عديدون هم من حلقوا في سماء الإنسانية، وترعرعوا في بيئات مختلفة ومتنوعة، وغنية بالأخلاق والاهتمام المباشر التي بدورها أثرت على حياتهم، لتمنحهم قوة التأثير في حياة الآخرين، إيجاباً، فتكون إنسانيتهم علماً يرفرف في سماء المعمورة ككل. ويزيد من سطعان وجودهم في امتلاك زمام الأمور كملوك وقادة رأي واصحاب قرار في بيئتهم الداخلية وهذا لا ينفي وجودهم كأصحاب قرار في البيئة الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، يدفع بهم وبانسانيتهم للوجود، وكما هي إنسانيتهم هبة من الله فإنه يخلق من قراراتهم القيادية والسياسية طريقاً لا يطاله أحد. من هنا، تميز حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، كملك إنسان وقائد مبدع ومؤثر، بتأثيره الإيجابي على الإنسان البحريني، لا بل أثر بالإنسان العربي والجنسيات الأخرى المتواجدة على أرض مملكة البحرين.

ومنذ توليه مقاليد الحكم في مملكة البحرين سعى جلالته حفظه الله ورعاه إلى قيادة المملكة والوصول بها إلى بر الأمان، وتغيير كثير من المفاهيم، التي استعصت على غيره في المنطقة، فهو مطلع على ثقافة الآخرين، وهو رجل سياسة واقتصاد، هو الرياضي الذي يحب الفروسية، هو ملك متواضع نشيط، حاضر في كل المناسبات العربية والإقليمية والدولية، واثق من نفسه، أحبه شعبه، متعاطياً مع الرأي العام العالمي والمحلي، أحب بلده حباً جماً، فأحبه أهلها.

تشهد مملكة البحرين في حقبة جلالته تطوراً بارزاً في مختلف المجالات، مثل الحريات، والمشاركة بصنع القرار والمتمثل في مجلس النواب، الذي يتم انتخابه من مختلف أطياف الشعب البحريني. وعلى صعيد البنية التحتية والخدمات، فقد شهدت البلاد تطوراً ملحوظاً، ناهيك عن الارتقاء بالمستوى التعليمي لفئة الشباب التي شهدتها البلاد بعد إطلاق مشروع جلالة الملك للمدارس المتطورة، وزيادة أعداد المدارس والجامعات بالمملكة، كما حققت مملكة البحرين في عهد جلالته كثير من الجوائز العالمية، كجائزة الحكومة الإلكترونية، ومراكز متقدمة في التنمية البشرية وغيرها من الجوائز العالمية.

كرس جلالة الملك حمد بن عيسى جهوده من أجل الارتقاء بمملكة البحرين وشعبها من أجل الوصول إلى غايته المنشودة، ألا وهي الإصلاحات التي أنجزت بفضل سياسته الحكيمة المبنية على أسس التنمية والتطور، لاسيما دعمه المستمر لتثبيت رواسي الأمن والاستقرار وأواصر اللحمة بين أبناء شعبه. وعلى الصعيد الإقليمي والدولي فإن المملكة سجلت حضوراً سياسياً واضحاً في اتخاذ التوجهات والمواقف من القضايا الإقليمية والدولية الجارية في منطقة الشرق الأوسط وخارجه.

استطاع جلالة الملك حفظه الله ورعاه أن يعزز أولاً قدرات المواطن البحريني ويمنحه الدافع القوي للعمل والبناء، فانتقلت البلاد في حقبته إلى واحة كبيرة، عمل كل شخوص الشعب البحريني على النهوض والارتقاء بدولتهم، لذا أضحت مملكة البحرين من أبرز دول الإقليم، واستطاعت أن تجذب الأنظار إليها بسبب نهوضها المستمر في مختلف المجالات.

يتميز جلالة الملك حمد بن عيسى بالأعمال الإنسانية والأيادي البيضاء في مساعدة المحتاجين في مختلف دول العالم العربي والإسلامي ومساهماته الدؤوبة في أعمال الخير والبر، ودعمه المستمر للمؤسسات الإنسانية سواء كان في داخل البلاد أو في خارجها، ورعايته الدائمة بدعم المنظمات التي تهتم بمساعدة المحتاجين والمرضى، ما كان له الأثر الأكبر في حياة الناس، ودعمهم حتى يتمكنوا من العيش بحياة كريمة، وبالفعل كان لهذه الأعمال واللفتات الكريمة التي قام ويقوم بها جلالته تقديراً بالغاً في حياة الناس، وهو ما جعل جلالته محل إعجاب بشخصه وإنسانيته، من مختلف الشعوب.

وجاء قرار جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة حفظه الله ورعاه الأخير تتويجاً لأعماله الإنسانية التي دائماً يحرص على القيام بها، والمتمثل بالتوجيه الملكي السامي الذي يراعي فيها الحالات الانسانية للأسر المشتركة بين مملكة البحرين ودولة قطر، وهو ما جاء ملحقاً ببيان قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، من هنا نرى أنه صاحب نظرة إنسانية واسعة رغم ما يجري في منطقة الخليج من قطع في العلاقات الدبلوماسية بينها وبين دولة قطر، إلا أن هذه الأزمة لم تؤثر على أعماله الإنسانية بحق شعبه التي هي جزء من شخصه الكريم.

* أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم التطبيقية