ليست المرة الأولى التي يعمد فيها ذاك الإعلام الأصفر الذي لم ننس «مساهمته» الكبيرة، في دعم محاولة الانقلاب على بلادنا، وفي تسخيره صفحاته وطاقاته لتحويل «الإرهابيين» إلى رموز في الإعلام توسم بالبطولة والنضال، وفي «غمزه ولمزه» بين طيات السطور، بهدف الإساءة لقيادتنا وكياننا الخليجي، وعلاقات البحرين بأشقائها وأصدقائها، وفوق ذلك كله «خرسه» و«صمت القبور» لمن ينتمون إليه عن إيران وكل ما يرتبط بها.

الدولة تعرف تماماً رأي المخلصين من الناس في هذا المنبر الإعلامي الذي لم يوجد ليؤكد على حرية التعبير في البحرين، أو وجد ليكون من مكتسبات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، بل بدراسة حراك هذه الوسيلة الإعلامية التي يقودها شخص محسوب على الجسد الإعلامي كان في السابق معارضاً للنظام، ومحرضاً ضد عملية التصويت على الميثاق في الليلة التي سبقتها، واصفاً ملكنا بأنه يخدع مواطنيه، بدراسة عمرها الزمني وما نشرته على صفحاتها، تكتشفون ببساطة أنها لم توجد إلا لتستفيد من مساحة الحرية التي حققها المشروع الإصلاحي، لتوظف ذلك في مسار مشابه للمسارات التي مضت فيها جمعية الوفاق.

هؤلاء يوهمونك بأنهم يمثلون جزءاً من البحرين، وأنهم يعملون مع قوانينها، وأنهم موالون لقيادتها، لكن التدقيق في عملهم يثبت لك العكس، هم يستغلون الأجواء العامة ليزرعوا سمومهم، وينفذوا أجنداتهم.

لا تقنعوني بأن من حرض ضد مشروع الملك ليلة التصويت على الميثاق، هو اليوم سيدير صحيفة بكل «ولاء وإخلاص وانتماء»!

أقولها لأنني أتذكر جملته العنصرية في وجه تلك الطبيبة البحرينية حين قال لها: «أنتم الخارجون ونحن الباقون في البحرين» أقولها وأنا أتذكر تصريحه الحماسي من فوق منصة الدوار، المنصة ذات شعار «باقون حتى إسقاط النظام»، وكيف قال لمن نصبوا المشانق ومثلوا بمجسمات تمثل قيادات البلاد، قال لمن كتبوا «ارحلوا للزبارة» وهددوا المكون السني، كيف قال بأنهم يصنعون التاريخ، قال مستجدياً هتافاتهم بأن «أمريكا جاءت بأكبر مسؤوليها لكم»، والأخطر كيف قال إن «عيسى قاسم على راسه، وحسن مشيمع على راسه، وعلي سلمان على راسه»، بينما في المقابل لم يتكلم بكلمة يدافع فيها عن «تاج رأسه» الحقيقي جلالة الملك حفظه الله، الذي سمح له بالعودة من الخارج والعمل بالداخل.

منذ أن وجدت هذه الوسيلة، ساهمت مع الوفاق في تعزيز الطائفية وشرخ الصف الوطني، فهي موجهة لطيف واحد لا غير، ولا تحاول أن تقنع نفسها بالعكس، فلا هي وسطية ولا هي معتدلة ولا هي حتى وطنية، فالوطني في البحرين لن يقبل إطلاقاً أن يسكت عن الإرهاب وعن الإساءات التي تطال قيادته، بل لن يسمح لإيران أن تتكلم بحرف عن بلاده دون أن يرد عليها بمعلقات.

لكن هذا الإعلام الأصفر، أبطاله الرئيسيون هم قادة الانقلاب على النظام البحريني، أخباره التي تتصدر هي تلكم التي تسيء للبحرين، ولو كان تصريحاً يصدر من «أدنى» و«أقذر» البشر، فقط لأنه يتهجم على البحرين أو يدينها لوضعته خبراً رئيسياً. الإرهابيون لا توضع صورهم، إلا إذا كانوا في تنظيمات محسوبة على الطائفة السنية، إذ هذا الإعلام الأصفر لم يجرم يوماً خطابات التحريض الواضحة منابعها داخل البحرين، ولم يصف المجرمين والإرهابيين بوصفهم الحقيقي المثبت قانونياً.

أما عن التطاول على أشقائنا في الخليج العربي، فحدث ولا حرج. السعودية على وجه الخصوص، تجدون ضدها سطوراً مموهة، تدس كما يدس السم في العسل، كره وبغض واضحان، إذ لسان الحال لا يختلف لدى قادة هذا الإعلام الأصفر عن أصحابهم عناصر الوفاق «التي هي على رأسهم» في وصفها لقوات «درع الجزيرة» على أنها «قوات احتلال سعودية».

أوقفت في السابق هذه الصحيفة لأنها تطاولت على السعودية، وبشكل واضح ومقصود، وسبقتها حالة وقف حينما نشرت صورة لمصاب في إحدى الدول ونسبت الصورة للبحرين، وبالأمس تسمح لأحد من يكتبون فيها بالتطاول على المملكة المغربية، الدولة التي ترتبط بالبحرين بعلاقات وثيقة قوية، ولديها مع دول الخليج العربي رباط أخوة لا ينفك، تصل الأمور بأصحاب الأجندات الخفية، وأصحاب القلوب الطائفية الكارهة لبلادها قبل جيرانها، أن تخط سطوراً تتمنى الخراب والدمار لمملكة شقيقة صديقة، تدعو أن يصيبها «الدمار» الذي كان يراد للبحرين أن تصاب به.

وصلت المسألة لحد لا ينبغي السكوت عنه، من أمن العقوبة أساء الأدب، وكم هي المرات التي وصلت بهذا الإعلام الأصفر للتهجم والتطاول على القيادة ومسؤولي الدولة والمخلصين من أبناء الوطن، دون أن يتم إلزامهم حدودهم، فهذه هي البحرين وليست إيران.

والله إنه لقبح و«قيح» طائفي أوصلكم للتطاول والإساءة إلى المغرب، بعد أن جربتموه سابقاً مع السعودية، وكل كيان تعادونه لأن مرجعيتكم تعاديه.