حلم انتظره أهالي المحرق طويلاً، ترقب الأهالي تحقيق هذا الحلم منذ أن كان فكرة، إلى أن مر بمرحلة الإنشاء والتأسيس حتى لحظة الافتتاح والتشغيل، تابع تحقيق هذا الحلم نواب المنطقة، وممثلو الأهالي في صور مختلفة، إنه مستشفى الملك حمد الجامعي. ما زال أهالي المحرق يذكرون فرحتهم عند افتتاح المركز بعد انتظار طويل في مرحلة البناء، وما مر بهذه المرحلة من صعوبات، وما زال الأهالي يذكرون ذلك اليوم الذي تحقق فيه هذا الحلم، حيث تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته حفل افتتاح هذا المستشفى في فبراير عام 2012، وذلك بعد صدور أمر ملكي عن جلالته رقم 31 لسنة 2010 بإنشاء مستشفى الملك حمد. وكم كانت سعادة الأهالي بالغة بتشريف جلالته للمنطقة ورعايته لهذا الحدث المهم بالنسبة للأهالي. فمنذ أن فتح المستشفى أبوابه للجمهور، تميز هذا المستشفى ببعض الخدمات المتميزة والتي أشاد بها الأهالي نذكر منها جمال تصميم المبنى، وتزويد غرف المستشفى بالأثاث المريح والأنيق، وتوفير مرافق مريحة كالمطاعم، والمحلات التجارية التي يحتاجها مرتادو المستشفى، إضافة إلى النظام المميز في استقبال المرضى بقسم الطوارئ، والنظام الإلكتروني لتقديم الخدمات الطبية مثل الصيدلية والمختبرات، بالإضافة إلى توفير عدد كبير من الكراسي المتحركة لمرتادي المستشفى من مرضى أو زوار، مع توفيرعمال يقدمون المساعدة لمستخدمي هذه الكراسي، وهي من الخدمات التي تحقق الراحة للمرضى ومرتادي المستشفى من زوار وغيرهم من فئات عدة مثل فئة كبار السن أو للمصابين أو من يجد صعوبة في المشي.

ومن الخدمات المميزة التي يشيد بها الأهالي والتي من شأنها أن تحقق الراحة للمرضى والزوار من كبار السن أو المصابين، خدمة توفير سيارات الجولف»، والتي تنقل المرضى من مواقف السيارات إلى مدخل المستشفى، هذه الخدمة حلت مشكلة بعد مواقف السيارات عن مدخل المستشفى، وكذلك مشكلة وجود مدخل المستشفى في الطابق الثاني، وكم كان يبدي أهالي المنطقة ارتياحهم الشديد من هذه الخدمة حيث إن السيارات كانت متوفرة بعدد كافٍ، كما أن سواق هذه السيارات كانوا متعاونين مع المرضى ويقدمون الخدمة بشكل إنساني حيث يراعون ظروف مرتادي المستشفى ويقدمون لهم الخدمة السريعة مثل كبار السن أو المعاقين أومن يحمل طفلاً على كتفه، أو لمن يضطر لحمل حاجيات ثقيلة بيده، أو من أرهقته آلام المرض.

إلا أنه في الفترة الأخيرة فوجئ الأهالي بغياب هذه السيارات والتي كانت تشكل مصدر عون لهم، وتم استبدالها بباصات بدلاً من سيارات «الجولف»، إلا أن الباصات لم تسد حاجتهم، ولم توفر الخدمة بالمستوى الذي وفرته تلك السيارات سابقاً، فاستخدام الباصات غير مناسب لجميع الفئات، فهناك بعض المرضى يتعذر عليهم ركوب الباص ككبار السن، والمعاقين، وبعض المرضى الذين لديهم مشاكل في الظهر أو الرجلين، كما أن سائق الباص يضطر لانتظار وقت أطول لاكتمال عدد الركاب، في حين أن عدد الركاب في السيارات أقل من عدد الركاب بالباص، ناهيك عن خفة حركة سيارات «الجولف»، وإمكانية تنقلها بسهولة بين السيارات في المواقف، علاوة على أن عدد الباصات غير كافٍ، وكثير من الأهالي يتمنون عودة هذه الخدمة التي كانت توفر لهم المزيد من الراحة، وتكون مناسبة أكثر لمختلف الظروف والحالات.

لقد تعود أهالي المحرق من إدارة المستشفى أن تقيم قنوات التواصل معهم وتستمع لمقترحاتهم، وتفتح الأبواب لحل المشاكل والصعوبات التي قد تواجه مرتادي المستشفى، فلازلنا نذكر أنه في فترة تأسيس المستشفى شكلت إدارة المستشفى مشكورة لجنة مكونة من الأهالي - وقد تشرفت بالمشاركة في عضويتها - حيث كانت إدارة المستشفى تسترشد برأي الأهالي في فترة توفير تجهيزات المستشفى وتأثيثه، وتناقش مع لجنة الأهالي مقترحات بعض الجوانب التنظيمية وتسترشد برأيهم، وقد كانت إدارة المستشفى تستمع لرأي أعضاء اللجنة بسعة صدر وتتفهم طلبات الأهالي واحتياجاتهم، وقد كانت تجربة مميزة تستحق أن يحتذى بها ولها فاعليتها، إلا أن هذه اللجنة قد انتهى دورها بعد مرحلة التأسيس، ونظراً لنجاح هذه التجربة فإننا نتمنى أن تشكل لجنة للاسترشاد برأي الأهالي في مرحلة التشغيل وذلك في سبيل تطوير الخدمات التي تقدمها المستشفى، حيث كنا نتمنى استطلاع رأي الأهالي عن تغيير نوع خدمة المواصلات من مواقف السيارات إلى مدخل المستشفى وبعض الخدمات. كما نتوقع أن مثل هذه اللجنة سيكون لها دور في مرحلة تأسيس مركز الأورام الذي يتوقع الأهالي افتتاحه قريباً بالمستشفى والذي سيشكل إضافة نوعية مهمة لأداء هذه المستشفى.

وأخيراً كل الشكر والتقدير لإدارة مستشفى الملك حمد الجامعي على حسن تنظيمها لإجراءات عمل المستشفى، وعلى جهودهم لتطوير مستوى الخدمة للمرضى، وجميعنا بانتظار افتتاح المركز الوطني للأورام السرطانية التابع للمستشفى، ودمتم بصحة وعافية.