أحمد عطا

بعد كرٍ وفر، إشاعات وتأكيدات، صراعات وصدامات.. أخيراً أعلن ليفربول تعاقده رسمياً مع مدافع ساوثهامبتون فيرغل فان دايك بصفقة تم إغلاقها على مبلغ 75 مليون جنيه إسترليني (100.91 مليون دولار) تذهب إلى خزائن نادي الجنوب الإنجليزي الذي بات متجراً مفتوحاً لنادي الشمال الإنجليزي.

فبعد شهورٍ طوال لم يخفت فيها حب ليفربول للمدافع الهولندي، ها هو فان دايك يصير آخر عناقيد سلسال اللاعبين الذين انضموا من ساوثهامبتون إلى الريدز في السنوات الثلاث الماضية بدءاً من ريكي لامبرت ومروراً بآدم لالانا وديان لوفرين الذين وقعوا في 2014 وكذلك ناثانايل كلاين في 2015 وساديو ماني في 2016.



لكن لماذا وصل سعر فان دايك إلى هذا المبلغ الباهظ الذي جعله أغلى مدافع في العالم؟ نرصد هذا الأمر في 3 أسباب.

1- حالة الصفقة

نحن هنا نتحدث عن حالة تلك الصفقة بعينها.. تلك الصفقة التي كادت أن تعصف بليفربول في الصيف الماضي أمام الاتحاد الإنجليزي والاتحاد الدولي بعدما هدد ساوثهامبتون بشكواه إلى الاتحادين عقب ثبوت تواصل الليفر المباشر بفان دايك دون استئذان ما دفع إدارة النادي الإنجليزي العريق إلى التراجع عن الصفقة وتقديم اعتذار رسمي لإدارة السوتون أملاً في عدم إثارة غضبهم أكثر من ذلك.

هذه الحالة تسببت بشدة في عدم قدرة ليفربول على التفاوض لتخفيض الثمن، فأي موقف يثير استفزاز ساوثهامبتون كان من الممكن أن يفشل الصفقة تماماً من منطلق وجود الأخير في موضوع قوة واضح.

2- الاحتياج علانية

السوق، أي سوق وليس الكروي تحديداً، يعتمد على العرض والطلب.. في حالتنا هذه كان العرض ضعيفاً جداً فساوثهابمتون يمتلك مدافعاً مميزًا بين يديه ولا يريد بيعه –وقد أظهر ذلك بقوة في الصيف الماضي- بينما الطلب كان مرتفعاً جداً، فليفربول يبحث عن مدافع بكل قوة والفريق يعاني الأمرين هذا الموسم في الخط الخلفي الذي يفسد كثيرًا ما يصنعه الخط الأمامي من أشياء عظيمة.

الاحتياج وصل بمدرب كيورجن كلوب إلى التخلي عن قناعاته التي أظهرها علانية وقت صفقة انتقال بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد عندما انتقد الصفقة وصرح بأنه لن يفكر أبدًا في دفع كل تلك الملايين في لاعب واحد قد يصاب في أي لحظة، لكنه انصاع لواقع أن ليفربول لا يمتلك مدافعين كبار إن لم يحملوا الدفاع على عاتقهم فعلى الأقل لن يرتكبوا تلك الأخطاء الفردية الفادحة التي ارتكبها مدافعو الليفر هذا الموسم سواء لوفرين أو كلافان أو ماتيب.

3- البث التلفزيوني وجنون السوق

ليست الصفقة الباهظة الأولى التي تحدث ولن تكون الأخيرة.. هناك سبب واضح لهذا الأمر وهو صفقة البث التلفزيوني الجديدة للدوري الإنجليزي الممتاز والتي تم توقيعها قبل عامٍ ونصف وبموجبها تضاعفت مداخيل الأندية الإنجليزية وامتلأت خزائنها بشكل واضح حتى صار أمرًا عاديًا أن نرى نادياً إنجليزياً متوسطاً يبتاع لاعباً أو اثنين بمبالغ تصل إلى 40 و50 مليون يورو كما حدث على سبيل المثال في صفقة انتقال جيلفي سيغوردسون من سوانزي سيتي إلى إيفرتون.

ومع هذه الأموال الضخمة التي باتت الأندية الإنجليزية تتحصل عليها، صارت مسألة إقناعها بالتخلي عن أحد لاعبيها المهمين أمرًا أكثر تعقيدًا فلم تعد الأرقام الصغيرة نسبياً تقنعها فهي لا تشكل فارقًا واضحًا لها في ميزانيتها كما أنه بعد بيع جوهرتها فإنها هي نفسها تجد صعوبة في إيجاد بديل بسعر أقل لتحقيق ربح بين الصفقتين، لذلك احتاج ليفربول لهذا المبلغ الضخم لإقناع ساوثهامبتون بالتخلي عن نجم دفاعه.

على كلٍ، فإن سعر فان دايك سيختفي الكلام عنه بمجرد تألقه إن حدث، بينما ستزداد الانتقادات قوة في حالة إخفاقه رغم أن المدافع الهولندي جاء في منتصف الموسم لكن سيظل سعره الباهظ عامل ضغط عليه إلى أن يتمكن من إخراس الألسنة المنتقدة أو تتحول تلك الصفقة لمادة خصبة لنيل المنافسين من ليفربول.