* الجامعة العربية تؤكد رغبتها "تجنيب" لبنان تداعيات الصراعات الإقليمية

* الرئيس اللبناني يتحدى الجامعة العربية ويدعم مزاعم ميليشيات "حزب الله"

* الحريري يلتقي السيسي في القاهرة الثلاثاء لاستكمال المشاورات العربية حول لبنان



* ترقب لبناني لاجتماع الحريري وعون في بيروت الأربعاء

* حاكم مصرف لبنان: تنامي شراء الدولار بعد أزمة الحكومة

بيروت - بديع قرحاني

أجبرت الضغوط الخليجية والعربية "حزب الله" اللبناني على التلويح بسحب قواته من العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، وخسارته منطقة راوة آخر معاقله في البلاد، فيما دافع الرئيس اللبناني ميشال عون عن ميليشيات "حزب الله" ورفض وصف الحكومة اللبنانية بأنها "شريكة في أفعال إرهابية"، معتبرا "موقف مندوب بلاده في الجامعة العربية برفض تصنيف "حزب الله" إرهابياً يعبر عن كل لبنان ويعكس إرادة وطنية جامعة"، على حد وصفه.

وجاء تلويح الحزب بانسحاب ميليشياته من العراق على لسان الأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي أقر بأنه "وبالتنسيق مع العراقية آنذاك، أرسلنا أعداداً كبيرة من قادتنا وكوادرنا الجهادية"، مضيفا "نعتبر أن المهمة أنجزت ولكن بانتظار إعلان النصر النهائي العراقي" موضحاً "على ضوء هذا التقدم، سنقوم بمراجعة للموقف وإذا وجدنا أن الأمر قد أنجز ولم يكن هناك حاجة لوجود هؤلاء المقاتلين هناك سيعودون للالتحاق في أي ساحة أخرى تتطلب منهم ذلك".

وتأتي التصريحات غداة اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد بطلب سعودي، على خلفية إطلاق المتمردين الحوثيين في اليمن قبل أكثر من أسبوعين صاروخاً بالستياً باتجاه السعودية.

وحملت الجامعة العربية في ختام الاجتماع حزب الله الذي وصفته بـ"الإرهابي" و"الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية".

وطالبت الحزب المدعوم من إيران الذي وصفته بـ"الإرهابي" "بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي".

وأعلنت القوات العراقية الجمعة فرض كامل سيطرتها على راوة، آخر البلدات التي كانت خاضعة للتنظيم المتطرف في البلاد غربا بمحاذاة الحدود مع سوريا.

وتعتبر راوة الواقعة في محافظة الأنبار الغربية، آخر منطقة كانت تتواجد فيها هيكلية حاكمة وعسكرية وإدارية للتنظيم المتطرف، لكن لا تزال هناك جيوب أخرى فر إليها عناصر التنظيم في المناطق المجاورة.

بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من بيروت الاثنين وجود رغبة بـ"تجنيب" لبنان تداعيات الخلافات الإقليمية، مؤكداً رفض الأطراف كافة إلحاق "أي ضرر" به غداة وصف الوزراء العرب حزب الله بـ"الإرهابي" واتهامه بدعم "الجماعات الإرهابية" في المنطقة.

وقال أبو الغيط بعد زيارته الرئيس ميشال عون في القصر الرئاسي "لا أحد يبغي أو يمكن أن يقبل أو يرغب بإلحاق الضرر بلبنان"، مضيفاً "للبنان طبيعة خاصة وتركيبة خاصة وخصوصية وبالتالي الجميع يعترف بذلك".

وفور وصوله إلى بيروت في زيارة استمرت يوماً واحداً، شدد أبو الغيط في تصريحات للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، على أن "الدول العربية تتفهم وتراعي لبنان وتريد تجنيبه أو عدم إقحامه في أي خلاف".

وخلال لقائه أبو الغيط، أكد عون أن "لبنان ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها دول عربية، وهو لم يعتدِ على أحد ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي".

ودعم عون مزاعم "حزب الله" بأن سلاحه موجه لمقاومة إسرائيل وتجاهل تدخلات ميليشيات "حزب الله" في سوريا مشيراً إلى أن "لبنان لم يعتدِ على أحد"، على حد قوله.

وتأتي التصريحات غداة اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد بطلب سعودي، على خلفية إطلاق المتمردين الحوثيين في اليمن قبل أكثر من أسبوعين صاروخاً بالستياً باتجاه الأراضي السعودية.

وحملت الجامعة العربية في ختام الاجتماع حزب الله "الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية".

وطالبت الحزب المدعوم من إيران "بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي".

وتحفظ لبنان الذي شارك في الاجتماع عبر مندوبه الدائم لدى الجامعة السفير أنطوان عزام، بغياب وزير الخارجية جبران باسيل، على الشق المتعلق "بدور حزب الله" في البيان الختامي.

ونفى أبو الغيط رداً على سؤال صحافي في القصر الرئاسي أن يكون الهدف زعزعة الاستقرار في لبنان أو التصويب على الحكومة اللبنانية، بل "إحاطة الأمم المتحدة ومجلس الأمن أساساً بالتدخلات الإيرانية" في المنطقة. ويشهد لبنان أزمة سياسية منذ تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته بشكل مفاجئ من الرياض في 4 نوفمبر الحالي، بعد توجيهه انتقادات لاذعة إلى حزب الله وإيران لتدخلهما في صراعات المنطقة لا سيما اليمن وسوريا. وصعّد الرئيس اللبناني مواقفه تجاه السعودية بعد استقالة رئيس الحكومة التي لم يقبلها رسمياً بعد.

وانتقل الحريري السبت بموجب وساطة فرنسية من الرياض إلى باريس، حيث أعلن أنه سيطلق مواقفه السياسية حيال استقالته بعد لقائه عون في بيروت، مؤكداً أنه سيشارك الأربعاء في احتفالات عيد الاستقلال.

وأعلن الحريري الأحد أنه سيزور القاهرة الثلاثاء على أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن المرجح أن ينتقل إثر الزيارة إلى بيروت.

وقال مصدر قريب من الحريري الأحد إن "هدف الزيارة هو استكمال مروحة المشاورات الدولية والعربية" حول لبنان.

وقالت مصادر مقربة من الحريري في بيروت لـ "الوطن" إن "أنصار رئيس الوزراء اللبناني المستقيل يستعدون لتنظيم استقبال شعبي حافل له أمام منزله في بيت الوسط"، مضيفة أن "عددا من القوى المعارضة لـ "حزب الله" ستشارك في الاستقبال الشعبي الحافل وبصورة خاصة حزب "القوات اللبنانية".

وذكرت المصادر أن "سقف المواقف التي سيعلنها الحريري هي شبيهة بالموقف التي أعلنتها الجامعة العربية في بيانها الختامي حول إدانة تدخل إيران و"حزب الله" في المنطقة"، مشيرة إلى أن "الحريري سوف يسعى الى إقناع رئيس الجمهورية باتخاذ موقف يدين تدخل أي فريق لبناني في شؤون الدول العربية وتحديدا الخليجية منها، في محاولة لتجنب أي عقوبات قد تطال لبنان حكومة وشعبا".

ووفقا للمصادر "لم يعرف بعد اذا كان الحريري سيوافق على إعادة تكليفه لتشكيل حكومة جديدة أم لا".

وأوضحت أن "الحريري سيعلن مواقفه السياسية خلال المرحلة المقبلة بعد لقائه الرئيس اللبناني".

وأشارت إلى أن "تشكيل حكومة جديدة سيكون أمرا في غاية التعقيد في ظل المتغيرات الجديدة والموقف العربي من مشاركة "حزب الله" في الحكومة". ومن هنا يعتقد محللون ومراقبون ان التوجه العام سيكون الإبقاء على الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال في حال تم إعادة تكليف الحريري بتشكيل حكومة جديدة.

واضطلعت فرنسا بدور الوسيط لتجاوز المأزق ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون الحريري وعائلته إلى باريس.

وبالتزامن مع حالة التوتر التي يعيشها لبنان في ظل استقالة الحريري من جهة والتصعيد العربي ضد "حزب الله" المشارك في الحكومة اللبنانية وصل إلى بيروت السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي لتسلم مهامه.

من جهته، قال حاكم مصرف لبنان المركزي إن تحويلات الليرة اللبنانية إلى الدولار زادت منذ الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء رفيق الحريري لكنها ظلت "ضمن السقف الطبيعي في ظروف كهذه".

وسعى رياض سلامة حاكم مصرف لبنان خلال مقابلة مع صحيفة الحياة لتهدئة المخاوف من تحول الأزمة السياسة في لبنان إلى أزمة اقتصادية. وهون سلامة من تأثير ارتفاع سعر فائدة الإقراض بالليرة اللبنانية بين البنوك إلى 100 % قائلا إنها "شملت مبالغ صغيرة".