تحتاج العروس إلى فترة حتى تستقر وسط تغييرات جذرية تطال حياتها، فبدل أبيها وأمها تجد زوجها وحماتها، وعليها أن تثبت نفسها في الوسط الجديد لتنال رضى الحماة وتشبث الزوج. هكذا يحلو للبعض تشبيه "الكنافة" في البحرين بالعروس الجديدة، فهي أكلة شعبية غير بحرينية، دخلت الساحة منذ نحو عقد من الزمن، لم تستقر بعد، لكنها لم تيأس من السعي لإثبات نفسها، يؤخذ عليها تذبذبها بين الاحتفاظ بأصالتها النابلسية "الكنافة بالجبنة أو القشطة"، ولحاقها بالصرعات والموضة لتصل إلى ابتداع مبالغ فيه "الكنافة بالذرة أو الرمان أو النوتيلا".

العاملة في محل للكنافة بالرفاع الغربي ريشيل تقول إن نسبة زبائن الكنافة من الذكور أكثر، وإن الطلب على الكنافة بشكل عام يكثر في الشتاء، ومن أنواع الكنافة التي تحويها القائمة "كنافة خشنة، ناعمة، بين نارين، مبرومة، ست الكل"، وأكثر الطلب على كنافة بين نارين والمبرومة. وتضيفي ريشيل إن الكنافة في محلهم تقتصر على الجبنة والقشطة. وحديثاً أضيفت الكنافة بالنوتيلا، مشيرة إلى أن النوتيلا معشوقة البنات ويمكنها أن تجذبهن إلى صحن الكنافة.

وعلى عكس ريشيل، يقول عبد الصمد العامل في محل كنافة بالبوكوارة إن الإناث يقبلن على الكنافة أكثر من الذكور. فيما يتفق معها على أن الطلب يزداد شتاء. ويضيف "السوق تلعب دوراً كبيراً في أنواع الكنافة، فما تجده الآن من أنواع للكنافة هو نتيجة للطلب. ظهرت في فترة ماضية أنواع غريبة من الكنافة كالكنافة بالذرة والكنافة بالرمان ثم توقف الطلب فاختفت هذه الأنواع تقريباً".

سامر قفيشة مدير عام مؤسسة غذائية يقول إن الجبنة الأمثل للكنافة هي جبنة "المشمول"، ويقدر سعرها بـ 3.5 دينار للكيلو الواحد، مضيفاً "في العادة لا نبيع جبنة المشمول إلا لمحلات إعداد الكنافة، لأن طريقة التعامل معها صعبة، لكن نبيع جبنة عكاوي وهي أيضاً مناسبة للكنافة وأسهل في التعامل، وسعرها 2.9 دينار للكيلو الواحد (..) أنا شخصياً أحب الكنافة الناعمة، لكن للكنافة بيئة معينة وحتى الآن لا يوجد ميل اجتماعي تجاه الكنافة في البحرين، إذ لا تزال مجهولة في المناسبات البحرينية وحضورها في غير المناسبات قليل". وعن أصناف الكنافة بالذرة والرمان والنوتيلا يقول سامر "هذا حكي فاضي، من يأكلها لا يعرف طعم الكنافة".


الطالب الجامعي حسين محمد (24 سنة) لا يأكل الكنافة إلا إن كانت بالجبنة أو القشطة. ويرى أن الأصناف الأخرى مبالغ بها. ويقول إنه لا يتوقع نجاح الكنافة في أن تكون أكلة مناسبات، فالكنافة برأيه "غزو ثقافي" لأنها أكلة شعبية غير بحرينية كما أنه "ليس لها هيبة لتنجح في الوسط الشبابي".

فيما يعتقد محمد أحمد (34 سنة) أن الكنافة تصلح في مناسبة كالولادة. وعلى عكس حسين، يرى محمد أن الكنافة ستصبح من الأكلات الرئيسة على المائدة البحرينية، "فالبحرين متنوعة ثقافياً وهناك أطعمة كثيرة غير بحرينية صارت أطباقاً رئيسة. ويعتبر أصناف الكنافة الجديدة (النوتيلا والذرة) "ترويجاً مبالغاً فيه أفرغ الكنافة من روحها الأصلية".