أحمد التميمي

في كل موسم كروي، يتراشق جماهير قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، الاتهامات بشأن التحكيم وعن مدى انحيازه للطرف الآخر، وذلك بعد كل خطأ تحكيمي يصب في صالح أحد الطرفين. بطبيعة الحال فإن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، إلا أنه في إسبانيا ولكثرتها و "فداحتها"، ولإسهامها في تغيير جدول الترتيب في الدوري، ما يدعو للشك إلى كونها أكثر من مجرد جزء من اللعبة. وهنا نتساءل، هل التحكيم الإسباني منحاز للريال أم برشلونة؟

في الموسم الرياضي الماضي، ساهمت عدة لقطات في خسارة برشلونة للنقاط وتوسيع الفارق لمصلحة غريمه ريال مدريد الذي فاز بنهاية المطاف بلقب الليغا، كانت أشهرها هدف لويس سواريز في مرمى ريال بيتيس، والذي لم يحتسبه الحكم بحجة أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، في حين أظهرت الإعادة أن الحكم قد أخطئ التقدير. أيضاً من اللقطات التي أثارت جدلاً واسعاً وتعرض خلالها الفريق الكاتالوني للظلم، حيث قام لاعب فياريال برونو سوريانو بقطع الكرة بيده بشكل واضح جداً داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم لم يحتسب أي شيء.



لكن مثلما تعرض برشلونة للظلم بسبب الأخطاء التحكيمية فإنه استفاد منها أيضاً في وقت سابق من الموسم، ففي مباراة ريال سوسيداد بالجولة 13 نجح الأخير بتسجيل هدف صحيح في الدقيقة 76، ألغاه الحكم بداعي التسلل. كما تمكن برشلونة من تحقيق الفوز على فالنسيا بمساهمة الأخطاء التحكيمية، حيث أحرز لويس سواريز الهدف الثاني للبرسا في القسم الثاني من الدوري، على الرغم من أنه كان في موقف تسلل واضح.

وعلى الجانب الآخر، ساهمت عدة أخطاء تحكيمية في في رفع رصيد مدريد من النقاط، على سبيل المثال ما حدث في مباراة ريال مدريد وإسبانيول، تصدى سيرجيو راموس لتسديدة مهاجم إسبانيول بيديه على حافة منطقة الجزاء لكن الحكم لم يحتسب خطأ ضد قائد ريال مدريد رغم أن اللقطة تستوجب احتساب ركلة حرة لإسبانيول بالإضافة إلى منح راموس بطاقة صفراء مما يعني طرده من المباراة كونه تحصل على إنذار في بداية اللقاء.

كما نجد في هذا الموسم عدة لقطات ظلم فيها ريال مدريد تحكيمياً كان أبرزها في مواجهته لخيتافي، والتي فاز فيها الفريق الملكي بشق الأنفس بنتيجة هدفين لهدف، حيث احتسب الحكم هدف التعادل لخيتافي الذي أتى من تسلل واضح ضد الفريق المضيف.

الجانب الذي لم تراه شريحة كبيرة من متابعي الدوري الإسباني، هي الأخطاء الفادحة التي تحدث للفرق الأخرى في الليغا، وذلك بسبب التركيز الإعلامي على الغريمين التقليديين. ما سبق ذكره يدلنا على أن التحكيم سيء الجودة، أكثر من كونه منحازاً لفريق دون الآخر، ففداحة الأخطاء وتكرارها لا يحدث في أي دوري من الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.