كثيراً ما يتم تناول الإبداع والابتكار في القطاع الخاص بكافة أنشطته لأهمية ذلك لتطور المؤسسة، ورفع قدرتها من أجل مواجهة التحديات والمتغيرات والمنافسة، ولكن نادراً ما يتم تناول ذلك في القطاع العام بشقية الرسمي الحكومي والإنتاجي وهو أمر في غاية الحيوية والأهمية لهذا القطاع، خاصة لدولنا التي تعتمد على الاقتصاد الريعي.

لعله من المهم أن نذكر هنا الأهمية العظيمة للإبداع والابتكار في القطاع العام بشقيه والتي من أهمها:

أولاً: تحقيق الكفاءة: إن ثقافة التجديد والابتكار تساعد على الاستغلال الأمثل للموارد المادية وذلك من خلال إيجاد منفعة ملموسة للمواطن فينعكس ذلك بشكل حاسم على التنمية التي تنشدها الحكومة ويطلبها المجتمع.

ثانياً: كسب ثقة المواطن: من خلال تحسين صورة الأجهزة الحكومية والخدمات العامة.

ثالثاً: تقوية الشعور بالفخر والاعتزاز: وذلك من خلال تشجيع ثقافة التحسين المستمر وتنمية الشعور بإمكانية التقدم والتطور والتمكين لدى الموظف.

رابعاً: المساهمة في خلق بيئة حقيقية للتغيير: الابتكار الناجح في احد القطاعات قد يؤدي إلى إفساح المجال للابتكارات في مجالات أخرى، ويخلق بيئة للتغيير الايجابي يمس جميع جوانب الإدارة العامة وينتشلها من الجمود.

خامسا: تعظيم القدرات: لانه بالإبداع والابتكار تستطيع الدول أن تتجاوز واقع قدراتها ومواردها إلى أفاق أكثر غنى وثراء ولعل اليابان وسنغافورة وغيرهما خير مثال على شح الموارد وعظمة الاقتصاد.

والذي يعيق انتشار الإبداع والابتكار ويقيده في مؤسسات القطاع العام بشقيها الآتي:

1- تفريغ الإبداع والابتكار من مضمونه وتحوله إلى شكليات إدارية وفعاليات علاقات عامة.

2- استسهال استيراد التقدم والتقنيات.

3- عدم إجراء تغيير في القوانين واللوائح والإجراءات تعزز البيئة المطلوبة.

4- إصباغ الصفة الشخصية للمدير على الابتكار ونسبته إليه.

5- ثبات الهيكل البيروقراطي لمدة طويلة وترسخ الثقافة البيروقراطية.

6- رغبة الإدارات التقليدية في المحافظة على البيروقراطية لما تضمنه لهم من مكاسب دون جهد يذكر أو تحمل مسؤولية مخاطرة الابتكار.

7- ثبات الوضع القائم يعزز طاعة وولاء المرؤوسين لإداراتهم.

8- انخفاض مستوى التحدي للتطوير إلى حدود عدمية مما يخفف على الإدارات التقليدية الجهد والعمل والتعرض للمساءلة.

9- التعلم والاستمرار في زيادة المحصول العلمي، وما يفرضه ذلك من ضغوط مهنية وحياتية وشخصية على الإدارات التقليدية.

إن العالم يتجه الآن إلى اقتصاد الابتكار وفقط الدول التي لدى حكومتها توجه لترسيخه سيكون لها موضع على الخارطة مهما كانت مساحتها او عدد سكانها.. وحده الإبداع والابتكار قادر على أن يقفز بالدول إلى آفاق واسعة والبداية من القلب من القطاع العام في دول تعتمد عليه لنهوضها.

* استشاري تطوير قدرات بشرية وأعمال