تقدم فنادق الخمس نجوم خدمات عديدة ومتميزة غير أن فندق الدوحة للإرهاب قد كسر السوق عبر طرحه لعدد من المزايا التي تجعله في المقدمة ويكون الأفضل على مستوى العالم خدمة للإرهاب والمتطرفين.

إن من الخدمات الرئيسة التي يقدمها الفندق في أول يوم سكن به هو تسلمك الهوية والجنسية الجديدة لك والتي من خلالها يمكنك التنقل عبر سلسلة فنادق الدوحة للإرهاب حول العالم من دون أي مساءلة قانونية، والممتع في هذا الصدد أن تلك الجنسية يمكنك الدخول من خلالها إلى بعض الدول من دون تأشيرة، وما عليك سوى أن تعمل "تشيك إن" للفندق المذكور سلفاً، وتأتيك الخدمات مجانية ومدفوعة التكاليف وستتحصل على راتب مغرٍ.

كما لا تفوتنا الخدمة الأبرز في هذا الفندق، وهي ما ستتمتع به من استضافات على مستوى المؤتمرات الدولية حاملاً فكرك الإرهابي المتميز الذي يخدم تنظيم الحمدين في أهدافه الاستراتيجية في زعزعة وزراعة الفوضى بالدول العربية.

أما الخدمة التي لا يمكنك أن تنساها، هو تمتعك بالحرية المطلقة فيما تقول، شريطة أن يخدم ذلك أهداف النظام القطري، وأن كل كلمة ستقولها ستجعلك تتحصل على مزايا إضافية قد تؤهلك للحصول على فيلا أو سيارة فارهة، كما أن تزويدك للمعلومات الاستخباراتية إلى النظام القطري قد يؤهلك للحصول على وظيفة تنفيذية وتحصل على ثقة النظام.

لا ينتهي الحديث عن هذا الفندق ومنظره الجمالي الذي يحتوي على أبراج متعددة تدار من قبل الاستخبارات القطرية، فتعقد بها الاجتماعات للتخطيط لتنفيذ الأحداث الإرهابية بالمنطقة فترى كل برج بالفندق يترأسه زعيم جماعة إرهابية ليكونوا خلية كاملة من العمل المتطرف والإرهابي لكي يخدم المصالح القطرية في أنحاء الشرق الأوسط.

ما تحدثنا عنه في الفقرات الماضية ليس نسجاً من الخيال، بل هو الواقع التي تعيشه قطر منذ 20 عاماً، وقد كشفته الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وقد مارست دبلوماسيتها لحماية أوطانها من هذا الفندق الإرهابي الفخم والذي تنطلق منه العديد من المؤمرات والعمليات الإرهابية.

نتائج بقاء هذه الأبراج ومن يتزعمها هو مئات الآلاف من الشهداء والقتلى والجرحى، كما حققوا أرباحاً ومكاسب نتيجة تلك الأرواح التي أزهقت ظلماً من أجل تحقيق أهداف النظام القطري، فقد كانت الأبراج عبارة عن غرف عمليات تدار بطريقة حديثة وإعلامية تتم من خلالها صياغة الرسائل المراد إيصالها للمتابعين بطريقة سلسة وقد تكون رسائل لأعوان النظام القطري بشفرات متفق عليها بين النظام والإرهابيين للقيام بتلك الأعمال الإرهابية.

المغزى من ذلك، أن أكثر المتضررين من تلك الأبراج التي تحيط بالعاصمة الدوحة هو الشعب القطري الذي يعيش الأزمة، ولا يعرف من أين تدار وإلى أين تذهب؟ يشاهد الإرهابيين في مجمعاته ولا يعلم بأنهم تسببوا في قتل إخوانه الأبرياء، والذي يجب أن نعلمه ويعلمه كل عربي أن تنظيم الحمدين تآمر على الشعب القطري قبل أن يتآمر على الدولة، وأن مرحلة "حب الخشوم" قد تجاوزناها في اتفاق الرياض 2013 و2014، ومع جزيل الاحترام لخبراء الشأن الخليجي والأكاديمي من السياسيين، الذين يعتقدون أن الأزمة القطرية ستحل بطريقة أخوية و"فنجان قهوة"، نقول لهم إنها لن تكون كذلك، لسبب بسيط أن النظام القطري غير مؤهل لأن يدير البلاد إلا عن طريق تلك الجماعات التي احتلت مفاصل الحكومة والدولة القطرية، فهم جماعات إرهابية، أعضاؤها مطلوبون وصدرت عليهم أحكام بالإعدام وبعضهم متورط بعمليات إرهابية قتل فيها من قتل وأصيب فيها من أصيب، فلن يجرؤ هذا النظام على ترحيلهم وحتى إذا وجه لذلك، فإن قطر ستكون بركاناً من النيران.