وأخيراً كسر الشعب الإيراني حاجز الخوف والصمت، وثار منتفضاً كالبركان في معظم مناطق إيران على سياسة النظام الإيراني الإرهابي احتجاجاً على نهجه الظالم للشعب، بعد أن امتنع عن أن يعطيه الحياة الكريمة التي يستحقها كمواطن له حقوق أساسية، انتفاضة إيرانية بعدما وجّه النظام الإيراني جل اهتمامه وطاقته إلى ميليشيات الإرهاب في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين تاركاً الشعب الإيراني يعاني من الجوع والفقر والعوز، صمت الشعب الإيراني سنين وهو يرى خيرات إيران تذهب لمساندة «حزب الله»، فالنظام الإيراني الإرهابي يضع ميزانية الدولة لمساندة الإرهاب بتصريح من حسن نصرالله متباهياً في خطابه بأن رواتبهم ومساعدات مالية كثيرة تأتيهم من إيران، «ويا ليت» تذهب هذه الأموال لإحلال السلام ومساعدة الضعيف والمحتاج لكنها تذهب هباءً للفوضى والفساد وإثارة الحروب ومساندة الإرهاب، فاللقمة التي يجب أن تكون في فم الشعب الإيراني الفقير، تعطى للإرهابيين في البحرين وميليشيات الحوثيين في اليمن، فالسكوت على الظلم له حدود وحدود الإيرانيين وصلت إلى أقصاها ولن يستمر النظام الإيراني ليقصم ظهر الشعب المظلوم أكثر من ذلك، وكان لا بد من أن ينتفض الشعب وأن يتكلم وأن يعبر عن رأيه بعد كل سنوات القمع والاضطهاد.

إحدى المتظاهرات في إيران تتكلم بحرقة من معاناتها وحرقة قلبها على أموال تتبدد بينما يعاني الشعب من الفقر والحاجة وتقول: «إلى هؤلاء الذين ينفقون أموالنا، هل فكر خامنئي في أنه يصرف أموالنا وثرواتنا على تدمير العراق، لماذا ترسل أموالنا وثروات بلادنا إلى العراق وسوريا ولبنان، وإيران تعاني الفقر والفساد، فالفقر وغلاء المعيشة دفعا كثيراً من شبابنا إلى السرقة وجعلا نساءنا يبعن أجسادهن، لماذا يستولي قادتنا على أموالنا ليرسلوها للعراق، فإيران نفسها مدمرة»، من أجل ذلك اشتعلت الشوارع الإيرانية ناراً ولن يهدأ الشارع الإيراني بعد هذه الانتفاضة أبداً حتى تحترم الحكومة الإيرانية حاجات الشعب وتترك لهم مساحة للتعبير عن آرائهم وحقوقهم، فقد امتلأت السجون بالمعتقلين وبدماء الأبرياء المعدومين، آن الأوان أن يرفض الشعب الظلم والإرهاب والفساد وسرقة المال العام من أجل الإرهاب، فقد أشعل النظام الإيراني وبمساعدة نظام الحمدين وبأموال دولة قطر شرارة الفوضى في شوارع عديدة في بلادنا العربية الآمنة المستقرة، وها هي إيران تشتعل شوارعها أيضاً فكما تدين تدان ولو بعد حين، وها هي تتبع أسلوب القمع لمظاهرات سلمية وتطلق النار بذخائر حية ومسيلات الدموع على متظاهرين لا يملكون إلا أصواتاً وحناجر تطالب بالحقوق الطبيعية المتاحة.

إيران التي لا تنفك ولا تتعب من التدخل في شؤون دولنا الخليجية بل لا تتعب من تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام، الدولة الفارسية اليوم في موقف لا تحسد عليه، بعد أن خرج الناس أفواجاً مطالبين بسقوط النظام الذي ظلمهم تحت ستار الدين والإسلام، عل وعسى أن ينال الشعب حقوقه وترجع الأحواز دولة حرة عربية، الخسائر التي سوف تخلف لا شك في أنها عظيمة ولكن العيش بكرامة يستحق هذا العناء وهذه التضحية، والثورة الإيرانية مطلوبة ضد إرهاب النظام الإيراني.