* إغلاق منبر إعلامي تابع للمعارضة وخفض رواتب مقاتلي الجيش الحر

* الصين ترسل كتيبتين لمحاربة "حركة تركستان الشرقية" في سوريا

* بدء مفاوضات "جنيف 8" تزامناً مع اتفاق وقف إطلاق النار بالغوطة



دمشق - رامي الخطيب، وكالات

وافقت حكومة الرئيس بشار الأسد على وقف لإطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة بطلب روسي، وفق ما أعلن المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا في جنيف، حيث انطلقت جولة المفاوضات الثامنة التي تهدف لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من 6 سنوات، بينما أعلنت "الهيئة السورية للإعلام" المعروفة اختصاراً باسم "سمو smo"، إنهاء كافة نشاطاتها الإعلامية في سوريا وإغلاق كافة حساباتها على الإنترنت، فيما يبدو أنه نذير لتوقف الدعم المقدم من الدول الصديقة للثورة، حيث تعتبر "الهيئة السورية للإعلام" المنبر الرسمي للجيش السوري الحر المعارض لنظام الأسد، وتغطي كافة الأماكن التي يتواجد فيها وقدمت خلال الثورة 14 شهيداً من الإعلاميين. وتأتي التطورات الأخيرة بعدما أعلن مسؤولون أمريكيون أن الدعم الأمريكي سيتوقف عن المعارضة السورية أوائل العام المقبل، وسط تقارير تتحدث عن ضغوط تتعرض لها المعارضة السورية من أجل المشاركة في مفاوضات مع نظام الأسد لإيجاد تسوية سياسية للصراع في سوريا.

من ناحية أخرى، انخفضت رواتب عناصر الجيش الحر في الآونة الأخيرة ليصل نصيب المقاتل إلى نحو 30 دولاراً في الشهر.

من جهة أخرى، وافقت الحكومة السورية على وقف لإطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة بطلب روسي، وفق ما أعلن المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الثلاثاء في جنيف، حيث انطلقت جولة المفاوضات الجديدة.

وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، بشكل محكم منذ عام 2013، ما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة حيث يقطن نحو 400 ألف شخص.

ورغم كونها واحدة من 4 مناطق يشملها اتفاق خفض توتر الذي تم الاتفاق بشأنه في مايو في إطار محادثات استانا برعاية روسية إيرانية تركية، إلا أنها تتعرض منذ منتصف نوفمبر لقصف جوي ومدفعي عنيف من قبل القوات الحكومية.

وقتل أكثر من 40 شخصاً جراء قصف القوات الحكومية في اليومين الأخيرين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أحصى كذلك مقتل مدنيين جراء الغارات.

ودخلت الثلاثاء قافلة مساعدات إنسانية تحمل غذاء ومستلزمات صحية تكفي لـ7200 شخص في منطقة النشابية في الغوطة الشرقية، حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تغريدة على تويتر.

من ناحية أخرى، أعلنت مصادر أن "هيئة تحرير الشام"، "جبهة النصرة"، سابقاً، قامت باعتقال عدد من "الجهاديين" الرافضين لفك ارتباط "الهيئة" عن تنظيم القاعدة بحجة نيتهم تشكيل كيان جديد كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا وكان على رأس الموقوفين "ابو جليبيب" الأردني امير المنطقة الجنوبية سابقاً. وبدأت الحملة الأمنية في ريف حلب وإدلب فيما يبدو أنها محاولة لإرضاء تركيا وحلفائها التي انتشرت عسكرياً في شمال سوريا وفي محاولة من "هيئة تحرير الشام" لتلميع صورتها وإظهار نفسها كفصيل معتدل لحذفها من التصنيف الدولي كتنظيم إرهابي. يذكر أن "هيئة تحرير الشام" كانت الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا قبل أن تفك ارتباطها بالأخير في 28 يوليو 2016 وتلغي بيعتها لأيمن الظواهري وتغير اسمها مما أثار موجة انشقاقات في صفوف "الجهاديين" العاملين فيها.

من جهة أخرى، أكدت مصادر بقاعدة حميميم السورية أن القاعدة تتهيئ لاستقبال كتيبتين من الجيش الصيني "قوات خاصة" هما "نمور سيبيريا" و"نمور الليل" بذريعة قتال "حركة تركستان الشرقية الاسلامية" وهو حزب له جذور في اقليم "تركستان الشرقية" في الصين وتتهمه حكومة بكين بالإرهاب. يذكر أن الحركة هتنتشر في أجزاء من ريفي ادلب واللاذقية فيما ادعى نظام الأسد أنه رصد وجوداً عسكرياً لها بريف دمشق.

سياسياً، انطلقت جولة المحادثات في جنيف وسط آمال ضئيلة بإمكانية تحقيق تقدم مع تمسك طرفي النزاع بمواقفهما المعلنة خصوصاً إزاء مصير الأسد.

واستهل دي ميستورا الجلسة الأولى بلقاء وفد المعارضة برئاسة نصر الحريري، على أن يلتقي الأربعاء وفد الحكومة السورية.

ويصل الوفد برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى جنيف صباح الأربعاء، بعدما أرجأ موعد وصوله ليوم واحد.

وفشلت الجهود الدولية السابقة لتسوية النزاع السوري المستمر منذ العام 2011، متسبباً بمقتل اكثر من 340 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.