العملية الأمنية الأخيرة «الفأس»، توصل أكثر من رسالة لمن يهمه الأمر، أبرزها أن أجهزتنا الأمنية دائماً في حالة يقظة ومتابعة وتأهب لكل من يحاول زعزعة الأمن الداخلي لمملكة البحرين وهز استقرار شعبها وأنهم لم ولن ينجحوا أبداً في تكرار سيناريو 2011 مهما حاولوا وتآمروا.

والأهم من هذا كله أن عملية اجتثاث الخلايا الإرهابية واقتلاع جذورها بالكامل مسألة وقت لا أكثر، ومن راهن على نفاد صبر أفراد أجهزتنا الأمنية أمام مسلسل التفجيرات والاغتيالات وإسالة دماء الشهداء منهم والنجاح في زعزعة الأمن وتأليب المجتمع على أجهزتنا الأمنية التي كانت تدير بنجاح الوضع الأمني بكل حكمة وطول صبر وحنكة وإفشال الجهود الأمنية وإحباطها كل فترة مخططات إرهابية، يكتشف خسارة رهانه وأن أجهزتنا الأمنية أقوى مما كان يتخيل ويقدر!

أجهزتنا الأمنية اليوم ليست في حالة دفاعية كما حصل في أزمة البحرين الأمنية في 2011، إنما منذ تلك الفترة إلى يومنا هذا وهي تقوم بخطوات أمنية استباقية تداهم فيها أوكار الإرهاب ومخازن المتفجرات والأسلحة بعمليات أمنية نوعية نجحت في أن تكون محط إعجاب وتقدير من قبل الدول المجاورة ودول العالم.

ولله الحمد أمام كثير من الدول التي سقطت واخترق أمنها الداخلي ونجحت العصابات الإرهابية في تفكيك مجتمعها بالإرهاب وإسالة دماء الأبرياء بخسائر بشرية ومادية كبيرة وفادحة، نحمد الله ونشكره أننا في مملكة البحرين بفضل من الله سبحانه وتعالى وحكمة قيادتنا الرشيدة وحسن قيادة الدفة الأمنية من قبل وزارة الداخلية وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ورجاله المخلصين، دحرنا كل المخططات الإرهابية والإجرامية بتفانٍ مذهل وأحبطنا كل ما أعد سنين طويلة ضدنا لحين انطلاق ساعة الصفر لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، فكانت النتيجة صفر عند انطلاق صافرة بدء تأسيس الدولة الإرهابية بداخل مملكتنا البحرين.

عندما نتأمل ما ضبط من كميات هائلة من المواد المتفجرة من بينها متفجرات تقدر قوتها التدميرية بنحو 52 كيلوجراماً من مادة TNT شديدة الانفجار وفي حال تفجيرها فإن مدى الشظايا القاتلة كان سيتجاوز محيطاً نصف قطره 600 متر الأمر الذي كان سيؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا، خاصة إن كان في منطقة مأهولة بالسكان نستكشف حجم الحقد الأعمى والكراهية والعدائية القاتلة التي بقلوب هؤلاء على البحرين وقيادتها وشعبها ونستدرك أيضاً أنه من غير الممكن التهاون أبداً في الأحكام الصادرة تجاه من تآمروا وخططوا ليل نهار على إيقاع هذا الكم الكبير من الضحايا الأبرياء لإيجاد هذا التدمير القاتل الذي يشابه أحداث 11 سبتمبر في أمريكا والتفجيرات الإرهابية الدموية الحاصلة في بعض الدول الأوروبية التي توقع مئات القتلى والجرحى.

هذه العملية الأمنية تكشف لنا وتؤكد مدى عدائية النظام الإيراني والقطري لنا ويجب أن يقابله بالمقابل حزم من جانبنا في التعامل، فأمن البحرين وأرواح أبنائها خط أحمر، وعملية الفأس تأتي ضمن سلسلة مكملة لكي يستكشف شعب البحرين قبل أجهزته الأمنية عن التنظيمات الإرهابية التي دربت وجندت لأجل استهدافه والنيل من أمنه واستقراره وهي لن تكون الأخيرة بالطبع لكنها ضربات قاضية كما الفأس الذي في كل مرة يضرب يحدث كسراً وشروخاً عميقة في الجسد الإرهابي البحريني لحين سقوط شجرته بالكامل مع أفرعها وموتها !

المسألة في التعامل مع الخلايا الإرهابية التي جندتها إيران وقطر لإحداث التفجيرات الدموية التدميرية وإيجاد كوارث بشرية ومادية في مناطق البحرين الحيوية مسألة وقت، وحرب قد تطول، وهذا أمر ليس بسلبي أو استثنائي، فأكبر الدول الديمقراطية اليوم لا تزال مستمرة في حربها على الإرهاب لتأمين أمنها الداخلي وسيأتي يوم ستكون فيه خلية «سرايا الأشتر» في مكب النسيان وسيطوى وجودها ويقبر للأبد بعد أن يتم اغتيال جميع مخططات هذه الخلايا الإرهابية وقطع حبلها السري لإنهاء وجودها على أرضنا قريباً.