براءة الحسن

ظلت جماهير آرسنال منذ أكثر من عقدين تحتفل بتفوق فريقها المستمر على الغريم توتنهام في ترتيب البريميرليغ، هذا الأمر كان بمثابة شوكة في حلق أنصار توتنهام.

انقلبت الآية مؤخراً، ولم يعد توتنهام هذا الفريق الذي يعيش في ظل آرسنال، بل خرج من الظل وقلب الخارطة بشكل واضح.



لم يكن هذا من قبيل الصدفة، ففي موسم 2015-2016، كان توتنهام المنافس الأول لليستر سيتي على اللقب، وخسر مركز الوصافة في الجولة الأخيرة لصالح آرسنال، وحتى لو كان خسر التفوق على آرسنال في الجولة الأخيرة، لكن ذلك كان بمثابة مؤشر على ما هو قادم.

هذا ما حدث في الموسم الماضي، واستمر توتنهام في المنافسة وهذه المرة مع تشيلسي، لكنه لم ينهِ أسطورة تفوق آرسنال عليه فحسب، بل ساهم في إبعاده عن المربع الذهبي المؤهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ آرسين فينغر.

كما يقول المثل «ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد».. إنهاء تفوق آرسنال، وإبعاده لأول مرة عن مراكز الأبطال المفضلة له، جعل صياح «الديك» بات مزعجاً جداً لجاره.

والمتمعن بشكل جيد في مشروع توتنهام، سيجد أنه لا يُهدد طموحات آرسنال فحسب، بل أصبح رقماً صعباً في كرة القدم الإنجليزية مؤخراً.

الفريق ربط نجومه بعقود طويلة الأمد، كما يستعد للانتقال لملعب جديد، ولديه تشكيلة موهوبة بمعدل صغير من العمر ويشكلون نواة المنتخب الإنجليزي، بقيادة أفضل هداف إنجليزي هاري كين، وأفضل لاعب إنجليزي صاعد ديلي آلي، والظهير الأيسر المتميز داني روز، إضافة إلى دعائم الوسط فيكتور ونياما، إريك دير، والعقل المفكر موسى ديمبيلي، والمايسترو إريكسن.

حتى إن فقدان توتنهام لخدمات ظهيره الأيمن المميز كايل ووكر، بانتقاله إلى السيتي، لا تمثل خسارة فادحة، بل على العكس توتنهام ربح مبلغ قياسي يصل إلى أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني من هذه الصفقة، وهو مبلغ ضخم، لدرجة أن أسطورة إنجلترا جاري لينيكر سخر من قيام السيتي بدفع هذا المبلغ في ووكر، لكنه في الحقيقة إن دل على شيء، يدل على عبقرية رئيس توتنهام «دانيال ليفي» التفاوضية.

ويمكن لتوتنهام إعادة استثمار هذا المبلغ الكبير لتعزيز صفوفه، وقد قام أيضاً بتمديد عقد كيران تريبير ليكون خليفة ووكر في مركز الظهير الأيمن.

لقد فعلها ليستر وحقق المعجزة من قبل، لذلك لا تندهشوا إن فعلها توتنهام، فالفريق مع ماوريسيو بوتشيتينو بات اسماً مرموقاً.