دمشق - رامي الخطيب، وكالات

اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة السورية، في محاولة من جيش النظام للسيطرة على قرية مستريحة بريف حماة، بالتزامن مع هجوم من تنظيم "داعش" على مواقع المعارضة في ريف المحافظة أيضاً حيث حقق التنظيم تقدماً ملحوظاً وانتزع عدة قرى.

من جهة ثانية، هز انفجار عنيف بلدة معدان بريف الرقة شمال البلاد، وسمع بعدها إطلاق نار كثيف في عملية استهدفت نقطة عسكرية لقوات الرئيس بشار الأسد، فيما تحدثت مصادر عن مقتل 20 عسكرياً بينهم قائد النقطة بينما يبدو أنها عملية انغماسية قام بها مقاتلو تنظيم " "داعش" هناك.



وفي تطور آخر، قتل 18 مدنياً الإثنين جراء تجدد قصف الجيش السوري على الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق والمشمولة باتفاق خفض التوتر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

بينما ارتفع عدد ضحايا مجزرة قرية الشعفة قرب البوكمال بريف دير الزور إلى 51 شخصا بينهم نساء واطفال وشيوخ، فيما أعلن الجيش الروسي أنه قصف تجمعات لتنظيم الدولة "داعش"، المتطرف، في حين اظهرت صور بثها ناشطون خلاف ذلك.

وصعدت قوات النظام منذ منتصف نوفمبر قصفها لمناطق في الغوطة الشرقية رغم تصنيفها ضمن مناطق خفض التوتر الأربع التي يشملها اتفاق توصلت اليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانا في مايو. وبدأ سريانه عملياً في الغوطة في يوليو. لكن رغم الاتفاق تضاعف العنف في المنطقة في الأيام الأخيرة.

واستهدفت غارات جوية وقصف بالمدفعية عدة مناطق في الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل 18 مدنياً حسب المرصد الذي يتخذ مقراً في بريطانيا.

وجاء ذلك غداة مقتل 23 شخصاً في المنطقة نتيجة غارات سلاح الجو السوري ونيران المدفعية، بينهم 4 أطفال وفقاً للمصدر ذاته.

كما أوضح المرصد أن القصف أوقع أيضاً 45 جريحاً.

من جهتها، أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن "الأوضاع أصبحت تتجاوز الخدمات الطبية في الغوطة الشرقية".

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن "المراكز الصحية تستخدم مخزونها من الإمدادات الطبية الأساسية بشكل سريع بحيث سيكون من الصعب جداً إعادة تخزين هذه الاحتياطات".

وأكدت أن القصف على الغوطة الشرقية بين 14 و 26 نوفمبر، اسفر عن 24 عملية تدفق هائل للجرحى في خمسة مستشفيات تدعمها المنظمة. وأعلنت مقتل 69 شخصاً وإصابة 576.

وأفاد صحافي يتعاون مع وكالة "فرانس برس" بأن الأطباء كانوا يعملون في مستوصف طبي في مدينة دوما على معالجة الجرحى بوسائل متواضعة.

وتم توزيع شريط فيديو بعد القصف تظهر فيه امرأة تنتحب في حين يبدو احد الأشخاص يتلوى ألماً على سرير في أحد المستشفيات.

وفاقت حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام للغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين 100 شخص وفق المرصد.

ورداً على التصعيد، قصفت الفصائل المعارضة مرات عدة مناطق في دمشق، ما أسفر أيضاً عن سقوط قتلى.

وتعاني الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف نسمة، من حصار خانق منذ عام 2013، ما أدى الى نقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في عام 2011 بمقتل اكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.