أكد مساعد وزير الخارجية عبدالله الدوسري، أن قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها جاء في وقت بالغ الحساسية، تواجه فيه أمتنا العربية تحديات جمة سياسية واقتصادية وأمنية، مبيناً أن هناك قلقاً بالغاً إزاء هذا التطور الذي يزيد الأمور تعقيداً في منطقة تعاني من الأزمات والتوتر منذ فترة ليست بالقصيرة.

وشارك الدوسري، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي عقدت السبت بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، لبحث تطورات إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لإسرائيل.

وأشار الدوسري، في كلمة البحرين بالجلسة الافتتاحية إلى أن قرار الإدارة الأمريكية يتعارض مع التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، وطالب المجلس بموقف عربي بقدر التحديات التي تواجهنا وخطورتها على أمننا العربي المشترك.



وفيما يتعلق بقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن البحرين تؤكد أن هذا القرار يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط ويعطل مفاوضات التوصل إلى الحل النهائي المأمول، كما يعد مخالفة واضحة للقرارات الدولية التي تؤكد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعدم المساس بها وعلى أن القدس الشرقية هي ارض محتلة.

وحمل مساعد وزير الخارجية، المجتمع الدولي المسؤوليات الملقاة على عاتقه بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي.وطالب بمضاعفة الجهود العربية للعمل على وقف تنفيذ هذا القرار، ومنع أي آثار قانونية له على أرض الواقع.

وجدد التأكيد على موقف البحرين الثابت من القضية الفلسطينية، ومواصلة الدعم والمساندة لتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، ودعى المجلس في كلمته لمضاعفة الجهود لمواجهة هذا القرار، وتبعاته الخطيرة، دفاعاً عن هوية ومكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي والديني.

ودعا المجموعة العربية بالأمم المتحدة في نيويورك، إلى أن تكثف من جهودها الدبلوماسية، بما في ذلك طلب استئناف الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ القرار المناسب في هذا الخصوص.

وكان مساعد وزير الخارجية، شارك في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية - حيث تعتبر مملكة البحرين عضوًا فيها - وذلك قبيل انعقاد الدورة غير العادية وقد ترأست المملكة الأردنية الهاشمية هذا الاجتماع - باعتبارها رئيساً للقمة العربية - والذي عقد من أجل التشاور والتنسيق حول ما سيصدر عن الاجتماع الطارئ.

وصدر قرار عن مجلس الجامعة، تضمن رفض قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها وإدانته واعتباره قراراً باطلاً، وطالبها بإلغاء قرارها هذا والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ودعوة جميع الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، والعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن.

وأكدت الجامعة العربية، أن قرار الولايات المتحدة يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، وأن لا أثر قانونياً لهذا القرار، وتم تكليف لجنة المبادرة العربية بتشكيل وفد من أعضائها للعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية في هذا الشأن، وتكليف الأمانة العامة للجامعة بإعداد خطة إعلامية دولية توضح خطورة القرار.