غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات

أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد فلسطينيين وإصابة العشرات في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي سلسلة غارات شنها طيران الاحتلال على قطاع غزة الجمعة.

وفي وقت سابق، انطلقت الجمعة مظاهرات ومسيرات عارمة في مختلف المدن الفلسطينية، وسط غضب جماهيري شهدته أيضاً الأراضي المحتلة، رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وعزمه نقل سفارته من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.



واستشهد في المظاهرات مواطنين جراء المواجهات المندلعة بين الغزيين وقوات الاحتلال والتي شملت مختلف المناطق الحدودية.

وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة بأن جثة الشاب محمود المصري "29 عاماً"، وصلت للمستشفى وهو من مدينة خاني ونس جنوب قطاع غزة.

وفي السياق، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها الميدانية تعاملت مع 234 إصابة في الضفة المحتلة والقدس.

وخرجت المسيرات بمشاركة آلاف المواطنين، بالتزامن مع أخرى مماثلة انطلقت في عواصم عربية وعالمية، تنديداً ورفضاً للقرار، وصلت حتى نقاط التماس والحواجز العسكرية الإسرائيلية، وشهدت تلك المناطق مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال والشبان الذين رشقوا الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة.

وفي محافظة رام الله والبيرة، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد البيرة الكبير، وصولاً إلى مدخل المدينة الشمالي، حيث دارت مواجهات عنيفة استخدم خلالها جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق نتيجة المواجهات التي دارت في المدينة.

وقال الناشطة ناريمان التميمي لـ "الوطن" إن "جنود الاحتلال اقتحموا أجزاء من رام الله، وباشروا بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية تجاه الشبان الغاضبين".

وفي مدينة بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال مسيرة حاشدة واندلعت مواجهات عنيفة استخدم خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والمياه العادمة، تجاه المتظاهرين ومنازل المواطنين، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.

وفي مدينة الخليل، أصيب عدد من المواطنين خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية، وأفاد الناشط لؤي وزوز بأن الجنود استخدموا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، وأصيب شاب بقدمه بقنبلة صوت شلت حركته.

كما انطلقت مسيرة حاشدة بمشاركة مئات المواطنين وفصائل العمل الوطني، من مسجد جنين عقب صلاة الجمعة، دعوا خلالها المشاركين إلى مزيد من الغضب واللحمة الوطنية لمواجهة القرار الأخير والخطر المحدق بالقضية الفلسطينية، كما طالبوا بضرورة تفعيل الحراك الشعبي في الأيام المقبلة.

كما اقتحم جنود الاحتلال عمارة سكنية تقطنها عائلة حرب في مدينة طولكرم، وجرى احتجاز العائلة داخل غرفة واحدة، وقام الجنود بنصب القناصة على نوافذ المنزل.

وكان للقدس الدور الأكبر، وعزز الجنود حالات الاستنفار وحملوا أسلحة ثقيلة لمواجهة الشبان الغاضبون، ودارت بينهم مواجهات كبيرة أصيب خلالها عدد كبير من الشبان، دون تحديد العدد من قبل جمعية الهلال الأحمر أو وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفاد الناشط سعيد الدغس لـ "الوطن" بأن المواجهات تركزت عند باب العمود، واعتداء قوات الاحتلال بالضرب وبالقنابل الصوتية الحارقة والغازات السامة المدمعة على المواطنين في المنطقة، وأغلقت قوات الاحتلال الشارع الرئيس الواصل بين بابي العامود وباب الساهرة مروراً بشارع السلطان سليمان، والتي باتت مسرحاً لمواجهات الشبان وقوات الاحتلال. واعتقل الاحتلال عدداً من الشبان. وكان آلاف الفلسطينيين من القدس وضواحيها وداخل الأراضي المحتلة، أدوا صلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الاحتلال المشددة، والحصار العسكري الذي يفرضه على القدس العتيقة ومحيطها.

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، حملة اعتقالات واسعة في البلدة القديمة ومنطقة واد الجوز، والصونة في مدينة القدس المحتلة، وبلدة العيسوية المجاورة، طالت 16 مواطناً.

وفي نابلس، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال، وأفادت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس بأنها تعاملت مع عشرات حالات الاختناق أصيبت خلال المواجهات.

وأغلقت قوات الاحتلال مصنع غاشوي الكيماوي الإسرائيلي المقام في أحد مستوطنات المدينة.

وفي قطاع غزة، استشهد مواطن، برصاص جنود الاحتلال المتمركزين بالقرب من السياج الفاصل شرق القطاع، خلال المواجهات المستمرة بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين.

وقمعت القوات المسيرات السلمية على الحدود الشرقية باستخدام قنابل الغاز السام والرصاص.

وفي قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية، أصيب 9 مواطنين وصحافي بالرصاص المطاطي، خلال قمع قوات الاحتلال للمسيرة الأسبوعية التي انطلقت في القرية.

وفي قرية جيوس شرق قلقيلية، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت من القرية وصولاً على إحدى البوابات العسكرية الإسرائيلية للجدار الفاصل، واندلعت هناك مواجهات بين جنود الاحتلال ومواطنين.

وفي مدينة أريحا، انطلقت مسيرة حاشدة دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، أكّدوا خلالها على عروبة المدينة المقدسة، وأن المقدسات خط أحمر لا يجب المساس به.

وتوجه المواطنون عقبها نحو مدخل أريحا الجنوبي، حيث تمركز العشرات من جنود الاحتلال، وما إن وصلت المسيرة حتى باشر الجنود بإطلاق وابل من الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.

ورفع الشبان الأعلام والرايات الفلسطينية، ورددوا الهتافات الغاضبة المنددة بقرار الرئيس ترامب، وأشعلوا الإطارات المطاطية.