سلطت الفعالية التي أقامها الاتحاد الدولي للسلام والمحبة في نيويورك مؤخراً الضوء مجدداً على تقدير المجتمع الدولي لإنجازات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، كنموذج لقائد عصري عمل على استقرار بلاده وحقق لها الكثير في مجالات التنمية والبناء، وهي غاية تسعى إليها كافة الدول وتصبو إليها جميع المجتمعات.

وجسدت هذه الاحتفالية إجماعاً دولياً جديداً على أهمية وقيمة رؤى سموه ومساعيه الخيرة لكي يسود الاستقرار ويعم السلام وينعم الجميع بالتعايش في مختلف أرجاء العالم، وأن التنمية لا يمكن أن تترسخ إلا في المجتمعات المستقرة، وأن السلام هو الركيزة الاساسية التي تدفع الدول والشعوب نحو مراحل متقدمة في التنمية المستدامة.

وشكل اختيار سموه ليكون محور أعمال الفعالية التي تزامنت مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصة طيبة لتعريف العالم أجمع بالتقدم الذي أحرزته مملكة البحرين على المستويات كافة، وبالإنجازات الكبيرة التي حققتها البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في مجال التعايش المجتمعي والسلام، بفضل ما توليه المملكة من عناية فائقة لإرساء هذه القيم وما تحرص عليه الحكومة في مختلف برامجها على توفير مختلف الخدمات الصحية والتعليمية والاسكان والبنية التحتية وغيرها من العناصر المهمة في تقوية النسيج الاجتماعي للمجتمع.


وأظهرت الفعالية بما شهدته من حضور واسع من العديد من الشخصيات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والجمعيات الدولية المهتمة بالسلام، وبما حظيت به من صدى واسع في وسائل الاعلام، أظهرت مدى مشاركة مملكة البحرين للعالم في العمل على نشر وترسيخ قيم السلام.

كما برهنت الفعالية على مدى إيمان المملكة بأن أمن البشرية ومستقبلها أصبح على المحك، وأن التصدي لكل ما يهدد أمن وسلام العالم كما يرى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلب تعاوناً دولياً أكثر فعالية مع الإدراك بأن التصدي لهذه التحديات وفي مقدمتها خطر الإرهاب لا يقتصر على مواجهته أمنيًا فقط ولكن فكرياً وثقافياً أيضاً.

ومن يتابع تصريحات رئيس الوزراء يجد أن سموه حريص على التأكيد على أهمية الأمن والاستقرار والتنمية في حياة الشعوب، وأن السلام هدف يجب أن تجتمع عليه البشرية، لأن استمرار أي توتر في أية بؤرة من العالم يقوض كل جهد للارتقاء بأوضاع الإنسان وتنميته على مختلف الأصعدة.

كما أن سموه دائما يؤكد أن دول العالم يجب أن تعمل سوية على تعزيز السلام وضرورة أن تنأى الحكومات بشعوبها عن كل ما يعرقل خطط التنمية، وأن يدرك الجميع أن الحفاظ على أمن البشرية واستقرارها مسؤولية جماعية لا تقبل التفريط فيها من أجل أية مصالح أو أطماع، فضلاً عن أن تحقيق السلام لن يتم إلا من خلال وقف سباق التسلح الدولي والمضي قدما في دعم برامج التنمية.

وعلى ذات الصعيد، شكلت الفعالية فرصة ملائمة لتعريف العالم بثوابت مملكة البحرين تجاه السلام والعمل الدولي الرامي إلى تحقيق خير الإنسانية جمعاء وبناء التنمية المستدامة، وهي تلك القيم التي تحرص قيادة مملكة البحرين الحكيمة على التشديد عليها في كل المناسبات والمحافل الدولية، ومنها: أولاً: أن البحرين تعمل شأنها شأن الدول الأخرى على تنفيذ برامج طموحه للتنمية وتؤمن بضرورة أن تكون هناك مبادرات متكاملة للقضاء على الفقر والجهل والمرض وكل الأسباب التي تهدد أمن واستقرار الإنسانية.

وثانياً: أن مشاركة البحرين من أجل السلام هي انعكاس لقيم المملكة الأصيلة الساعية إلى تكريس كل ما يحفظ الكرامة الإنسانية ويعمل على ترويج ثقافة السلام وغرسها في نفوس الأجيال القادمة.

وثالثاً: أن العالم اليوم يواجه تحديات كبيرة ولذلك هناك حاجة ملحة للتجانس بين أبناء جميع الديانات السماوية، إذ أن هذه الديانات تحض على السلام باعتباره قيمة إنسانية نبيلة تحقق الخير لكل البشرية.

ورابعاً: أن السلام والأمن يشكل ركيزة أساسية من أجل حاضر الإنسانية ومستقبلها، وأن علي العالم أن يعيش بروح التسامح بين مختلف جماعاته وأجناسه من أجل حاضر افضل ومستقبل أكثر ازدهارا للشعوب في كل مكان.

وخامساً: أن نشر قيم وثقافة السلام والتآخي والتعايش والمحبة يجب أن يكرس من أجل عالم يسوده الامن والاستقرار، وأن تحقيق ذلك الأمر ممكن إذا ما كانت هناك إرادة للمجتمع الدولي للقضاء علي أسباب النزاعات والحروب وبناء شراكات دولية في مجالات التنمية التي تلبي تطلعات الدول والشعوب في الازدهار والاستقرار.

وسادساً: أن هناك صراعات في العالم ومسبباتها كثيرة، ويجب العمل بصورة جماعية على تخليص البشرية من هذه الويلات والحروب، وأن يعمل الجميع في إطار من التكامل والتنسيق بهدف تحقيق حياة أفضل للشعوب والأجيال القادمة.

إن ما حققته الفعالية من صدى واسع وردود فعل إيجابية وإشادات على لسان المشاركين فيها، لهو تقدير دولي متجدد برئيس الوزراء ومملكة البحرين التي تؤمن في ثوابت سياستها على أن العمل لاستتباب الامن والاستقرار الدولي يحتاج الى مضاعفة الخطى لتحقيقها، فإرادة الشعوب وفطرتها دائما تصبو إلى العيش بأمن وسلام وذلك يحتاج إلى العمل والإنتاج لتحقيق التنمية والازدهار بعيداً عن أية صراعات، وألاّ تبقى جذوة الحروب مشتعلة في العالم لتحقيق مصالح تدفع ثمنها الشعوب والأرواح البريئة.

كما أن مشاركة مملكة البحرين لدول العالم في كل محفل اقليمي ودولي خاص بالسلام هو نهج تبنته المملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى والقيادة الحكيمة يشكل التزاما ثابتا من المملكة في التعاون الدولي تجاه كل جهد يسعى إلى أن يكون السلام والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب هو الهدف الأسمى والأساسي للعلاقات بين الدول .

ومما لاشك فيه أن كلمات الإشادة والتقدير التي أطلقها الحضور في حق صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء توثق عطاءات مملكة البحرين في مجال دعم السلام والاستقرار العالمي، لاسيما أن المشاركين في الفعالية كانوا من ضمن المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان التفاعل قوياً مع هذه الفعالية وأعطى دليلاً على مكانة مملكة البحرين ومكانة سمو رئيس الوزراء في نفوس الحضور والذي استحق أن تقام هذه الفعالية احتفاء بإسهاماته المتواصلة ومبادراته ودعواته العديدة إلى بناء عالم يسوده الأمن والاستقرار وهي الدعوات التي نال سموه عنها تقديراً عالمياً واسعاً، وحصل على جوائز إقليمية ودولية مرموقة.