عَمّان - غدير محمود

يولي عاهل الأردن جلاله الملك عبد الله الثاني الشباب الأردني جل اهتمامه، ويصطحبهم في جولاته الداخلية والخارجية ويؤكد في المحافل العربية والدولية أهمية الدور المحوري للشباب، وتتجلى جهود جلالته في إطلاق العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز دور الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بدءاً بالاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، وحضهم على التفكير والتحليل والإبداع والتميز، من أجل تمكينهم للنهوض بالوطن.

العلاقة بين الملك والشباب، لها طابع خاص، وبصمة حقيقية، جعلت من غالبية الشباب تحاكي الملك عبدالله الثاني في حكمته ونشاطه، فهم يتخذونه قدوة لهم في التصميم على الإنجاز والعمل على جميع الأصعدة، لتكون المحصلة ثورة علمية ومعرفية.



إيمان جلالته المطلق بدور الشباب ووضعه إياهم على رأس سلم الأولويات الوطنية أدى إلى تمكينهم من الإسهام في التنمية الوطنية الشاملة من خلال توفير البيئة المناسبة لمشاركتهم في العمل والبناء.

ويشكل الشباب ما نسبته 73% من المجتمع الأردني، و85 % من سكان العالم من سن 14 - 25 سنة في الدول النامية.

وعمل جلالته على توفير مناخات داعمة للديمقراطية للشباب وفسح المجال للتعبير عن الرأي والرأي الآخر وطرح الهموم والتحديات بكل شفافية ومسؤولية ودعم التنمية السياسية والإصلاح الديمقراطي والمشاركة في الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وتعزيز العمل التطوعي.

بالإضافة إلى دور جلالته في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة التسامح والقيم الإسلامية النبيلة، والتنوع واحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف، ودور الشباب في محاربة هذه الأخطار توعوياً وثقافياً وتعليميا.

كما إن الأرواق النقاشية التى أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني تشكل برنامجا وخارطة طريق لبناء الدولة الأردنية النموذج بالمنطقة، وحملت بمضامينها أفكارا ورؤى عكست الفهم الواقعي لبناء الدولة الديمقراطية القائمة على تكريس سيادة القانون واحترام الإنسان وتقبل الآخر وتكريس مفهوم الوسطية والاعتدال وضمنت حق الاختلاف بحدود الدستور والنهوض بالتعليم.

أما ولاية العهد، فقد برز اهتمام ولي العهد الأردني سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بالشباب حيث أطلق عددا من المبادرات التي استطاعت الوصول للمستفيدين منها في مختلف محافظات المملكة، ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

كما أُنشئت مؤسسة سمو ولي العهد في ديسمبر من عام 2015، وتشكل المظلة القانونية للعديد من المبادرات، التي تعنى بالعمل المؤسسي الموجه للشباب الأردني ولمجتمعاتهم المحلية، مما يساهم في تعزيز مفهوم الابتكار وتعزيز التنمية الشاملة ويؤهل الشباب لتبوؤ مواقع قيادية.

بالإضافة إلى إنشاء جامعة الحسين بن عبدالله التقنية لتكون منصة أكاديمية تسعى لتحسين نوعية التعليم التقني من خلال معايير واضحة ومؤثرة وبرامج أكاديمية متطورة.

جسد مؤخراً ملتقى "فكر- تك" أنموذجا حياً على الدعم الهاشمي للشباب المبدع وعرض مبادرات ريادية في مجالات الهندسة التطبيقية والأقمار الصناعية وعلوم الطيران والفضاء والتصنيع الرقمي.

مبادرة "سمع بلا حدود" كانت إحدى المبادرات التي أطلقها سمو ولي العهد خلال مسيرته والتي تهدف إلى أردن خالٍ من الصمم، وتهدف المبادرة إلى الحرص على تقديم كل الدعم والمساعدة لتأهيل الأطفال الصُّم من خلال زراعة قوقعة الأذن لهم، وتدريبهم على النطق وتوعية المجتمع بالحالات المسببة للصمم، وإنشاء مراكز في جميع أنحاء المملكة لتأهيل الأطفال الذين يتم إجراء عملية زراعة القوقعة لهم، وتدريب المختصين بتأهيل النطق للأطفال.

وجاءت مبادرة "قصي" الرياضية التي أطلقها سموه لتساهم بتأهيل كوادر علاج طبي رياضي قادرة على معالجة أي طارئ قد يصيب اللاعبين، وذلك أثناء مشاركتهم في التمارين والبطولات الرياضية بشكل عام، عبر إشراكهم بدورات متقدمة في مجال العلاج الرياضي والإسعاف الأولي وتوفير الخدمات العلاجية، من خلال إنشاء مراكز طبية في المدن والمجمعات الرياضية.

وكان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، قد أطلق مبادرتين استراتيجيتين بالشراكة بين البرنامج الأكاديمي لشركة سيسكو، بهدف بناء القدرات التقنية والفنية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو هدف مبادرة الحماية الإلكترونية، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة والعالم.

"حقق" مبادرة أطلقها سمو ولي العهد، بهدف تنمية مهارات الفرد والجماعة للوصول إلى أعلى مستويات الاحترافية في التعاون والعمل المشترك، من خلال جهد تنظيمي مخطط يهدف لتسهيل اكتساب الفريق للمهارات والمعارف والأعمال التطوعية، وتجهيز الفرد للعمل المثمر الذي يساعد على تحسين الأداء، والعمل بروح الفريق لبناء جيل فتي متكامل متجانس، وخلق علاقة فعالة بين الشباب قائمة على الاحترام والانضباط والمحبة.

ويشارك شباب من مملكة البحرين في لقاءي العواصم العربية وبرنامج الريادة الإبداعية الذي تقيمه وزارة الشباب الأردنية سنوياً.