عملية الهروب من سجن جو العام الماضي انتهت بالقبض على غالبية الهاربين، وبعض منهم قتل بعد أن فتح رشاشه على أجهزة الأمن، وهو على متن قارب إيراني ركبوه في إطار محاولتهم الهرب إلى السواحل الإيرانية، بتخطيط وتمويل من قبل نظام خامنئي.

بعد عام من العملية، انتشر بالأمس فيديو مدته 21 دقيقة، يتحدث فيه ثلاثة من الهاربين بعد وصولهم إلى إيران، وتركز الحديث على قائد عملية الهروب «الإرهابي» والمجرم المعروف رضا الغسرة، والذي تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن وهو على متن الزورق الإيراني.

طبعاً هذا الإرهابي ومن معه الذين حاولوا قتل رجال الأمن بالأسلحة، هم أنفسهم الذين خرجت علينا جمعيات انقلابية لتصفهم بـ«الشهداء»، وهم يعلمون بأنهم عملاء للنظام الإيراني، ومجرمون ومحكومون بجرائم إرهابية، إضافة لكراهيتهم للبحرين وتحريضهم على الانقلاب ضد نظام الحكم الشرعي.

لكل هؤلاء، من عملاء وخونة، وممن حاولوا بيع البحرين لإيران في الدوار، نريد منكم تعليقاً صريحاً وواضحاً «رغم انعدام قيمته»، بشأن هؤلاء الثلاثة المجرمين الهاربين. إذ ها هم في إيران، وقد تم إلباسهم وإطعامهم واحتواؤهم، فهل مازلتم تقولون «وما دخل إيران في البحرين؟!» بنفس تلك النبرة «المهزوزة» التي صدرت عن الوفاقي خليل مرزوق حين سئل عن تبعيتهم للولي الفقيه ومرشد إيران خامنئي.

ها هم في إيران، بالتالي لا يتجرأ أحد، لا من «وفاق إيران» ولا أذيالها «وعد» ولا من غيرها أن يطالع الشعب البحريني والعالم ليدعي ألا علاقة لإيران بما يحصل في البحرين.

هي قاعدة ثابتة، من ينجح في الهروب من أي سجن في العالم، ابحث عن وجهته الأولى بعد الهرب، ستجده يذهب لمن يقف خلفه، ومن يجنده، ومن يصرف عليه، ومن يعتبره أداة طيعة لديه. بالتالي ذهابهم لإيران أمر بديهي ومعروف، وإن كان من مشكك متأثر بالأكاذيب والفبركات التي يروج لها المحرضون والجمعيات الانقلابية بشأن علاقة وارتباط إيران بحراك هؤلاء الخونة، ها هو دليل دامغ «يمرغ» وجوهكم في التراب.

ما حصل في البحرين ليس حراكا للمطالبة بحقوق، وأعنى ما افتعلوه في 2011، ما حصل محاولة انقلاب مدعوم من إيران، ومن خلالها تم منح وعود لكل المنقلبين والخونة، من جمعيات طائفية مذهبية تتصدرها الوفاق حزب إيران في البحرين، وممن تبعوهم -بكل غباء وسذاجة- لأجل وعود بمناصب ومكاسب، فقط حتى يستخدموهم لنفي صفة الطائفية والمذهبية في حراكهم.

ما حصل مؤامرة إيرانية صريحة، وإقرانها بالمطالبة بإصلاحات ومنح حقوق وغيرها، ما هي إلا ستار حتى يخفوا به جزءاً كبيراً من اللوحة البشعة للانقلاب على النظام البحريني الشرعي، ولاستهداف مكونات الشعب المخلصة لوطنها.

استمعوا لكلام الهاربين الثلاثة «عملاء إيران» لتجدوا كيف أنهم مثل «الدمى»، وضعوا أمام كاميرا إيرانية، ويتحدثون كما «طلاب المدارس» في الصفوف الابتدائية، مكسورين أذلاء، لأنه لا عزة لشخص باع كرامته وإرادته لمحتل يريد احتلال بلده.

توصيفاتهم إيرانية بحتة، إذ هؤلاء الخونة يصفون البحرين بأنها «محتلة»، وهو وصف الإيرانيين الذين يعتبرون البحرين جزءاً من أرضهم، ويروننا نحن الموالين لبلادنا العربية الخليجية محتلين، في حين أنهم هم المحتلون الحقيقيون، وهم العدو الذي يستهدف البحرين دوماً وأبداً.

ولمن يتعاطف مع هؤلاء وشاكلتهم ممن ضربوا البحرين بخناجر غدر في ظهرها، فقط استوعبوا كلام أحد الهاربين العملاء، حينما قال إنهم حينما كانوا في السجن، كانوا يحرضون بعضهم البعض بألا «يغيروا فكرهم» أمام أي شيء، بمعنى أنه لا رجعة عن هدفهم، والذي هو نتاج فكرهم الذي ينطلق من الفكر الإيراني بأن البحرين لا بد أن تسلم لخامنئي وعملائه.

يحصل هذا في وقت إيران تموج فيه بمظاهرات عارمة، معها تتضح حقيقة النظام الإيراني، الذي يتشدق مسؤولوه حينما يتحدثون عن البحرين بشأن الحريات والديمقراطية، الحقيقة التي تبين كيف يتعامل «النظام القمعي» الإيراني مع شعبه، كيف يقتلهم بدم بارد، كيف يحرمهم من أبسط حقوقهم، وكيف يقمعهم ويمنعهم من التعبير عن آرائهم.

ندعو الله أن يشغلكم في أنفسكم، وأن يجعل شعبكم يثور على نظامكم الديكتاتوري، وأن تكون نهاية خامنئي وأزلامه على يد شعبهم المسحوق، وأن ترتد كل مخططاتكم الخبيثة الآثمة التي تستهدفون بها البحرين والسعودية وأهل الخليج والعرب قاطبة عليكم، لتذوقوا من كأس تريدون تجريعه للآخرين.

وللشعب الإيراني الذي يعاني الظلم والقهر والاستبداد نقول، «إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد للقيد أن ينكسر».