علي أحمد

قال رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية محمد الحمادي إن قناة الجزيرة تطبق حرية الرأي على جميع الدول لكن لا حرية لها على قطر.

وأضاف، في ندوة بعنوان "الإعلام القطري قبل المقاطعة الخليجية وبعد" في مقر جمعية الصحفيين البحرينية الأحد، "اليوم في هذه الأزمة التاريخية والتي ستتذكرها الأجيال إن دول المجلس الخليجي وربما الدول العربية مرت بأزمة حقيقية لها تأثيرات على مختلف الجوانب، وندرك جميعاً أن قطر هي قناة الجزيرة والجزيرة هي قطر".


وتابع أن "القوة التي استخدمتها قطر من خلال قناة الجزيرة كانت موجهة وبأجندة والتي كنا سعداء عند انطلاقتها بأن هناك قناة تتكلم عن الرأي والرأي الآخر، وأنها منبر جديد في العالم العربي سيكون لديه هامش من الحرية لم تكن موجودة من قبل، لدينا في المنطقة وهذا ما حمس الكثيرين تجاهها إلا أننا اكتشفنا غير ذلك بعد فترة قصيرة".

وأوضح "تبين أن الأمور مختلفة في هذه القناة وحسب ما أذكر أن بعض المسؤولين في الإمارات كانوا يحذروننا من قناة الجزيرة، وأن هذه القناة غير محايدة، وأن لها أجندة خفية ولكن كان من الصعب تصديق هذا الأمر، لأن القناة كانت تعمل بذكاء شديد، ومع مرور الأيام بدأنا نكتشف أهداف هذه القناة وتوجهاتها وأنها تعمل من أجل أجندة خاصة بالحكومة القطرية، لذلك عندما نرجع إلى الوراء نشاهد كيف تعاملت القناة مع القضايا العربية في مصر والسعودية والإمارات ومملكة البحرين".

وقال "كانت تعمل الجزيرة على البحث عن المشاكل في هذه الدول وتحويلها إلى قضايا كبيرة ومناقشتها، من خلال المحللين والنقاد لذلك رأينا الكثير من التشكيل في الرأي العام، وكان الهدف هو جعل الشعوب ضد الحكومة بغض النظر عن وضع الحكومة، في هذه المرحلة اختلف الكثير في دور هذه القناة حيث كان يعتقد البعض أنها تقوم بدورها في نقل الرأي والرأي الآخر".

وأضاف "إلا أن الحقيقة ظهرت في فترة الربيع العربي، في هذا الوقت الذي كانت تنتظره الحكومة القطرية المتمثلة بقناة الجزيرة، حيث لاحظنا تحركات قطر والقناة في بعض الدول مثل ليبيا ومصر، حيث كان دورهم واضحاً تماماً حيث كانت الحكومة القطرية والمخابرات القطرية موجهة في جهة والقناة موجهة في جهة أخرى، بهدف إسقاط الحكم في ليبيا، وبعد ذلك لاحظنا كيف أن كاميرات القناة كانت موجهة في جهة بأن هناك قلقاً وغيره إلا أن الوضع كان طبيعياً في تلك الجهة، وهذا يكشف لنا أن الصورة التي نقلتها القناة كانت صورة مزيفة، إنما كانت تخدم أهداف الحكومة القطرية بحيث تغير التركيبة السياسية والخريطة الجغرافية في الخليج، والفكرة الأهم هو من أعطى الحق لحكومة قطر لتغيير هذه التركيبة والخريطة، وأن تفرض على المنطقة ما هو الصواب حيث إنها تدعم الإسلام السياسي فهي داعمة له وقد يكون بمساعدة غربية".

وبين "وفي البداية تولى جماعة الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين" الحكم لكنهم فشلوا في ذلك بسبب لعدم قدرتهم على السيطرة السياسية، وهذا كان واضحاً في المشهد مصر ومرسي، وربما ثورة يونيو كانت للقطريين الطامة الكبرى لأنه المشروع القطري انتهى تماماً وأصبح من الماضي بعد الفشل الذريع لجماعة الإخوان في مصر والرفض الشعبي والذي يسميه الإعلام القطري بالانقلاب، هذا الأمر جعل قطر تتوقف لكن جعل الإعلام القطري أكثر شراسة في التعامل مع الآخرين سواء مع الحكومة المصرية أو المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات أو مملكة البحرين، لأن هذه الدول كانت وراء إفشال مشروع الإخوان المسلمين في مصر وتونس".

وأكد أنه ومنذ عام 2011 حتى اليوم يعمل الإعلام القطري على مهاجمة مصر بسبب فشلها في مصر وحتى اليوم، فقد ظهرت العديد من القنوات تساعد الجزيرة في عملها وهي موجودة في تركيا والتي تديرها جماعة الإخوان بهدف عمل انقسام في الشعب المصري وبث الرسائل السلبية عن الحكومة المصرية بالإضافة إلى العمل ضد دول الخليج ومنذ عام 2011 لم تكتفِ قطر بهذه القنوات فقط إنما قامت بعمل حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى شراء بعض الإعلاميين الخليجيين وغير الخليجيين كما أنها اشترت العديد من المواقع الإلكترونية.

وتابع: "في 2013 بعد أن ذاقت دول الخليج ضراعاً بما تقوم به قطر وقناتها وأصبح من المهم أن يتغير هذا السلوك لذا في اجتماع 2013 لدول الخليج كان الإعلام أحد المطالب أن تقوم الحكومة القطرية بضبط حطابها الإعلامي بحيث لا تتعدى على الدول سيادة هذه الدول وأن لا يؤزم الوضع في الدول خصيصاً في مصر وأن تتوقف عن بث التقارير السلبية والملفقة في غالب الظن عن مصر".

وأضاف: "في الاجتماع في عام 2014 كان لا بد من اتخاذ قرار بسبب عدم التزام قطر شفهيا تم توقيع قطر على اتفاق الرياض والذي من بنوده توقف الجزيرة عن تأزييم الوضع في الدول الخليجية ومصر ولكن ما التزمت به قطر في ذلك الوقت أنها طردت مجموعة من الإخوان من قطر وأغلقت قناة الجزيرة مصر مباشر فقط ولكنها لم تلتزم أيضاً بالاتفاق وخصوصاً في السنوات الثلاث التالية لم تتوقف القناة عن الضغط الإعلامي".

وقال "وبعدها حاولت قطر إفشال القمة بسبب خوفها من أن تقلب الأمور ضدها ولكنها فشلت ونظمت القمة، وعندما نفكر في التحالف العربي في اليمن كيف يمكن أن تكون جزءاً من هذا التحالف وإعلامك يدعم من أنت تحارب، يدعم الحوثيين وتتركهم يتحدثون براحتهم وتقول أنا معكم في هذا التحالف، ولكن الشيء الواضح حالياً أن في نفس الوقت الذي تحالفت فيه قطر كانت تقدم دعماً لا محدود للانقلابيين والحوثيين، والمثير أيضاً في هذا الموضوع "يخبرني أحد اليمنيين من الداخل يقول لي أنا لأول مرة نجد الريال القطري في اليمن" وهذا يعكس ما تقوم به قطر في اليمن. وما تم الكشف عنه مؤخراً في موضوع اليمن والدور الذي تلعبه قطر في هذا الأمر، إخراج الجنود القطريين من التحالف في اليمن حيث كانت حسب رأيي خطوة شجاعة".

وأكد أن "30% من العمليات التي كانت في اليمن ضد قوات التحالف كانت من ميليشيات تدعمها قطر، وهذا أمر مؤسف، وهذا فتح التساؤل حول قطر في مقتل الجنود الإماراتيين والبحرينيين في اليمن هل لقطر يد في ذلك؟ وفي القمم الثلاث رفضت قطر العودة للصواب إنما وقفت ضد هذه القمم وبعد انتهاء القمة بدأت التسريبات والاختراقات ودخلنا إلى مرحلة جديدة مع الإعلام القطري بعد صدور البيان الشهير من أمير قطر والذي نفته القناة، وأنه تم اختراق وتم فبركة هذه التصريحات وحصل ما حصل، واليوم حسب اعتقادي قطر تريد أن تختبر صبر دول الخليج بهذا التصريح الخطير جداً والذي تلا الاتفاق في القمة على أن إيران على رأس الإرهاب، وتأتي قطر لتقول إن إيران هي من أهم دول المنطقة ودولة كبيرة".

وقال "كان لا بد من بعد هذا البيان اتخاذ موقف حازم حيث سألني الكثير من الصحافيين لماذا الآن المقاطعة؟ الشخص غير المتابع للقصة يقول لماذا الآن ولكن نحن نقول القصة من 20 سنة وثلاث سنوات ويومين إذا فهي قصة طويلة، كما أن ما حدث اليوم كشف الكثير من الأمور، وقطر حتى الآن ترفض أن تتقبل الأمور وتعتقد أن بمالها تستطيع أن تحكم العالم، ولكن القضية ليس هنا، من قطر من يقول لها إنك تمشين في الطريق الخاطئ، ورغم المحاولات إلا أنها فشلت مع قطر كما أن إعلامها في الفترة الأخيرة ظهر مرتبكاً وغير قادر على مواجهة ما يحدث، وكل ما هو مطلوب من قطر أن تتوقف عن دعم الإرهاب وأن تتوقف عن تأزيم الأوضاع في الدول الخليجية والعربية وهذه مطالب منطقية".

وأضاف: "حتى اليوم قطر مصرة على السقطات الإعلامية، وللأسف هذا الإعلام تعود في السنوات الأخيرة أن يهاجم، ولكن اليوم أصبح من الواجب عليه أن يدافع لذا انتقل إلى مواقف التواصل الاجتماعي، حيث اكتشفنا أن هناك 23 حساباً قطرياً موجهة على السعودية، كما أن هناك معلومات بأن هناك أكثر من 50 ألف حساب وهمي إيراني وجه ضد دول المنطقة، كما أننا اكتشفنا أحد الحسابات والتي يديرها أحد القطريين واسمه "عغرة عبدالله "على أنه إماراتي ويهاجم الإمارات".

وتابع "مجلس التعاون الخليجي موجود ولم ينتهِ، إنما قطر من تظن فقط أنه انتهى، والكل يعلم أن قطر أحدثت شرخاً كبيراً في مجلس التعاون الخليجي، حيث كان هدف هذا المجلس هو تحالف دول الخليج لتكون كياناً واحداً إلا أن قطر فضلت إيران على دول المجلس وهذا ما يوضحه سلوك قطر، وتهدف دول الخليج إلى تحسين سلوك قطر وليس نظام قطر".

وفي إجابات لبعض أسئلة الصحافيين أجاب الحمادي: "حول السيناريو المتوقع هو أن تستمر هذه المقاطعة ولا أحد كان يتمنى هذا الوضع، لكن حسب اعتقادي قطر لا تفهم إلا هذا الأسلوب بسبب تزايدها يوماً بعد يوم في شراستها ضد الدول الخليجية، وإن الحل العسكري حل مفروغ منه حيث لا أعتقد أننا سنأخذ حلاً عسكرياً على إخواننا، وفي الفترة الأخيرة الأمور أصبحت واضحة ووضح الدور القطري في دعم الإرهاب خصوصاً في ليبيا والعراق".

وأضاف: "الكل يعتقد أن الجزيرة قناة حرة وهذا أمر خاطئ، فهل في مرة عرضت الجزيرة تقريراً ضد قطر؟ أو هل رأينا رأياً معارضاً لقطر على الجزيرة؟ لم نرَ لأن هنا الفرق لأنها خلقت الحرية خارج قطر، لأن ليس هناك حرية في قطر".