بعض مواطني دول الخليج العربي كانوا عندما يطلعون على كتاباتنا التي تكشف بعد نظام قطر عن امتداده الخليجي والعربي واستهدافه لموسم الحج مما يعكس عدم مراعاته لعبادات الله وابتعاد قطر كدولة مسلمة عن خصوصيتها الدينية بسبب الخلايا الإرهابية التي تقود دفة السياسة بتخبط فيها، كانوا يتساءلون بعبارات من نوع «معقولة يعني نظام قطر وصل إلى هذه الدرجة من الإجرام والتآمر؟ مهما بلغت الخلافات لا يمكن أن يوالوا إيران وأعداء العروبة والإسلام!».

في حين كل يوم يمر من بداية الأزمة مع نظام قطر الإرهابي تتكشف المزيد من الحقائق والفضائح التي تثبت تورط النظام الذي جعل أرض قطر أرضاً خصبة لتمكين الخلايا الإرهابية وانتشارها، ولطالما قلنا وكلامنا كان موجهاً لشعب قطر الحر إن تنظيم الحمدين لن يوقفه شيء حتى لو وصل الأمر إلى التضحية بهم كشعب قطر الخليجي العربي في سبيل تأسيس الدولة الإرهابية التي يمنون أنفسهم بقيادتها في الشرق الأوسط وستارها في ذلك الإسلام ووفق مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» في حين على أرض الواقع هم بعيدون تمام البعد عن أبسط معاني الإسلام وتعاليمه!

المواطن القطري حمد المري الذي قام بأداء فريضة الحج برفقة ابنه أسامة ومصيره اليوم مجهول بعد أن قام النظام القطري باعتقاله بعد عودته من السعودية والذي كل ذنبه أنه خرج على شاشة إحدى المحطات التلفزيونية يشكر فيها السعودية على الخدمات التي قدمتها للحجاج خلال موسم الحج ليتم القبض عليه بطريقة تشبه الاختطاف ومنع أهله من التواصل معه وتصويره في مقطع مفبرك يزعم خلاله أن من يقوم بإهانته وتحقيره هم رجال أمن السعودية!

مقطع الفيديو يعكس حالة الإفلاس والجهل الممزوج بشيء من الغباء الذي وصل إليه الإعلام القطري، لدرجة أن كثيراً ممن سمعوا مقطع الفيديو واستمعوا لمفردات الشخص الملثم الذي يقوم بإهانة المواطن القطري ذكروا أن بعض المفردات مثل كلمة «شنو» لا يتداولها الشعب السعودي بالأصل وأن تمثيلية اختطاف القطري مسرحية فاشلة ومكشوفة فحمد وصل إلى الدوحة مع عائلته وغادر السعودية!

والسؤال هنا، هل التوجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج وشكر السعودية في وسائل الإعلام بات اليوم جريمة حتى يغتاظ من يديرون سياسة تنظيم الحمدين باستهداف هذا المواطن القطري وإهانته وتصويره في مقطع فيديو يجبر فيه على الخروج ليقوم أحدهم بانتحال شخصية رجل أمن سعودي والزعم أن أمن السعودية يحقر حجاج قطر بعد أن فشلت خطتهم في تسييس الحج وتدويل قضيته، بعد أن أخفقت كل حملاتهم الإعلامية التي كانت تستهدف تشويه سمعة السعودية خلال موسم الحج وبعد ادعاءات استهداف حجاج قطر من قبل النظام السعودي وغيرها من الأكاذيب، بحيث لم يجدوا حيلة غير استهداف هذا الحاج القطري لتصفية الحسابات معه ومع عائلته التي يعود إليها «الغفران المري» الذين شردوا قبل أكثر من 21 سنة ويقيمون على الحدود السعودية القطرية بعد أن هجر 6000 مواطن منهم وسحبت جنسياتهم بسبب رفضهم انقلاب أمير قطر السابق على أبيه، ألم نسمع خلال مقطع الفيديو عبارة «يا المري يا الخاين ؟» ومن يقولها غير أولئك الذين حرموا هذه العائلة من أبسط حقوقهم الإنسانية في قطر ووصفهم بأنهم خونة لعدم موالاتهم الانقلاب السابق؟

المواطن القطري حمد المري الذي حتى ساعات قليلة كان مصيره مجهولاً وغامضاً لعائلته ومن يتابع قصته بحسب تصريح شقيقه جابر المري المقيم في الأحساء أنه معتقل لدى سلطات الأمن القطرية، تنظيم الحمدين هو المسؤول عن مصيره وسلامته وكل ما سينتج عنه هذا الاعتقال، وإن كانت تقارير ذكرت أنه تم إطلاق سراحه وستتم محاكمته.

بعد كل هذا لماذا ينزعج تنظيم الحمدين ومن يواليهم ويدعون المبالغة عندما نقول إنكم لا تعرفون الإسلام ولم توقفكم مبادئه ولا تخشون ربكم فيما تفعلون وتتآمرون عليه؟ لماذا ادعاء أننا نبالغ عندما نقول إنكم وضعتم يدكم بيد أعداء العرب والمسلمين وشياطين الإرهاب وأنتم تهدفون معهم إلى مخالفة مبادئ الإسلام؟ هل وصل بكم الإفلاس إلى حد اختطاف قطري لأنه أدى فريضة الحج فقط من أجل نشر أي شيء يسيء للسعودية ويغطي على فشلكم المستمر؟

بحق ماذا ستقولون للعالم عن اختطافكم لهذا الرجل وحرمانه من عائلته وضربه؟ لأنه شكر السعودية على إحدى محطات التلفاز أم لأنه أدى فريضة الحج؟ والله عيب وألف عيب ما تقومون به بحق شعبكم الذي كثيراً ما حذرنا وقلنا لمن يوالي تنظيم الحمدين الإرهابي هذا إنكم مجرد ورقة سياسية بحوزته سيستخدمها متى ما يشاء وإنكم دروع بشرية والدليل نشر جنود قطر على حدودها البحرية في حين من يقبع في داخل قطر ويقود الأمن الداخلي هم أفراد من جيش تركيا!

شعب قطر شعب عربي له كرامته ولا يمكن أن يقبل بهذه الإهانة لعائلة قدمت الكثير لقطر ولا يمكن زجه في مسرحيات مخابرات قطر الفاشلة! فجوركم في الخصومة جعلكم لا تراعون كرامة المواطن القطري.. كل حاكم من دون شعبه يكون رخيصاً فكيف تقبل إهانة قطري بهذا الشكل؟!