أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى "تجمعنا قضية واحدة مشتركة، نحو خلق عالم أكثر أمناً وأكثر استقراراً وازدهاراً، فمعاً سنواجه التهديدات؛ وسنبحث عن فرص جديدة، والأمل يحدونا اليوم بأن نتمكن ، بإذن الله وعونه، من العمل على بناء أسس متينة للسلم والأمن، أسس من شأنها أن تحقق الاعتدال، وترسي ثقافة التعايش والتسامح المتبادل، وهو الشيء الذي نهدف إلى تحقيقه جميعاً، وفيما يتعلق بأمن واستقرار منطقة الخليج العربي، فالأمر يعود لإيران التي يجب عليها الكف عن تصدير ثورتها وعن إثارة التطرف الطائفي في المنطقة ولتعلم جيداً أننا هنا شعب واحد".

وقال جلالته، في كلمة سامية ألقاها لدى مشاركة جلالته، بحضور صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الأحد اخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أعمال القمة التي عقدت مع الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بالمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة السعودية الرياض، "نعرب عن خالص تقديرنا لما يربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية من صداقة وما نلقاه منها من دعم، حيث كانت على الدوام ـ ولا تزال ـ حليفة لمملكة البحرين، بل حليفة لدول المنطقة بأسرها من أجل السلام والرخاء".

ونصت الكلمة السامية:"



بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين ،

فخامة الرئيس ،

أصحاب السمو ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدنا أن نعبر عن خالص الشكر والامتنان لكم أخينا خادم الحرمين الشريفين، على دعوتكم الكريمة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة التي احطتمونا بها منذ وصولنا إلى بلدنا العزيز المملكة العربية السعودية الشقيقة. ويسعدنا أيضاً أن نرحب بفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة في هذا الاجتماع الهام الذي يؤكد عمق العلاقة القائمة بيننا.

اننا في هذا الاجتماع تجمعنا قضية واحدة مشتركة، نحو خلق عالم أكثر أمناً وأكثر استقراراً وازدهاراً . فمعاً سوف نواجه التهديدات ؛ وسنبحث عن فرص جديدة، والأمل يحدونا اليوم بأن نتمكن ، بإذن الله وعونه، من العمل على بناء أسس متينة للسلم والأمن، أسس من شأنها أن تحقق الاعتدال، وترسي ثقافة التعايش والتسامح المتبادل، وهو الشيء الذي نهدف إلى تحقيقه جميعا. وفيما يتعلق بأمن واستقرار منطقة الخليج العربي، فالأمر يعود لإيران التي يجب عليها الكف عن تصدير ثورتها وعن إثارة التطرف الطائفي في المنطقة ولتعلم جيدا اننا هنا شعب واحد.

وفي مساعينا هذه ، نعرب عن خالص تقديرنا لما يربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية من صداقة وما نلقاه منها من دعم، حيث كانت على الدوام ـ ولا تزال ـ حليفة لمملكة البحرين، بل حليفة لدول المنطقة بأسرها من أجل السلام والرخاء.

فكم يسرنا اليوم أن نرحب بضيفنا الكريم فخامة الرئيس دونالد ترامب الذي عبر بوجوده بيننا عن مدى تقديره لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأقام دليلا واضحا على رغبته في تعميق أواصر الصداقة على المستويات كافة، بين العسكريين، وبين الحكومات، وبين الشعوب.

والأهم من ذلك كله هو أن صداقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية هي أمر حيوي للأمن العالمي، والتعاون العسكري بيننا هو تعاون مكثف ويعود لعقود عديدة، حيث تتخذ القوة الأمريكية في الشرق الأوسط من مملكة البحرين مقرًا لها منذ الأربعينيات من القرن الماضي ، ويقوم الأسطول الأمريكي الخامس بدور رئيسي في ضمان تدفق النفط ومكافحة القرصنة وتأمين حرية التجارة وحرية حركة السفن في الخليج العربي وما وراء البحار ، ما كان له أهمية حاسمة بالنسبة للاستقرار العالمي وهو أساس يجب أن نبني عليه اليوم.

خادم الحرمين الشريفين ، فخامة الرئيس ، أصحاب السمو الأخوة الأعزاء ،

إن ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وأزمات معقدة وما يواجه العالم من تهديدات خطيرة تتطلب ابقاء قنوات الاتصال المباشر مفتوحة بين الشركاء، وتستوجب الانخراط في تعاون قوي وشامل على جميع الجبهات ، كما ينبغي أن يكون هناك تشاور مستمر بين حكوماتنا وبين الجهات العسكرية في بلداننا لمواجهة التحديات وتكوين جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب والتطرف . لتكون الرسالة التي نوجهها من خلال هذا الاجتماع ، إنه مهما كبر حجم الإرهابيين، فان عزمنا على هزيمتهم أكبر.

وفي سعينا لتحقيق كل هذه الأمور، فإننا نتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة ، لما لها من تأثير إيجابي عميق على السلام والاستقرار في العالم، حيث قامت ولا تزال تقوم حتى اليوم، بفضل نفوذها الدولي وقوتها وحكمتها، بدور محوري في هذا الشأن.

فخامة الرئيس دونالد ترامب، لقد أثبتم، خلال فترة وجيزة من قيادتكم الحكيمة، استيعاباً كاملاً للعوامل الكامنة وراء المشاكل التي تحاصرنا، وسعيتم بلا كلل الى معالجة الأخطار التي تهددنا جميعا، كما أظهرتم القدرة على إدراك الامور على حقيقتها، وأبديتم القوة عندما لزم الأمر.

وإن سجلكم المشرف يعطينا مثل هذه الثقة في نجاح نتائج هذا الاجتماع و يعزز رغبتنا، تماما مثلكم، في تعميق تحالفنا وتعاوننا إلى أبعد حد ممكن، ومثلكم، نتمنى مواجهة المنظمات الإرهابية والمليشيات والقضاء على كل من يدعمها ويحاول زعزعة استقرار مجتمعاتنا بقبضة من حديد.

وفي الوقت نفسه، أن اهتمامكم بحل أكبر مشكلة في المنطقة وهي القضية الفلسطينية هو محل تقديرنا وسيلقى منا كل الدعم والمساعدة . فتحقيق تسوية عادله وشامله وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة هو في صالح الجميع .

وفي الختام، نود أن نعرب عن أطيب تمنياتنا لاجتماعنا بالنجاح وإننا لواثقون من أنه سيكلل بالنجاح التام في تحقيق الأهداف التي نتطلع إليها جميعاً.

معا، يمكننا أن نتعاون بفعالية أكثر لمعالجة القضايا التي تهمنا، ومعا يمكننا تعميق الصداقة التي تربطنا، والتغلب على التهديدات التي تواجهنا والعمل من أجل السلام والاستقرار لصالح دولنا والعالم بأسره . والشكر من بعد الله لخادم الحرمين الشريفين على قيادته وعزمه الذي جمعنا على الخير . كما نسجل شكرنا وتقديرنا للأمين العام لمجلس التعاون وجميع العاملين معه على ما قاموا به .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

وكان قادة رؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب تبادلوا مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب.

ومثلّ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تبادل مذكرة التفاهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومن الجانب الأمريكي وزير الخارجية ريكس تيليرسون.