عواصم - (وكالات): اعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن عن اتفاق على عملية اجلاء من مدينة الرقة السورية يستثني المتطرفين الاجانب في صفوف تنظيم الدولة "داعش"، بعدما باتت قوات سوريا الديمقراطية على وشك السيطرة على معقل المتطرفين الابرز بالكامل.

ولم يحدد التحالف ما اذا كانت القافلة التي ستخرج من الرقة ستضم مقاتلين سوريين الى جانب المدنيين.

على جبهة اخرى مع تنظيم الدولة "داعش"، سيطر الجيش السوري السبت على مدينة الميادين، أحد آخر معاقل التنظيم المتطرف شرق البلاد.



وقال التحالف الدولي الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد المتطرفين عصر السبت في بيان "تم تنظيم قافلة من الحافلات لمغادرة الرقة في يوم 14 اكتوبر بموجب تسوية توسط فيها مجلس الرقة المدني وشيوخ العشائر العربية".

وقاد مجلس الرقة المدني الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر الرقة خلال الأيام القليلة الماضية محادثات لتوفير ممر آمن لاخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم الدولة "داعش"، في مدينة الرقة.

واوضح التحالف ان الهدف من الاتفاق هو "تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على يتم استثناء الارهابيين الاجانب في داعش"، ما يوحي ان التسوية تتضمن خروج مقاتلين سوريين في صفوف تنظيم الدولة "داعش".

واكد مصدر عسكري في الرقة السبت ان "الحافلات متوقفة حاليا في احدى القرى (...) وسيتم ارسالها لاخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه محافظة دير الزور" شرق البلاد.

ويأتي بيان التحالف حول الاجلاء بعد ساعات على تصريح له اعلن فيه عن "استسلام نحو مئة إرهابي من تنظيم الدولة "داعش"، في الرقة" خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

واكد انه "لا يُسمح للمقاتلين الاجانب بمغادرة الرقة".

وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق ان مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا الى قوات سوريا الديمقراطية.

وأبلغ هؤلاء مجلس الرقة المدني ووسطاء من العشائر قرار استسلامهم، وفق المسؤول الذي اشار الى انهم "سلموا اسلحتهم".

واكد المسؤول انهم مقاتلون "محليون وليسوا أجانب"، من دون أن يحدد عددهم. واوضح "الاجانب لم يسلموا انفسهم حتى الآن".

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم الى جانب مدنيين آخرين خلال الايام الخمس الماضية، مقدرا عددهم بنحو مئتين. وقد غادروا الى جهات غير محددة.

وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الاجانب المتبقين في الرقة بـ"150 عنصرا كحد اقصى".

وقال عبد الرحمن ان المقاتلين الاجانب "يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور" شرق البلاد.

وسبق أن شهدت مناطق عدة في سوريا حوصر فيها مقاتلو تنظيم الدولة "داعش" مفاوضات أدت الى خروج مقاتلي التنظيم منها، وهو ما حصل في 10 مايو في مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب الرقة.

وتم اجلاء المئات من مقاتلي التنظيم مع أفراد من عائلاتهم نهاية أغسطس الماضي من منطقة حدودية بين لبنان وسوريا الى شرق سوريا، بموجب اتفاق مع "حزب الله" اللبناني.

وشارفت العمليات التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية منذ 6 يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي الى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة.

وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، "داعش على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام".

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو 90% من الرقة.

ويدعم التحالف الدولي بالغارات والسلاح والمستشارين قوات سوريا الديمقراطية "فصائل كردية وعربية"، في المعارك التي تخوضها منذ اكثر من 4 اشهر في الرقة.

ودفعت المعارك عشرات آلاف المدنيين على الفرار.

وقال التحالف ان نحو 1500 مدني تمكنوا خلال الاسبوع الماضي من الوصول الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

على صعيد آخر، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه السبت على مدينة الميادين، وفق ما نقل الاعلام الرسمي عن مصدر عسكري.

واكد المصدر العسكري ان القوات الحكومية "تطارد فلول تنظيم "داعش" الهاربة من المدينة"، كما تقوم "بإزالة الألغام والمفخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع وساحات المدينة".

وبعد الميادين، تبقى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف شرق سوريا.

ويسعى الجيش السوري بدعم روسي الى توسيع مناطق سيطرته في محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ عام 2014.

وتمكن السبت من محاصرة الاحياء الشرقية التي يتواجد فيها المتطرفون في مدينة دير الزور، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا"، بعدما كان تمكن الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو 3 سنوات على الاحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة القوات الحكومية.

وتشكل محافظة دير الزور مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثاني تنفذه قوات سوريا الديمقراطية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.