تحركنا الدولي كتحالف رباعي يجب أن يكون بخطين متوازيين، دبلوماسي رسمي أولاً، ودبلوماسي إعلامي ثانياً، في العواصم الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وجميع العواصم المؤثرة.

التركيز يجب أن يكون القصة بلساننا على لفت الأنظار إلى أنه في الوقت الذي يحاصر فيه العالم إيران لعلاقتها بالإرهاب، تشتد أواصر التحالفات بين قطر وبينها من جانب آخر، وهذا دليل على التخبط القطري التي اعتقدت أنها بهذا التحالف «الإيراني القطري» تغيظ دول الخليج، دون أنها تشعر أن تمد الحبل الذي يلتف على إيران إلى عنقها هي الأخرى لتغرق معها.

ثم يجب أن يرتكز تحركنا الدبلوماسي والإعلامي لرواية القصة من جانبنا في توضح طبيعة العلاقة التي تربط بين من تأويهم قطر من قيادات للجماعات الإرهابية بالذئاب المنفردة التي تهاجم الأوروبيين، سواء على الأراضي الأوروبية أو في مصائف السياحة العربية، وتبيان العلاقة بين من تأويهم قطر في دولتها أو تراعهم في حال نقلتهم إلى دول أخرى كما فعلت حين نقلتهم لتركيا أو لندن واستمرت في دعمهم مادياً مع من يجندون عن بعد في أي مساجد وأي مرجعيات وأي تنظيم يتبعون.

يجب الكشف عن دور قطر بالتحريض والتمويل للعمليات الإرهابية التي اشتدت الآن في مصر، مصر التي يجب أن تسند بكل قوة فهي الأرض الموعودة لنقل التنظيمات المسلحة لها من بعد انسحابهم من سوريا وليبيا والعراق.

على العالم أن يعرف أننا لسنا إلا طلاب حق وأن لقطر دوراً في إرهاب إيران بتحالفها معه، ولقطر دور في التنظيمات المسلحة التي جندت الذئاب المنفردة، ولقطر دور في الإرهاب الذي يضرب مصر الآن، تلك العلاقات والتحالفات الشيطانية لابد أن تكون هي قصتنا التي ننقلها للعالم محملينها لسفرائنا ولبعثاتنا الدبلوماسية كي تتحرك بتناغم وبالتنسيق مع بعضها البعض لا على مستوى وزراء الخارجية فقط، بل حتى على مستوى بعثاتنا الدبلوماسية، وفي التحالف الرباعي مكامن للقوة مكملة لبعضها أن أحسنا توظيفها، تعرف كيف تنقل قصتنا كي تكون قصة دولية في الإعلام وفي أروقة الأمم المتحدة وفي لجان السلطات التشريعية وفي المنظمات والاتحادات كما نفعل الآن في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وكما نقلنا رسائلنا الواضحة للوسطاء علينا أن نتحرك نحن وننقلها للعالم ولا ننتظر من الوسطاء أن يحكوها بدلاً منا.

فنحن قلناها لكل من زارنا للوساطة في الخليج نعم نريد مجلساً متحداً خليجياً يأمن فيه الأخ من أخيه ويسلمه ظهره وهو آمن، فذلك اتحاد أمني واتحاد عسكري يواجه تحديات كبيرة ومهددات خطيرة، الثقة هي عصبة ووتدها الذي ترتكز عليه، ودونه لا تحدثني عن اتحاد أو حتى عن تنسيق أو تعاون، إن تزعزعت الثقة هدم البناء برمته فليس هناك من سيتحد مع بعضه بعضاً، كيف أثق في من يتآمر على اغتيالي؟ وكيف أثق في من يتآمر على إسقاط نظامي؟ كيف أثق فيه وهو يأوي كل أعدائي؟ كيف أثق وهو يسير عكس اتجاهي دون منطق غير المعاكسة؟ لهذا كله قلنا للوسطاء الذي يخشون على منظومة دول مجلس التعاون نعم نريد اتحاداً إنما بين من يؤمن أن بقائي هو استمرار لبقائه لا العكس، وقطر بهذه السياسة وبهذا النهج تؤمن أن بقاءها لن يكون إلا بهدم من حولها، وها نحن كتحالف رباعي نعطي ظهورنا لبعض وتنسيقنا في أعلى درجاته في كل الميادين عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً.

هذا الكلام قيل لكل الوسطاء الذين تطوعوا واصطفوا في طابور الوساطة بطلب من قطر، إن «الاتحاد» -وإن كان مطلبنا- فإنه لن يحدث وقطر مصرة على نهجها كما تردد، وترى في مطالب إعادة بناء الثقة بيننا وبينها رضوخاً وتركيعاً لها، وكان ممارستها المهددة لوجودنا سلال للفواكه تحملها لنا!

الأهم أننا نقلنا لكل الوسطاء الأجانب أننا نريد عالماً خالياً من الإرهاب، نريد أن نجفف منابع الإرهاب كما تنادون، أليست تلك دعواكم؟ ألا يجب أن يكون مطلبنا هو مطلبكم؟ لذلك لا يأتي وسيط أجنبي إلا ويغادر صامتاً لهول ما يرى أولاً من أدلة وبراهين، ولعجزه عن «الاستفادة» من وساطته ثانياً!!

فكل من تدخل للوساطة وجد التحالف الرباعي هادئاً واثقاً راسخاً مطمئناً فليست هناك رغبة للاستعجال أو شعور بالضيق من المقاطعة، لذا عاد الوسطاء بخفي حنين صامتين بعد أن يمرون على الرياض وكذلك سيعود أردوغان.

تحرك التحالف الرباعي دولياً يجب أن يتواصل ولا يتوقف، كي نروي نحن روايتنا بلساننا لا يرويها الوسطاء نيابة عنا، وفي ذات الوقت نبقي على إجراءاتنا السيادية لحفظ أمننا والتي تتماشى مع القانون الدولي، الخطوة المدروسة تليها خطوة أخرى متدرجة، ومازال في جعبتنا الكثير، لأننا نريد أن نبني بناءً قوياً راسخاً يستطيع أن نواجه به التحديات ونحن مطمئنون في ميادين المعارك مطمئنون في أروقة الدبلوماسية مطمئنون في تنسيقنا الاستخباراتي العسكري والأمني، نحن الذين نريد فعلاً أن نجفف منابع الإرهاب بجدية تامة ونحن الذين نريد اتحاداً قوياً، تلك هي روايتنا التي يجب أن يعرفها العالم بلساننا.