تحتفل إدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف احتفالها السنوي بليلة القدر المباركة، بعد صلاة تراويح مساء يوم الأربعاء 26 رمضان، 21 يونيو الجاري بمركز أحمد الفاتح الإسلامي، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.

وقال وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ د. فريد المفتاح، إن ليلة القدر فرصة ثمينة لا تعدلها فرصة أخرى في الأجر والمثوبة، فهي ليلة يعدل أجر العمل فيها أجر ألف ليلة كاملة وأفضل من ذلك، حيث قال تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر"، أي أن من وفقه الله لليلة القدر فقد كتب الله له أجر عبادة أكثر من ألف ليلة، أي ما يعادل خمساً وثمانين عاماً، ليلة واحدة لكنها تساوي عمر الإنسان بأكمله.

وأكد المفتاح أن التطرف الفكري والإرهاب ليس خاصاً بمذهب أو دين، ففي كل دين وفي كل مجتمع وفي كل مذهب متطرفون يسيئون إليه بأقوالهم وأفعالهم، كما أن التطرف أيضاً ليس خاصاً بالأفراد والجماعات، وإنما قد يكون سياسة لبعض الدول التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار دول أخرى، وتثير القلاقل والفتن في مجتمعات أخرى عبر جماعات وميليشيات تابعة لها، تعمل على تنفيذ أجندتها الطائفية المنغلقة.



وقال المفتاح إن ليلة القدر فرصة مراجعة على المستويات كافة، فلنبدأ جميعاً في كتابة صفحة جديدة بالأمل في تحقيق تطلعات البشرية إلى الأمن والسلام، سائلاً المولى عزوجل أن يحفظ البحرين قيادةً وشعباً، وأن يحفظ وحدة خليجينا وأمتنا وأن يعم بالخير جميع أوطان المسلمين، داعياً جميع المواطنين والمقيمين لحضور الفعالية واستلهام العبر والدروس مما سيطرحه المشاركون من فضائل هذه الليلة المباركة.

وقال المفتاح، إن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف تحرص سنوياً على الاحتفاء بهذه الليلة المباركة تأكيداً على أهميتها وتذكيراً بفضلها، لتبقى ماثلة في عقول وقلوب المسلمين الذين تتعلق بها قلوبهم ويحدوهم الشوق لإحيائها مترقبين فرصة قيامها من أول دخول الشهر الفضيل.

واستطرد المفتاح، أن ليلة القدر ذات فضل عظيم، ليس على مستوى الفرد فقط، بل على مستوى المجتمع الإنساني بأكمله، فهي ليلة سلام شامل لكل البشرية على وجه الأرض، وعلى كل إنسان على وجه المعمورة أن يكون السلام غايته لنفسه ولمن حوله من خلق الله، وأن يعمل على أن يكون السلام مظلة ليسعد العالم كله وينعم بظله.

وأوضح المفتاح أن نزول القرآن الكريم في هذه الليلة أكبر دلالة على إرادة الخالق عزوجل على السلام والرحمة العامة للخلق كافة، فالقرآن نزل في ليلة القدر، وهي ليلة سلام من أولها إلى آخرها، لقوله تعالى: "سلام هي حتى مطلع الفجر"، فالسلام والرحمة جناحان لرسالة الإسلام، خاتمة الرسالات، مؤكداً أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى إشاعة ثقافة الرحمة والسلام، وأن الأحداث التي تلف العالم بالحروب والدمار آن لها أن تزول، وأن يحل محلها السلام لتسعد البشرية ويتحقق لها الأمن والأمان.

وأضاف "أن من يخرقون سفينة السلام بجهلهم وسوء فهمهم للإسلام وشريعته الغراء، يجرون الويلات على الأمة بأسرها، وهم التحدي الحقيقي لرسالة السلم والسلام، وأنهم من خلال هذا الفهم السقيم والتطرف في الفكر والسلوك يُصدرون صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، وأن مجابهة فكرهم ومواجهة تطرفهم وغلوهم واجب على الجميع".

ورفع المفتاح التهنئة بهذه المناسبة الجليلة إلى القيادة الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والشعب الكريم.