يوم الخميس الماضي، وقبل بدء العام الدراسي الجديد وقبل انتظام الطلبة في مدارسهم خرجتُ أنا وصغاري من منزلي الكائن في البديع قاصداً منطقة الجفير. في الحقيقة لم نتأخر كثيراً عن الوصول إلى الجفير حيث وصلنا بعد ساعتين من الزمان للمكان الذي كنَّا نقصده، بينما حسابياً لا يمكن أن يتجاوز مشوارنا هذا الـ20 دقيقة من البديع إلى الجفير!

شوارع مزدحمة عن بكرة أبيها، إشارات ضوئية كل عشرة أمتار، تصليحات في الشوارع في «عزِّ النهار»، مواقع الكثير من المدارس الخاصة والعامة في أماكن «غلط في غلط»، شوارع ضيقة للغاية تقع في مناطق استراتيجية وحساسة، أما السيارات فهي أكثر من أنفاسنا، إضافة لكل ذلك نجد خلو غالبية المناطق من مواقف السيارات، كل هذه المسببات وأكثر تعطينا إشارات حقيقية بألا أفق للحل في وقتنا الراهن سوى بعض الحلول المؤقتة التي مع استمرار غياب التخطيط لن تصمد أكثر من عام.

فالسيارات في ازدياد رهيب، وعملية إعطاء رخص السياقة باتت مفتوحة بشكل لا يصدق، وغياب التخطيط -وهذا هو الأهم- سيجعل شوارعنا مقابر للسيارات ولن نستطيع استخدامها في المستقبل القريب، وفوق كل هذا نجد أن وزارة الأشغال تصم آذانها عن كل مقترحات الناس والصحافة وتأففاتهم اليومية التي أصبحت هموماً مشتركة بين كل المواطنين وحتى المقيمين. لقد طرحنا من قبل مجموعة من مقترحات الشارع البحريني حول بعض الأنظمة التي تعمل بها وزارة الأشغال لكن دون جدوى، فلا أحد يستجيب أو يقترب من هموم الناس التي تستخدم كل الشوارع بشكل يومي حتى أصبحت الشوارع جزءاً مهماً من حياتها اليومية ومع ذلك لا حلول في الأفق ولا أي تحرك وزاري سوى تطمينات صحافية باردة بين الحين والآخر، ومن هنا يجب على وزارة الأشغال أن تنفتح على آراء الجمهور ومستخدمي الطرق إضافة للمشاكل المتكررة في مختلف شوارع البحرين، فلا يعقل أن تجتاز الطريق الذي لا يمكن أن يتجاوز العشر دقائق ليتحول بسبب فوضى التخطيط إلى ساعة أو أكثر، وهذا ينم عن وجود خلل ما يجب أن نقوم بتصحيحه وليس بتجاهله أو وضعه في مخططات المستقبل دون حل المشكلة الراهنة، فتأجيل الحلول يعني أننا نراكم المشكلة للأجيال القادمة مما يعني صعوبة الحل مستقبلاً بل استحالته في كثير من الأحيان، وهذا ما يجب أن تنتبه إليه مؤسسات الدولة عبر التخطيطات المحكمة وليس العلاجات الطارئة، فاليوم صرنا نكره الخروج من منازلنا حتى لأشغالنا الضرورية.