كشف العلماء أخيرا عن السبب وراء الهرولة نحو المرحاض عقب تناول الكثير من الملفوف, حيث نشر موقع لايف ستايل أن المواد الكيميائية الموجودة في الملفوف تجبر الدماغ على تسريع حركة الأمعاء في الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى القيء والإسهال، وفقا للأبحاث الجديدة. إن المركب الكيميائي, المعروف باسم أليزوثيوسيانات الأليل، هو المسؤول عن النكهات المريرة في الملفوف والخردل والوسابي. ووجد الباحثون أن "براعم التذوق" المتخصصة التي تغطي جدار الأمعاء هي حساسة لهذه المادة الكيميائية، فعندما تشعر الأمعاء بوجود الملفوف، يتم إرسال إشارة تحذير إلى الدماغ، الذي يطلق تعليماته لتسريع حركة الأمعاء في الجسم.

إن "براعم الذوق" التي تغطي جدار الأمعاء تسمى خلايا "إنتيروكرومافين"، وقد لفتت هذه الخلايا المتخصصة انتباه العلماء عندما كشفت أنها تنتج 90 في المائة من مادة السيروتونين في الجسم، وهي مادة كيميائية تنظم المزاج والشهية.

وقد اكتشف الباحثون الآن أن خلايا إنتيروكرومافين هي أيضا متكيفة خصيصاً للشعور بالمهيجات الصادرة عن النظام الغذائي. وعلى وجه التحديد، فان هذه الخلايا قادرة على الشعور بالمركب "إيسوثيوسيانات الأليل" الموجود في الملفوف، والذي يهيج الأمعاء عن طريق التسبب في الالتهاب. ووجد العلماء أنه عندما تشعر خلايا "إنتيروكرومافين" بهذه المواد الكيميائية، فإنها تبدأ في ضخ كميات كبيرة من مادة السيروتونين. ومن ثم تنشط مادة السيروتونين الأعصاب الموجودة في الأمعاء، والتي ترسل بعد ذلك إشارات تحذير إلى الدماغ، فيستجيب الدماغ لهذه الإشارات عن طريق تسريع حركات الأمعاء، مما يسبب أحيانا الإسهال والقيء.

ويقول البروفيسور ديفيد جوليوس، الباحث الرئيسي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، " إنه قد يشعرك أيضاً بإحساس عام بعدم الراحة كوسيلة لإعلامك بأنه قد حدث لك نوع من الالتهابات في أمعاءك.



وتشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، وهي حالة تتميز بالإمساك والإسهال، قد يكون لديهم خلايا إنتيروكرومافين حساسة للغاية. وأضاف البروفيسور يوليوس: "نحن نبحث الآن في ما إذا كانت هذه الخلايا شديدة الحساسية لدي الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي"، وقد نشرت نتائج هذا البحث في مجلة "الخلية".