عواصم – (وكالات): حصد الإعصار إرما 6 قتلى في الأراضي البريطانية ما وراء البحار المعروفة باسم "الجزر العذراء"، خلال مروره في بحر الكاريبي، قبل أن يصل إلى ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث أمرت السلطات نحو 6.3 ملايين شخص بإخلاء منازلهم.

وقالت الحكومة المحلية في الجزر العذراء البريطانية "هناك 5 قتلى مؤكدين"، فيما تحدثت الشرطة في جزر أنغويلا البريطانية أيضا عن مقتل شخص مسن، بعد انهيار منزله.

وحذرت دائرة إدارة الكوارث في الجزيرة من أن على "السكان إيجاد ملجأ بحلول بعد الظهر على أبعد تقدير فيما ننتظر مرور الإعصار خوسيه، الذي قد يتسبب بظروف مناخية تحاكي مستوى عاصفة استوائية".



وكان الإعصار إرما قد قتل 21 شخصا في شرق الكاريبي وخلف دمارا كارثيا، رغم أنه انخفض للفئة الرابعة لدى عبوره بالأرخبيل صباح السبت، وهو يحمل رياحا سرعتها 250 كيلومترا في الساعة.

وتأرجحت قوة إرما بين الفئة الرابعة والفئة الخامسة، وهي أعلى تصنيف للأعاصير لدى المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، الذي قال رغم ذلك إن هناك توقعات بأن تزيد قوة الإعصار من جديد مع ابتعاده عن كوبا.

ومن المتوقع أن يصل الإعصار إرما، أحد أقوى عواصف المحيط الأطلسي خلال مئة عام، إلى فلوريدا صباح الأحد، ليتسبب في دمار نتيجة الرياح والسيول في رابع أكبر ولاية أمريكية من حيث عدد السكان.

وحذر خبراء الأرصاد من مشاهد دمار أوسع بحلول صباح السبت عندما يشق الإعصار طريقه إلى الساحل الشمالي في اتجاه الغرب عبر مقاطعت يسانكتي سبيريتوس وفيلا كلارا، حيث من المتوقع أن يتجه صوب الشمال باتجاه فلوريدا.

وأمر حاكم فلوريدا، ريك سكو، نحو 6.3 ملايين شخص بإخلاء منازلهم، اي ما يتجاوز ربع سكان هذه الولاية التي يهددها الاعصار الشديد.

وقال مكتب الحاكم، في بيان، إن أجهزة الإغاثة في فلوريدا "تقدر أن 6.3 ملايين شخص في فلوريدا تلقوا أمر الإخلاء" مقابل 5.6 ملايين مساء الجمعة.

وكانت المشاهد على طول الساحل الشمالي لكوبا تشبه الأهوال التي خلفها إرما الأسبوع الماضي على جزر أخرى في منطقة الكاريبي، فيما ضرب منطقة سييجو دي أفيلا بشكل مباشر في منتصف الليل.

وأظهرت لقطات على التلفزيون الكوبي أمواج البحر المتلاطمة والسماء الملبدة بالغيوم والأمطار الغزيرة والأشجار المتمايلة بسبب الرياح الشديدة، علاوة على خطوط الكهرباء المتساقطة.

وأعلنت السلطات الكوبية حالة "الإنذار" من الإعصار إيرما الذي يضرب وسط الجزيرة ويهدد بوقوع فيضانات.

وجاء في بيان صادر عن الدفاع المدني تناقلته وسائل الإعلام المحلية "قررنا أن نعلن حالة الإنذار في مناطق مايابيكيه وهافانا وأرتيسيما".

وحالة "الإنذار" هي الأقصى في سلّم الحالات التي تُعلن في كوبا إزاء الكوارث الطبيعية.

ويعيش في العاصمة هافانا مليونا نسمة، وهي تقع على ساحل المحيط الأطلسي، وفيها مناطق منخفضة يُخشى أن تغرقها مياه البحر.

وقال خبير الأرصاد الجوية خوسيه روبييرا لمحطة التلفزيون الحكومية "سنشهد هنا في العاصمة رياحا عاتية.. وفيضانات في المناطق الساحلية، طوال السبت وفي جزء من الأحد أيضا".

وأضاف "تتشكّل أمواج ارتفاعها خمسة أمتار إلى سبعة، لكنها لن تبلغ ثمانية أمتار، مع فيضانات قوية في المناطق الساحلية من العاصمة". ومنذ مساء الجمعة، تهبّ على هافانا رياح قوية وتهطل فيها أمطار متفرقة، في ظلّ سماء مكفهّرة.

وعمدت السلطات السبت إلى إجلاء السكان من مناطق منخفضة قريبة من جادة ماليكون المحاذية للواجهة البحرية للمدينة.

وإرما هو أول إعصار بهذه القوة يضرب الجزيرة منذ عام 1932.

ولم تُسجّل رسميا إلى الآن أي وفاة في كوبا جراء الإعصار، لكن يتوقع أن يسفر عن أضرار مادية كبيرة.