافة إلى التوازن والترابط بين جميع الخطوط، ويعتبر توتنهام ثاني أقوى خط هجوم، بالإضافة إلى أنه أقوى خط دفاع هذا الموسم.

وهذا هو الموسم الثاني على التوالي التي ينافس توتنهام على لقب الدوري الممتاز بعدما غاب عن ذلك لعقود، ويملك المدرب لاعبين على أعلى مستوى مثل هاري كين، ديلي آلي، سون هيونج، سيسوكو، داني روز، والحارس لوريس وغيرهم من اللاعبين، وإذا لم يتم خطف نجوم الفريق ومدربهم من كبار الأندية في أوروبا فسنشاهد فريقاً بإمكانه صناعة التاريخ في المستقبل القريب.