هل تعلم أن هناك ثلاث طبقات في الخلق؟!..

هذه الطبقات كالتالي:

1- طبقة الآدمية..

2- طبقة فوق طبقة الآدمية وهي طبقة الملائكية..

3- طبقة تحت طبقة الآدمية وهي طبقة الحيوانية..

إن المطلوب من المسلم أن يعلو نحو طبقة الملائكية، ويبتعد عن طبقية الحيوانية، وذلك بأن يتقرب ويتعبد لله تعالى كما هو حال الملائكة مع الله عزوجل، فيحرص على ما يحب الله ويبتعد عما يسخط الله، ويتأكد هذا التعبد والتقرب في مواسم النفحات والخيرات، وأزمنة الطاعات والبركات، وهي مواسم تفضل الله بها على عباده ليغتنموها ويتعرضوا لها، وفيها يقبل منهم التوبة والذكر وأنواع الأعمال والأقوال الصالحة.

جاء في السنة الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لِنفحاتِ رحمةِ اللهِ، فإِن لِلهِ نفحات مِن رحمتِهِ يصِيب بِها من يشاء مِن عِبادِهِ، وسلوا الله أن يستر عوراتِكم، وأن يؤمِن روعاتِكم»، رواه الطبراني وحسنه الألباني.

ومن جملة هذه النفحات التي سخرها الله للمسلم : شهر رمضان المبارك.

ذلك أن شهر رمضان دورة تدريبية على السباق إلى الله التواب الرحيم، والاعتكاف والانطراح على أعتاب الغفور الودود.

رمضان شهر كريم، شرف الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بصيامه، فلم تصمه أمة قبلها، وجعل صومه وقيام لياليه مغفرة لما سلف من الذنوب، وفيه خير ليلة في السنة كلها.

رمضان شهر مبارك، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب جهنم، وتصفد فيه الشياطين، ويعتق الله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة منه.

شهر هذا فضله وشأنه، حرِي بالمسلم الصالح الحريص على الخير أن يهيئ نفسه لاستقباله، وأن ينجز فيه من التقربات والعبادات ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

إليكم مجموعة مقترحة من كنوز العبادات في رمضان:

1- الاستبشار بحلوله والفرح بقدومه: وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ويحرص عليه، فقد كان يبشر أصحابه بقدومه؛ فيقول: «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صِيامه، تفتح فِيهِ أبواب السماءِ، وتغلق فِيهِ أبواب الجحِيمِ، وتغل فِيهِ مردة الشياطِينِ، لِلهِ فِيهِ ليلة خير مِن ألفِ شهر، من حرِم خيرها فقد حرِم» رواه أحمد وصححه الألباني.

2- تعلم أهم المسائل الواجبة المتعلقة بفريضة الصيام، والتي لا يصح الصيام إلا بها: وذلك بقراءة كتاب مختصر، أو سؤال أهل العلم والمشايخ، أو زيارة الشبكات الفقهية والمواقع العلمية الموثوقة في الانترنت. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بعمومه في كل عمل يقبِل عليه المسلم، فقال: «طلب العِلمِ فرِيضة على كلِ مسلِم» رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

3- التوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي، ومن التقصير في حق الله تعالى علينا: فإذا كانت التوبة والإنابة إلى الله متأكدة في كل وقت، فهي في شهر رمضان آكد. قال الله تعالى: «يا أيها الذِين آمنوا توبوا إِلى اللهِ توبةً نصوحًا عسى ربكم أن يكفِر عنكم سيِئاتِكم ويدخِلكم جنات تجرِي مِن تحتِها الأنهار» الآية. «سورة التحريم: آية 8». وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس، توبوا إِلى اللهِ، فإِنِي أتوب فِي اليومِ إِليهِ مِائة مرة» رواه مسلم.

4- قيام ليالي رمضان: وهي صلاة التراويح وصلاة التهجد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفِر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم. وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه. قالت عائشة رضي الله عنها: «لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً» رواه أبوداود وصححه الالباني. وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قام مع إمامه حتى ينصرف؛ كتِب له قيام ليلة» رواه أهل السنن.

5- قراءة القرآن: شهر رمضان هو شهر القرآن ، فقد نزل فيه أعظم وأقدس كلام: «شهر رمضان الذي أنزِل فيه القرآن»، وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في شهر رمضان. وكانت للصالحين أحوال عجيبة عظيمة مع القرآن في رمضان، فقد كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان التابعي الجليل الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله يقرأ القرآن كل ليلتين في رمضان، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكان الإمام التابعي الجليل محمد ابن شهاب الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان يفِر من الحديث الشريف ومجالسة أهل العلم ويقبِل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان الإمام سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. يقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان. انتهى، من كتاب لطائف المعارف ص 171.

6- الصدقة: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أجود الناسِ بِالخيرِ وكان أجود ما يكون فِي شهرِ رمضان» متفق عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان» رواه الترمذي.

والنصوص من القرآن والسنة كثيرة جدا في فضل الصدقة، لكن للصدقةِ في رمضان مزية وخصوصية وذلك لشرف الزمان. وللحديث بقية.