الأزمة القطرية فجرت لنا ملفات كثيرة، بعضها أوصلت الخيوط ببعضها وهدتنا إلى منطق واضح كوضوح الشمس وبعضها قطعت الشك باليقين بأن دولة قطر تتبنى المشروع الإرهابي في المنطقة من خلال دعم وإيواء العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى التخطيط لانقلابات وفوضى وعنف يستهدف الدول الشقيقة والصديقة.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كشف عن ملف مهم تتبناه قطر لضرب دول الخليج، وهو ملف تجنيس العناصر الإرهابية، حيث أقدمت قطر على تجنيس إرهابي في تنظيم القاعدة -ألا وهو عبدالعزيز المقرن- الذي دخل المملكة العربية السعودية لتنفيذ مخططات إرهابية عديدة في مناطق متفرقة في المملكة، أدت إلى سقوط ضحايا قتلى وجرحى مدنيين ورجال أمن، وهذا دليل واضح على تواطؤ دنيء من قطر مع العناصر الإرهابية، من خلال تقديم الدعم اللازم لهم من تجنيس ومال وأسلحة وتدريب استهدفت دول الخليج والمنطقة، والله أعلم بعدد الإرهابيين الذين جنستهم قطر وحرضتهم على إثارة الفوضى في أوطانهم الأم.

خطاب أمير قطر منذ أيام تطرق لأمور كثيرة منها تطرقه إلى السيادة القطرية، وكأنه يقول إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب انتهكت سيادة قطر عندما طالبت بحقوقها السيادية أيضاً! فماذا عن سيادة الدول الأخرى التي مولت قطر عناصر إرهابية بهدف ضرب سيادتها مثل استهداف دول الخليج والتدخل في شؤونها؟ فبأي حق تجنس قطر العناصر الإرهابية لضرب استقرار الدول مثلما حدث في المملكة العربية السعودية، وبأي حق تستقبل القيادة القطرية الانقلابيين البحرينيين الذين خططوا لتغيير النظام الشرعي في مملكة البحرين في 2011؟ وبأي حق تروج دولة قطر وتدعو لتغيير الأنظمة في الدول العربية وتثير الفوضى خلال ما يسمى بـ«الربيع العربي»؟ أليست كل دولة لها كيانها ولها سيادتها وخصوصيتها واستقلاليتها التامة، أم أن السيادة حق قطري فقط؟ دولة قطر تعزف على وتر السيادة وتتراقص عليه وهي تسمح لبعض الدول والمنظمات بأن تشاركها السيادة بدليل أنها سمحت لبعض الدول بإنشاء قواعد عسكرية وسمحت لها بأن تتلاعب بثروات قطر لصالح الإرهاب والأهم أنها سمحت لتلك الدول والمنظمات بأن تتحكم بعقل النظام القطري وقراراته.

قطر اليوم بعد كل ذلك للأسف لا سيادة لها ولا نفوذ، ولسنا من نقول ذلك بل إن الحكومة القطرية هي من وطدت علاقاتها مع دول عليها علامات استفهام كبيرة، مع الإرهاب الإيراني، والعجرفة التركية المتعالية، والتطبيع مع إسرائيل، والمساهمة في تنمية المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين، فعن أي سيادة تتكلم قطر وهي لقمة سهلة في فم الأفعى؟

تمنيت أن يتضمن خطاب أمير قطر الحديث عن السيادة الخليجية وأن يرسل رسالة واحدة لكل من شاهد خطابه أو سمعه بأن السيادة الخليجية يجب ألا تمس وأن سيادة قطر هي من سيادة دول الخليج والعكس، وأن قوته مع العرب وليست مع العجم، ولكنه للأسف حسم الأمر بتمجيد سيادة تركيا وجيش تركيا بدلاً من أن يمجد سيادة دول الخليج أو يمجد سيادة جيشه القطري، والمفارقة واضحة بين القول والفعل، فليس كل الأقوال في حقيقة الأمر أفعالاً وإنما الأفعال في الواقع إجابة على كل تساؤل.