معلومات مهمة ومثيرة وفرها وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عبر المقابلة الصحافية التي أجرتها معه صحيفة «الشرق الأوسط» الإثنين الماضي، وكما هي عادته لم يتأخر معاليه عن توفير كل المعلومات التي يجد أن من حق الناس الحصول عليها كي تتضح لهم الصورة وليجدوا الإجابات عن الأسئلة التي تشغلهم وتشاغبهم وخصوصاً ما يتعلق منها بالمشكلة القطرية وتأثيرها على حالة الأمن في البحرين والمنطقة.

عن المواقف السلبية وحجم التدخلات القطرية في الشأن الداخلي البحريني وأسباب المشكلة قال الشيخ راشد إنها تعكس نهجاً مستمراً وشملت جوانب عديدة. ذكر منها ادعاء قطر بتبعية جزر حوار والاستناد إلى وثائق مزورة وإنزال قوات عسكرية في جزيرة الديبل في أبريل 1986 وتعطيل مشروع بناء الجسر بين البحرين وقطر وعدم تقديم حصتها في برنامج الدعم الخليجي أسوة بشقيقاتها دول مجلس التعاون ومنعها تصدير الغاز إلى المملكة الأمر الذي اضطر البحرين إلى التعاقد مع روسيا، وقيامها بعملية تجنيس عائلات بحرينية وحولت هذا الشأن إلى خلاف واستهداف للهوية الوطنية إذ إن هذه العملية تؤثرعلى أمننا الاجتماعي، يضاف إلى ذلك قيامها بأعمال التجسس وهو ما يهدد الأمن الوطني.

عن مواقف قطر السلبية أيضاً قال الوزير إنها خالفت موقف الأشقاء في السعودية والإمارات المساند والداعم وتبنت وجهة نظر المتآمرين على البحرين في 2011 بهدف إسقاط النظام وإقامة دولة مرجعيتها «ولاية الفقيه» بينما قام الإعلام القطري عبر قناة «الجزيرة» بتسخير كل إمكاناته لتقديم تغطية إعلامية منحازة تخدم مآرب وأهداف غير وطنية وعملت على تشويه أفكار مشاهديها بما في ذلك المغرر بهم وكان نتيجة ذلك تلك الخسائر البشرية والمادية التي وقعت في ذلك العام، وقبله عمل الإعلام القطري الرسمي على تحريض المواطنين لعدم المشاركة في التصويت على ميثاق العمل الوطني واستضافة عناصر تعمل ضد مصالح مملكة البحرين.

لبيان الصورة قال الوزير إنه تم رصد ما بثته الجزيرة عن الأوضاع في مملكة البحرين في الفترة من 2011 ولغاية 2017 حيث بلغ العدد التقريبي لدقائق البث «6690» دقيقة منها «4200» دقيقة في 2011 مما يعطي الدلالة على ضخامة الحشد الإعلامي السلبي الذي مارسته قناة «الجزيرة» في تلك الفترة، وأشار إلى الدور السلبي الذي تقوم به قناة «الجزيرة» الناطقة باللغة الإنجليزية وقال إنها أكثر بعداً عن الحقيقة وسعياً لتشويه صورة البحرين في الخارج من القناة الناطقة بالعربية.

وزير الداخلية وبعد أن عدد تلك الأمثلة عن التجاوزات القطرية قال إن قطر تجاوزت كل ذلك ووصلت إلى دعم الإرهاب وبأشكال مختلفة، وأبدى دهشته من أن قطر لم تلتفت إلى الأسباب التي أدت بالدول المقاطعة إلى اتخاذ الموقف منها وهو الحفاظ على أمنها واستقرارها، ورداً على ذلك قال إن ما تم عرضه من قضايا أخيراً في مختلف وسائل الإعلام قضايا لا يمكن أن تسقط بالتقادم ولن تمر من دون تصحيح ولا يمكن أن يكون هناك حل قبل أن تدرك قطر وتقر بما قامت به من أعمال خطيرة تجاه هذه الدول.

مقابلة ثرية وقوية وصريحة تحدث خلالها الوزير إضافة إلى ذلك عن الوضع الأمني الحالي في البحرين ومستقبل منظومة مجلس التعاون وسعي إيران إلى الإساءة إلى البحرين وتورطها في العديد من القضايا التي تؤكد نواياها السيئة، وأكد أن البحرين وبعد أن تمكنت من توطيد الأمن ماضية في بناء الاقتصاد ومعالجة الجراح التي أدمت وطنيتنا، واهتم بتوجيه رسالة مفادها أن البحرين مصممة على التعامل مع أية انتماءات أو ولاءات غير وطنية وفق القانون ومن خلال التشريعات التي تكفل بناء الصف الوطني المتماسك والراسخ بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.