لم يكن مفاجئاً ما تابعه العالم خلال الأيام القليلة الماضية من وقاحة قطرية طالت أرض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين في أرجاء المعمورة، لتطالب الدوحة بتسييس إدارة المقدسات الإسلامية ومناسكها.

المطالبات القطرية الوقحة تدخل في سياق محاولة الضعيف تعليق مشاكله وحماقاته على شماعة استفزاز مشاعر المسلمين، وهو لا يدري عواقب أفعاله التي أثارت الحفيظة، ونالت من شرف الأمة في حكومة افتقدت الشرف منذ فترة. إن الادعاءات القطرية باطلة ومرفوضة، ولا يمكن القبول بها من أي بلد إسلامي مهما كانت المبررات.

يوماً بعد آخر يتضح الوجه الحقيقي لحكومة الدوحة التي تورطت في إسقاط أقنعتها قناعاً تلو آخر، فبعد أن أدارت وجهها لأشقائها الخليجيين والعرب ولم تكترث بارتباطها معهم وآثرت أهل فارس، أثبتت للجميع أن السياسة القطرية والإيرانية وجهان لعملة واحدة، فلم يسبق أن طالبت دولة في العالم بتدويل إدارة الحرمين سوى إيران الخميني التي حرصت على تسييس هذه الفكرة من أجل تحقيق أغراض وأجندات خبيثة، فلم تحقق سوى الوهم الذي باعته على الشعب. ونتوقع قريباً أن نتابع مواقف قطرية لا تختلف عن المواقف الإيرانية في قضايا عدة، فصنع القرار وتشكيل الرؤية السياسية لدولة قطر بات في طهران الآن.

من الواضح أن المفاهيم والأفكار اختلطت لدى حكومة الدوحة حتى باتت لا تميّز الفرق بين إدارة الحرمين الشريفين وإدارة كأس العالم التي يبدو أنها ستتحول إلى حلم قريباً. فرعاية مقدسات المسلمين شرف ومسؤولية لا يمكن لبلد لم يتجاوز عدد سكانه مليوني ونصف المليون نسمة أن يدير هذه المقدسات التي يزورها أضعاف عدد سكان قطر سنوياً.

تشرّفت الشقيقة السعودية ملوكاً وشعباً منذ بواكير القرن العشرين بالإشراف على شؤون الحرمين الشريفين، فأدركت هذه المسؤولية العظيمة، وأولتها جل اهتمامها وقدمت لها دعماً سخياً غير محدود، فكانت تلك التسهيلات التي ينعم بها زوار بيت الله الحرام، والمدينة المنورة على مدار العام، وهي تسهيلات لم تتوقف في تطورها يوماً. وأقل ما يقدم لآل سعود الكرام، والأشقاء السعوديين كل شكر وتقدير على جهودهم لرعاية مقدسات المسلمين التي لم يفرطوا فيها من مالهم أو جهدهم أو رعايتهم.

وكما قال جلالة الملك المفدى قبل لقائه نائب خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله أمس فإن «العالم الإسلامي يعتز برعاية السعودية ومسؤوليتها عن فريضة الحج»، لذلك نكرر ونقول إلا الحرمين.